الاثنين ٢ تموز (يوليو) ٢٠٠٧
بقلم أحمد محجوب

كلما تذكرت الفرح

أحتاج الهواء بشدة

قلبي مشنوق




قليل من الماء في الأسفل

لم يكن فعلها متاحا لغيري

ولا طعم الملح القدير كان أسخف مني

أنا أؤيد الهواء بشدة

حين يجف الطين في هذا العالم

لن يخلق الله بشرا بنفس الأخطاء

*

القطط التائهة – مثلي

تلوى ذيلها لأعلى

يداها على الإسفلت قوية

ضعيف ٌ مرور الشاحنات جوارها

ضعيف ويابس صوت الأولاد في المقابر

والنسوة اللواتي خرجن إلى الشقق المفروشة

تجنبن المسيح و القطط



القطط فقط

لم تشرب من دمي حين زجرتها

لأنها مشغولة بمراقبة الجميع سواى

وحين قبلتني في المساء وانقطع الخط

مسحت على قلبي بهدوء

أما العيال الشياطين مشجعي التراب

فلم يرحموني حين عدت مقسما إلى سبعة أجزاء غريبة

خبؤوا تمثالا في قميصي

صوري العائلية التي عبثوا بها حشوها في فمي

لم أكن أعرف أسماؤهم كي أتغلب على الأسى

ولم يكن لساني فارغا كي أخرجه لهم



حتى القطط

الصغيرة،

الهانئة،

ذات اليدين في الطريق

تجاسرت وملأت عينها مني

..



أنا آكل نفسي جيدا

تقول المرأة التي أخفت وجهها مرتين أمامي لأنها بخيلة :

"يا سوء الطالع

ومخزن الحبوب واللعب

خربوك أول أمس

بمجرد الملامسة

ثقبوا

أذنيك بعيدان القمح

سلقوا قلبك قي حجر الطاحون

وحين تمهلت أكثر في الخطايا

حطوا أحجارهم على وجهك

وبكوا عليك "

*



أشعر بالبرد وبالأصدقاء

بائعو الورد في قصر النيل يسبون الهواء الفاسد بأصوات مرتفعة

وصورتها في الشجن القاهري

تعض على قلبي بحنان وتجري من يدي

"ابتعد عني"

العيال المقدسون

يلعبون في المساء دوني

يشدون أذني

" أنت مفزوع ْ "

*


يا أولاد الليالي السيئة

ومالئي يدي بالبقع

ليس لي عنق ٌ ولا يد ٌ تشتد في الهتاف

قلبي طري

وعيوني مسمرة على الأسفلت

..

ضعيفة ٌ أصواتنا في الليل لأننا ننسى بسرعة



الحزن...

كطائر أعمى أجبروه على الحسد

يحدق في البنات ويكسر خاطرهن في المواعيد السرية

والصور القديمة بالأبيض والأسود فقط..

لا تعرفني

تبص عليّ من خرم الباب وتبكي

وحين أمد يدي إليها

تتأخر عني فيضعني الهواء في خلفية المشهد

..


أنا التراب السيء

محب المسامير والقلق

عدو الرخام

لا أقوى على التنهيد

ولا على مماحكة القلوب المشطورة إلى رجل ٍ وامرأة

والسريون يضربونني من كل اتجاه

يضعون دخان سجائرهم علي شفتي

ويحاولون سرقة الموت من أصدقائي بلا جدوى

..



كعبي يدق على الأرض بعصبية

مشغول ٌ هواء المدن بالدق أيضا

أقف في المساء مغسولا من الداخل

وعلى قلق من كل شيء قد لا يأتي بعفوية

كنت أقول للعيال في الشارع :

"أنا أخوكم في المواويل والرضاعة يا عيال

يدي على رؤوسكم جميعا

وعيوني على مشارف وردة ٍ أو أقل"

فيحشون فمي بالعصافير الميتة

ويضحكون علي

*



لا بد من كفين معا

على المشنقة

أو على سور حديقة

لا يهم

قريبا حين أدخل الجنة وحدي

سأدخن سجائر فخمه وآكل حمامات صاحية بمجرد التمني

أيضا لن أنسى كسر الأبواب والنوافذ

وتحطيم القانون والضحك عليه طوال الوقت.

لابد من كفين معا

في الجنازة البسيطة

أو حتى في السير على طول النظر بلا هدف

لا يهم



سيجعل الهواء أصدقائي يموتون من الضحك علي ّ

ولن ينسوا شكل النوافير البسيطة في الميدان
لابد من الكفين

هكذا يا بنيتي

تضغطين بقوة الخوف من الفقد عليها

أنا...

أخبئ أصابعك تحت الجلد وأتنهد.

*



كلما وقفت على الأرض

يعاتبني المارة /

ماسحو الأحذية الصلبة /

الأصدقاء الجيدون للنواح /

الأفكار المشروخة عن التحدث لأنثى باهظة /

العيال يضربون رؤوسهم في الحائط /

المندسون في الليل لا ينامون /

فراشات الأوبرا يفتحن الشفاه للقلق /

فيروز ترفض مقابلتي وتفضل الموت بلا قاتل /

من يوم المظاهرة ولم أسمع صوتك /

أحتاجك الآن يا أحمد /

آه يا..

... يا من؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى