الاثنين ١٥ آب (أغسطس) ٢٠٢٢
بدعوة لتأسيس جبهة مقاومة ثقافية
بقلم رامي ياسين

«أسبوع كنفاني الثقافي» يختتم فعالياته

اختتم "أسبوع كنفاني الثقافي" والذي تنظمه دائرة الثقافة ودائرة العمل الشبابي لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني فعالياته أمس الجمعة بحفل ثقافي فني حاشد أقيم بمسرح الشمس في عمّان، وقال الشاعر رامي ياسين مقدّم الحفل الذي بدأ بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء " حتفي اليوم تكريما لأديب ومفكر كان كتيبة من دبابات الوعي وآلاف من مخربين أحلام الطغاة، عرف العدو فأخافه، وقتله عدوّنا دون مواجهة، تماما كما نعرّف الفعل الجبان، وها نحن نمارس ما مارسه كنفاني: فعل التحريض بالثقافة والوعي. نحتفي جميعنا لنقول: تعالوا لندق جدران الخزان، جدران وضعنا السّاكن والسّاكت.ولنعلن رفضنا للقمع والكبت والخوف وسياسة التخويف. وندعم المقاومة باعتبارها ثقافة ونهجا ومحورا".

وفي كلمة اللجنة المنظمة والتي ألقاها نائب الأمين العام للحزب الدكتور عصام الخواجا، أشار الى
أن إستحضار غسان كنفاني، وإعادة قرائته بعد خمسة عقود على رحيل جسده، لم تعد محصورةً في إحياء ذكراه، أو مناسبة للترحم على روحه، والتذكيرِ به شهيداً ارتقى في مسيرة المواجهة الطويلة مع الاحتلال الصهيوني، لا بل أنها أصبحت حاجة وضرورة لإعادة بناء الجبهة الثقافية العربية المقاومة للمشروع الصهيوني الامبريالي الاستعماري، وهي من وجهة نظرنا كحزب، من أهم وأخطر جبهات التصدي والمقاومة، فجبهة المقاومة الثقافية، تمثل العماد والأساس لكل أشكال المقاومة للاحتلال وكافة تجلياته، وتمثل الضمانة لاستمرارية الوجود وإعادة الانتاج المبدع لروح وكينونة الهوية العربية المقاومة لأي هيمنة أجنبية احتلالية واستعمارية ، وبشكل خاص عندما يختل ميزان القوى الاقتصادي والعسكري والجيوسياسي لصالح العدو.
وأكّد الخواجا أن غسان قد بيّن أن الترابط الصحيح بين البعدين "الوطني" و"القومي" هو قضية محورية أساسية، وأي فصلٍ بينهما يلحق أضراراً كارثية ومميتة بحركة المقاومة الفلسطينية. إنها رسالةُ غسان؛ رسالةُ المقاومة والثورة المستمرة.

وختم الدكتور عصام الخواجا كلمته قائلا: "أن الأردن مستهدف من المشروع الصهيوني تماماً كما هي فلسطين، وبقرائتنا فنحن مستهدفون من كيان الإحتلال كأمة مجتمعة وليس فقط كأقطار عربية متفرقة. وهذه الرؤية هي التي يجب أن تكون واضحة أمامنا، حتى نستطيع صياغة وتطوير المجابهة مع المشروع الصهيوني برمته وهزيمته ودحره الناجز."

وقدم كورال أجيال الوحدة مقطوعة غنائية بعنوان "غسّان علمنا" وأجيال الوحدة هي مجموعة من الناشئين الشباب تشرف عليها دائرة العمل الشبابي في الحزب وهدفها تنشئة جيل واعي لقضايا وطنه وأمته ويستطيع التعبير عن ذلك بمهارات يكتسبها بالتدريب على التمسك بالهوية الثقافية والوطنية.

وقدّمت فرقة الحنونة للثقافة الشعبية اربعة مشاهد تحكي قصة الفلكلور الفلسطيني ونماذج متعددة من دبكة بلاد الشام، والحنونة على مدار أكثر من 25 عاما استطاعت الحفاظ على ثقافة وموروث بلاد الشام كوحدة جغرافية واحدة، مع التركيز على الثقافة الفلسطينية، وذلك إيمانا من القائمين عليها بأن حراسة الذاكرة مسؤولية كل جيل وكل فرد، للمساهمة في تشكيل هوية الأجيال بعيدا عن التأثيرات السلبية وثقافات الاغتراب، ولا بدّ لهذه الذاكرة من حارس؛ لذا، كانت الحنونة... حارسًا للذاكرة الشعبية.

وقدّم الشاعر صلاح أبو لاوي مجموعة من قصائده وسط تفاعل الجمهور معها، وأهدى واحدة من قصائده بعنوان "الصقر" لروح الشهيد غسان كنفاني، حيث خاطب أبو لاوي الشهيد غسان كنفاني «فارس الزمن المقاوم» بلسان يمثل الناس المحبطين في زمن التفاوض، وإذا هم مهدودون بسبب التفريط، تائهون بلا أرواح، وإذا هم يحسدون الشهيد كنفاني، لا لشيء إلا لكون السماء اختارته من ذالك الوقت إليها حتى لا يشهد ما نشاهده اليوم من تراجع تحول بالنضال نضالا ضدّ البنادق.، يقول فيها:

هل صعد (الحكيم) اليك يا غسان / في عليائك الأبدي / ينزف حلمنا / نحن الخسارة / لا يطيق الحر / أن يحيا الخسارة مرتين / والبحر الكبير يخيفنا / نحن الذين كتبتنا / خنّاك/لا عادت لنا حيفا / ولا عدنا / ولا شئنا سداد الدين.

واختتم الفنان كمال خليل الحفل بوصلة من أجمل أغاني مثل نشيد الانتفاضة واغنية حب الى شهيد الكرك الوطن من لون الناس ودولا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى