الثلاثاء ٧ آب (أغسطس) ٢٠١٨

آخر أمراض الكوكب

إن تداخل العلوم والتركيب بينها هي سمة الأعمال الإبداعية المعاصرة، ولذلك تكشف رواية «آخر أمراض الكوكب» للكاتب حميد يونس عن تنوع في البناء الروائي وتحولات في عالم السرد وتجديد من حيث الفكرة والمضمون. وأولى خطوات التجديد هي استحضار المتلقي داخل النص الروائي والاحتفاء به ومحاورته في موضوع جريء هو انتقال الروح من جسد إلى آخر!

تسرد رواية آخر أمراض الكوكب قصة "علي معن" الرجل الذي عاش حياته على درجة كبيرة من البساطة إلا أن ذلك اليوم الذي استيقظ فيه منتصف الليل لم يكن عادياً لأسرته. كان علي يصرخ بكلمات غير مفهومة لزوجته "جيكا أودي إينايو، جيكا أودي إينايو" لقد أصبح علياً، الشخص العراقي، "باك جن – سونك" الكوري الشمالي، وقد أدرك باك جن أخيراً تغيّره وتحوّله إلى شخص آخر وأصبحت حقيقته مجردّة لا جدال حولها، وإن كان وعيه وإدراكه وتخيلاته وذكرياته لا تزال هي هي، لم يطرأ عليها أو يتغير فيها أي شيء، لكن الجسد ليس جسده بالتأكيد، أو الأصح إن جن سونك هو الذي كان متطفلاً على جسد لا ينتمي إليه.

ضمن هذا الفضاء تتنقل الرواية لعرض حالات أخرى ومنها شخصية "فرانسوا بروجييه" الذي خاض تجربة فريدة من نوعها في "بوابة أو بعد لا طبيعي" بانتقاله من جسده في "نيس" جنوب فرنسا إلى جسد ياي ود واك آبور في جبهة قتال في "ملكان" حاضرة ولاية أعالي النيل جنوب السودان، وتكاد تكون هذه التجربة هي عينها التجربة التي نقلت جن – سونك من كيم تشك في كوريا الشمالية ليحلّ في جسد "علي معن" في بغداد وسط العراق. أما السيدة "كلير هدسون" ذات الخمسين عاماً. فبدون أي سابق إنذار، بدأت تتحدث كأنها شخص ترعرع في القارة الأوروبية. لقد ذهبت إلى سريرها أمريكية واستيقظت إيطالية واسمها "آرورا كولّاتي"، وقد أعلن الأطباء في مركز "يو أس ديفس" للعلوم العصبية في ساكرامنتو أن ما تعانيه "هدسون" يعدّ حالة طبية نادرة جداً.

إلى ذلك تتطرق الرواية إلى الأفلام التي عالجت هذه الظاهرة في محاولة لإيجاد تفسير ملموس لحالة "أريك س. هورويتز" بطل الفيلم الوثائقي المثير للجدل "الرجل الذي تحوّل إلى جنوب سوداني". وغير بعيد عن هذا، تطرقت الرواية إلى احتواء "منظمة الصحة العالمية" لظاهرة "أريك/ياي سندرم" التي تثير الشكوك ورسم خطة تأهب مدروسة وشاملة لاحتواء الظاهرة في حال أثبتت حقيقة وجودها..

وأخيراً هل سيلتقي "علي" العراقي و"جن" الكوري الشمالي على أرض الواقع وهل سيخبران بما حصل لهما في رحلة الانتقال؟ وهل ستجمع الرواية نثار مشاهدها في صورة مقتضبة واحدة تفسرّ للقارئ آخر أمراض الكوكب؟

يقول الكاتب حميد يونس عن روايته هذه: "أنا أؤمن أن البشرية انقسمت إلى فئتين اثنتين؛ كوكونيين ورافضين، مصابين وغير مصابين، ذوي قلوب من لحم ودم وآخرين ذوي قلوب من حجر. ألم تلاحظ كيف اختفت الدهشة والنفور والاستغراب في تعامل الجميع مع المتناقلين؟ وكيف ذاب المتناقلون في الجميع؟ بل كيف أصبح الجميع متناقلين؟ يستثنى من ذلك الرافضون ومن لفّ لفّهم، بكل أساليبهم الدنيئة ووسائلهم الخسيسة. وهنا يمكنني أن أؤكد لك، دون الحاجة إلى اللف والدوران، أن هؤلاء المتعصبين والرافضين والناكرين والناقمين هم الذين يعانون من المرض الكوني لا المرضى أنفسهم ، وبقي الأمر أمامك أنت لتجد له الجواب؛ من الذي يعاني برأيك من آخر أمراض الكوكب؟

تأليف: حميد يونس

الفئة: رواية عربية

المقاس: 14.5 × 21.5 سنتم

عدد الصفحات: 232

الناشر: ثقافة للنشر والتوزيع

ردمك: 978-9948-24-504-9


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى