الأربعاء ٢٠ أيار (مايو) ٢٠٢٠
بقلم عبد السلام العابد

أحوال...

لم التقِ به منذ أكثر من عشرين سنه، وكم سررت؛لأنني وجدته متمتعا بالقيم النبيلة والسمات الإنسانية الحسنة التي نشأ عليها. قلت له: ماذا فعلت بك الأيام؟ وما أخبارك؟. قال: أعتز بأنني أنتمي لأسرة فقيرة، ولكنها مكافحة. ما زلت أذكر غرفتنا الطينية التي عشنا فيها سنوات طويلة، أنا وأبي وأمي وإخوتي، اجتزت الثانوية العامة بنجاح، ودرست في أحد المعاهد الجامعية في الوطن، وحينما أغلقت أبواب العمل في وجهي، اضطررت لمغادرة البلاد، والتحقت بإحدى المؤسسات الاقتصادية في بلد عربي قريب،وتدرجت في عملي، حتى وصلت إلى أعلى المناصب الوظيفية المتاحة، والحمد لله،

ركزت جهودي على الاهتمام بأسرتي وأبنائي....علمتهم في المدارس والجامعات، ذكورا ً وإناثا ً، وهم يحملون الآن شهاداتٍ علمية عليا، ويشتغلون في مجالات تخصصهم، وقد تزوجوا و بنوا أسرا ً جديدة.

قلت لصديقي: وهل يمتلك أبناؤك حقهم في العودة إلى بلدهم؟. أجاب باسما ً: نعم، لقد حرصت على اغتنام أية فرصة ٍ سانحة، للم شمل العائلة في الوطن، وكنت أعود كل عام ٍ؛ لتسجيلهم في هويتي،بل إنني آثرت أن يقيموا مع أمهم في البلد فترة ً من الزمن، ويدرسوا في مدارسها؛ حتى يتعرفوا على الناس، ويتفاعلوا معهم، وتتعلق قلوبهم بوطننا وأرضنا....

وأنهى صديقي حديثه، ونحن نحتسي القهوة على شرفة منزله، مع مجموعة من الأصدقاء قائلا ً: هناك أناس استثمروا أموالهم ومدخراتهم، في شراء العقارات والأراضي، أما أنا فقد استثمرت جهودي وإمكانياتي كلها في تربية وتعليم ورعاية بناتي وأولادي وإعدادهم للحياة، والشكر لله فها أنا قد شارفت على سن التقاعد، وأنا مطمئن وراض ٍ، وآمل أن أستمر في القيام بواجباتي تجاه أسرتي ومجتمعي، فنهر العطاء لا ينضب، والحياة لا تتوقف.

نار الغضب

بعض الناس يميلون إلى التعبير عن حنقهم وضيقهم بنرفزة وغضب شديد، يأخذ أشكالا ً متعددة، كالعنف الجسدي والسلوكي واللفظي ؛بذريعة الصيام. إن الإنسان المؤمن الحقيقي والمتزن يتسم بالهدوء والاستقامة والعقلانية،ويدرك تماما ً أن الغضب مذموم وله مخاطره الكثيرة، المتمثلة في الشجارات العائلية والنزاعات بين الأفراد في الشوارع والأسواق، وما ينتج عنها من جرائم قتل وتخريب وأحقاد وضنك ومعاناة في الحياة.

قال رجل للنبي صل الله عليه وسلم:أوصني. قال: لا تغضب. فردد مرارا ً:لا تغضب.

ويقول الشاعر الفارس عنترة:-

لا يحملُ الحقدَ مَنْ تعلو به الرّتب ُ
ولا ينال العلا مَنْ طبعُه الغضبُ

وثمة أمثال حكيمة حذرت من الغضب، وأثاره السلبية منها: من أطاع غضبه، أضاع أدبه. وأول الغضب جنون،وأخره ندم.والغضب مفتاح الشر. والتصرف عند الغضب إبحار في خضم العاصفة. وإذا غضبت فامسك. فحذار ِ...حذار ِ من الغضب!.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى