الاثنين ٢٣ أيار (مايو) ٢٠٢٢
بقلم مصطفى معروفي

أقاصٍ مؤجلة

ها أنا صاعد رئة الحرف
من جبهة الضوء أعلن مرتكسي
وجهات القرابين تأوي الملوحة لي
وتؤلّه نزوة من حبذوا حزنهم سلفاً
قد أفيء إلى غيمة
تلتقي بنصوصي البسيطة
أقرأ ما حمل الجمر من أرَبٍ
ما طواه حثيثا من العشب والريح
لست أقوم بمعجزةٍ
أنا منطلق الشيء حين يشير إليّ بأسمائه
أنا كعبته وهْوَ يرحل مغتبطا
تلك إغفاءة كنت مولى لها
ولذا لم أزل هاتفا:
أيها الرجل التتريّ
تعال ودوّن خيولك فوق نوافذنا
وامش قرب شواطئنا
فلعل العباب يراك حليفا جميلا له...
سأُوَدِّع غيمي وأرجعُ
ثم أكون صديقا لمن عبروا الطرقات فرادى
وهم يحملون مواعيدهم وتفاصيلها...
إنها متعتي
أن أكون أليفا كما العين حين ترى
زورقا رائعا وينام على يده المنتهى
إنها غبطتي
أن أخطط رعب الطيور على شجر ساهم
وأمد يدي للفراشات أقطف
منها تعاشيب وحشتها
إنه هوَسي
وأنا هابط لجذور اليباب
لأغرس كل خطايايَ فيه
وأبني بلحم الغبار المتاريس بين موانئه
فلك الله يا وطناً
نام ثم صحا وبدا الدم فوق موائده ضاحكا
فانبرى ليخيط قميص متاهته...
ما الذي أوقد الحرف في دفتر النهر
حتى استوى واشتعال الأغاني به؟
سوف يورق فينا الوداع
ونأتي إلى الشوق نعلنه سيدا للأقاصي المؤجلة.

مسك الختام:
أخْفَى الحقيقة
في حقيبة صدره
لكنها
ظلت تطل بلا دهان
من نوافذ مقلتيه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى