الأربعاء ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٤
بقلم عايدة نصرالله

ألوان من الحب

عندما يحاول الزمان

سلب عكاز الغد

من أيدينا

نصحو فجأة

لنتشبث

بوميض عابر,

يطل علينا من كلمة.

فهل تكون حبيبي الكلمة؟

***

شعرك الموًُدع حبيبي

عيناك

جداول وجهك,

التي خربشتها الآلام

وكل تفاصيل الأحاديث

الصعبة في جمجمتك

لا تعنيني

كما لا تهمني كلمة

"حبيبتي" توزعها على أسطح

المنازل

ما يشدني إليك

تواضع هيبتك

نوع من بلاهة

الطفولة يدغدغني

عندما أركن وجهي

إلى صدرك

أو كلمة صعبة

أضيفها إلى معجم جسدي

فلا ترفع لي حبيبي

حاجب الدهشة

ما يهمني نطفة صدق

تقطر من أضلعي لأضلعي

يغازلها جلدي

لا أريد حلالا

يخربش السواد

على بياضي

ويشوه بريق عيوني

أو يلبسني ثوب العفاف

حبيبي أنا لا آبه

إذا كانت الشمس

تشرق أو تغرب

كل ما يهمني

تفاصيل التعب

على جلدك

حينما يمطر حبا

في عروقي

فأنا لست سوى

طفلة أتأرجح على الحبال

كما يحلو لي, ولا أخاف

السقوط

فما قولك

وأنا لم أعرف "حلاوة "

أن أحني قامتي

إلا عندما رأيتك؟!

****

يحاول الزمان

سلب عكاز الغد من أيدينا

لكنا نصحو فجأة

لنتشبث بوميض

عابر

يطل علينا من كلمة

ألوان من الحب

-2-

ويشيخ الأسد

لكن مشيته لا تترهل

وتعصف بالبحر

الأيام

وتبقى رغوة موجه

تدغدغني

***

أعرف أنك في عمر

الشيخ آفل

لكن أغنيتي

تسكن فيك

وعندما ركنت

همومي إلى خاصرتك

طفلة أضناها التعب

من اللعب

لم تتهاو أركان الجبل

فيك

فكيف تتهم الشيخ

فيك؟!

أنا لا أعرف السنين

ولا أشكال الترهل

كيف تبدو

كل ما أعرفه

تلك الكلمة

الطائرة في الهواء

السابحة على كتفي

تنطلق من العين

الصادقة فيك

فكيف تريدني

أن "أدرك"الشيخ

فيك؟!

أنا لا أعرف الشيخ

فيك

ولا أبغي تذكر الشاب

فيك

إنما تلكما العينان

الرانيتان إلى

تفاح الحب

وعصير لا يفهمه

سوى الشيخ فيك.

كل ذلك الحب في معطفك

تخبئه

وفي خطوط وجهك

دهشة طفل

فكيف أرى الشيخ

فيك؟!

***

يشيخ الأسد

لكن مشيته

أبدا لا تترهل

وتعصف بالبحر

الأيام

وتبقى رغوة موجه

تدغدغني.

ذكرى

عندما كنت أقرض الأيام شرهة

أتجبد على مساحاتها

كما يحلو لي

أطرز شتى ألوان الأماني

على أهدابها

كنت أراك قمر الصحراء

تضيء لي فيافي الغد

وكان صهيلي

يقطع المدى

حينها, كان حليبي لبا

وعصافير جمجمتي ملونة

كان فمي أوسع من المحيط

يريد قضم العالم رشفة واحدة

* * *

عندما كنت أركض على أوتار الأيام

خوف أن تسبقني

كنت أحبك ماردا

تنهار السلاسل أمام ضحكتك

حينها , كنت أتقنك

***

أما اليوم وأنا ألوك الأيام ببطيء

خوف أن تقطعني

لم أعد أسخر من بخار الأماني

ولم يعد لي سوى موسيقى الروح

ولم أذق من لهاثي سوى

الأحجيات الصعبة

وشبق الاكتشاف

ولملمة جلدي المتعرق .

: نشرت في الاتحاد 1990 في فلسطين المحتلة


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى