الأحد ٢٢ تموز (يوليو) ٢٠٠٧
بقلم نمر سعدي

رسالة من دون كيشوت

سأحملُ سيفي ودرعي

وأرجعُ عن قلعةٍ مقفلهْ

فإني بقيتُ ثلاثين شهراً

ذليلاً وملقىً كقطعة ِ ثلج ٍ....

كجذع ٍ قديمٍ

تمرُّ بهِ اللوعة ُ المُرسلهْ

لكَمْ يا إلهي نموتُ ونحيا

بلحظةِ ضوءٍ ......

بلحظةِ حزن ٍ

على هذه المقصله

وكم يلثمُ القلبُ شعرَ الحبيبْ

ويغسلهُ بندى السنبلهْ

سأحملُ سيفي ودرعي وأمشي

على ضوءِ عينيكِ

في عتماتِ السنينْ

أحبكِ يا صحوَ روحي

ويا دفىءَ قلبي الحزينْ

ويا غصة الذكريات ِ بقلبي

ويا لوعة الشعرِ في خاطري

أما ترفعي السيفَ عن

رأس ِ هذا السجينْ؟

هو القلبُ ما بين نطع ِ العذابِ

وسيفِ الحنينْ

ولمّا تناهى بيَ الحبُّ حتى

حدود السماءْ

رأيتكِ بينَ ضبابِ الغيومِ

كلوتسةٍ من دماءْ

ترجّلتُ أمشي لها

عن صليب الجراحْ

على حدِّ سيفٍ من الشوق ِ

ماض ٍ شديدَ المضاءْ

لأقطفها ثمَّ أرجعُ فوقَ

الأصابعِ منها جمارُ الشقاءْ

وأجمعُ قلبي المبعثرَ

فوقَ مرايا السهوبْ

تفجّرَّ بركانَ ضوءٍ

فهذي ضلوعي تذوبْ

على صخرةِ الكبرياءْ

سأحملُ شيئاً إليكِ

من الذكرياتِ جميلا

وأحملُ قلبي القتيلا

وأقفلُ بابَ البطولةِ أنسى

طواحينَ ذاكَ الهوى لا الهواءْ

...........................

وتأتينَ لي من مرايا الصباحْ

تذوبينَ لوناً وطعماً

لخنجرِ شوقٍ وحزن ِ

بدمّي تذوبينَ أروعَ ذوبٍ

وأعنفَ حُبٍّ

فأني

تقمصتُ شكلَ القرنفلِ

والأقحوانِ وشكلَ الجراحْ

وأحببتُ فيكِ رمادَ الشقاءْ

وما ربَّ من وردِ قلبي المباحْ

....وفي الليلِ أعدو أطاردُ قلبي

وظلّي الكسيرْ

وحيداً على قمة ُ الحُبِّ

تبكي عيوني وقلبي

أمدُّ يديَّ لتلكَ النجومِ البعيدة

وأصرخُ مستنجداً بالقمرْ

أسائلُ من اين جاءَ إليَّ القدرْ؟

ليحجبَ ما بين قلبي

وما بين رحمة ربّي

وهل تحجبُ الشمسَ عني جريدة؟

وحيداً أذوبُ كقبلةِ ضوءٍ

بديجور هذي الليالي الوحيدة

وفي الليلِ عطرٌ وفوقَ النجومْ

رمادٌ وثلجٌ وفوق القمرْ

وأحسستُ إذ ضوؤكِ المخمليُّ

عليَّ إنهمرْ

وأنتِ تجيئينَ عبر التخومْ

إليَّ كطيرٍ حزينٍ أتى

من عصور المطرْ

نديِّ السنا ناطفٍ بالهمومْ

كعينيكِ وقت السحَرْ

يشعُّ إنعكاساتِ عمرٍ لقلبي

حزين الهوى والنوى والصوَرْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى