السبت ١٨ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم نزيه حسون

أدمنت عشقك

أدمنتُ عِشقَـكِ فاسْمَعـي آياتـي
هَذي عُيُونـكِ أم رَبيِـعُ حَياتـي؟
هذي بِحارٌ كَيْ أغوصَ بسحرِهَـا
وَأتُوقَ لوْ أُفْنـي بِِهَـا سنواتـي
هذي العيونُ النَاعِساتُ عَشِقتُهـا
وَلها سَكَبْـتُ لواعـجَ الزَّفَـراتِ
هذي اللِّحَـاظُ الذَابِـلاتُ قَتَلْنَنـي
واستسْلمَـتْ لِجمالِهـا رايَـاتـي
فَبَنيْتُ في عيْنَيْكِ مِحْرابَ الهـوىَ
وأقَمْتُ فيـهِ مَناسِكـي وصَلاتـي
فتَشْتُ عَنْ أسْرارِ عِشْقكِ في دَمي
فَوَجَدْتُ أنّكِ قِطْعَـةٌ مِـنْ ذاتـي
وَوَجَدْتُ فيكِ قَداستي وَطهارتـي
وَوَجَـدْتُ فِيـكِ مَكَامِـنَ اللّـذّاتِ
ووَجَدْتُ في عَيْنَيْكِ بَلُّـورَ النَـدَى
وَوَجَدتُ فِيكِ عواصِـفَ اللّهَفـاتِ
ووَجَدْتُ فِيـكِ تألُّقـي وَتَمّزُقـي
وَوَجَدْْتُ فِيـكِ النـورَ وَالظُلُمَـاتِ
وَوَجَدْتُ فيكِ النارَ تحُرِقُ أضلُعـي
وَوَجَـدْتُ فيـكِ الـدَّرْبَ للجَنّـاتِ
وَبَحَثْتُ عَنْ عَينَيكِ في ليْلِ الهوَى
فوَجَدتُهـا تَبْكـي عَلَـى كلِماتـي
فَنَسَجْتُ مِنْ شِعْري وِسَادَةَ مُخْمَلٍ
حتّـى أُجفِّـفَ ساخِـنَ العَبَـرَاتِ
وَحَمَلْتها في العُنْـقِ مِثـلَ أمانـةٍ
وَزَرعْتُها في النّبضِ في الخَفقـاتِ
وَحَفظتُها في القلبِ أنزفُ لَوْعـةً
وَكَتبْتُ فيهـا بالدمـوعِ وَصَاتـي
مِنْ هذِهِ العَبَراتِ يا أهـلَ الهـوى
فلتنسِجـوا كَفَنـاً يَلـفُّ رُفاتـي
هاتي عيونكِ كَيْ تُنيـرَ قََصَائِـدي
وَتَشِعَّ شَمسُ السِّحْرِ مِنْ كلِِماتـي
هاتي عيوُنَكِ فَهيَ أجمـلُ لوحـةٍ
هَيهاتِ ترسـمُ ِمثلَهَـا نَبَضَاتـي
هاتي عيونَكِ كيْ أموتَ شَهيدَهـا
وَيُقالَ فِيها قـدْ أضَعْـتُ حَياتـي
كَمْ عاشِقاً في الأرضِ باتَ مُجَندلاً
وبطّعْنـةٍ مِـنْ أسهُـم النظـراتِ
إنَّ العُيـونَ إذا استَبَـدَّ جَمالُهـا
مِثْلَ السيُوفِ خَطيـرَةُ الطَعَنـاتِ
آتٍ إلَيْكِ أضُـمُّ صَـدْر حَبيبَتـي
آتٍ، أحـسُّ بأنـنـي لــكِ آتِ
ذبُلَتْ ورُودُ أزاهـري وَقَصائِـدي
فَوَجَدتُ فيكِ قصَائـدي وَنجَاتـي
فِيكِ ابتدأتُ وَفيكِ أنْهَيْـتُ الهَـوى
ونثـرتُ فيـكِ أزاهِـرَ السَّنـواتِ
إنّي فَرَشْتُ وِسَائِـدي وَقصَائِـدي
ولَقَـد نَسَجْـتُ نَََمَـارقَ الأبيـاتِ
حتّى تَنامي في سَريـرِ دفاتـري
وَيَفُوحَ عِطْرُ السِّحْرِ مِنْ كلِماتـي
أدمنتُ في كلِّ الفُصـولِ كآبتـي
حتّى ملأتُ الأرضَ مِنْ حَسراتـي
هذي الُدّموعُ تَنِزُّ قِسْـرَ إرادتـي
كَيْفَ السَبيـلُ لِوَقْفِهـا عَبَراتـي
والهجرُ يَحفرُ في الجوارحِ جُرحَهُ
وَيثيـرُ فـيَّ كوامـنَ اللَّوْعـاتِ
إنْ هاجَرَتْ أسرابُ عشقِكِ منْ دمي
مَنْ ذا يعيـدُ حَـرارةَ النَبَضَـاتِ
سأموتُ في رَحْمِ الرَّحيـلِ مُمَزّقًـا
موْتَ الغريبِ... تَلُفّنـي زفراتـي
وَليَكتُبِ الشُعـراءُ فـي مَرثيّتـي
إنّي قَضَيتُ شَهيدَهـا... مَوْلاتـي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى