الاثنين ٢٣ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم رقية عبوش الجميلي

أما علمتك؟

يحكى أن رجلا علم ولده السباحة على الفراش. فلما ذهب به الى النهر غرق الولد. فصاح ابوه غاضبا "اما علمتك؟!" فاجابه الولد وهو في النفس الأخير: يا أبتي الناس لا يتعلمون السباحة على الفراش!

لطالما ذكرتني هذه الحكاية بحالنا اليوم. فقد تعودنا ان نتعلم ما لا يتوافق مع ما نعمله. وبرغم إدراكنا الخطأ إلا أننا نعيد الكرة لجيل جديد!

ما تعلمناه في مدارسنا من مناهج تربوية. أصبحت مجرد خطابات تلقى على أسماع أبنائنا ونحن قد سبقناهم بها, ما دمنا لا نسير على سلوك صحيح أو لم تهيئ الظروف الاجتماعية والبيئية لنا بعض المتطلبات. التي باتت في بعض الدول الأخر لا تثير جدلاً كما تثيره في بلادنا.

في العام الماضي كان ولدي في أول مرحلة له في المدرسة. وقد امتلأت كتبه بتعاليم رائعة. عن سلوكيات الفرد حين يأكل. ويسير. وكل ما يقتضيه في يومه, الى هذا الحد نحن بأمان واطمئنان على أبنائنا, لكن الكارثة عندما يقرأ عليه هذا المنهج القويم. داخل حصة الدرس. ليكون جرس الفسحة فاصلاً بينه وبين عالم آخر.
يفر المساكين الى باحة المدرسة لدقائق معدودات. ليتصادموا ويتدافع البعض منهم بالآخر للوصول قبل سابقه. حين أرى هذا النزاع الذي ينشب بينهم للوصول الى غاية ما, يتخايل لي أنهم ذاهبون الى ظل شجيرات أو مقاعد مرتبة. أو حديقة أنيقة. وبعد عودتي الى رشدي. بعيداً عن الخيال. فعالمنا اصبح مليئاً بمثل هذه الخيالات! أرى البعض يتمرغل في التراب بدل العشب. ويستنشق الآخر رائحة أكوام القمامة بدل عبق رائحة الزهور. هؤلاء المساكين قبل لحظات كانت تنهال عليهم الخطب الرنانة. بتعلم النظافة والنظام والعمل بهما. ولبرهة ينقلب الامر على عاقبيه. ليعيشوا هذه اللحظات في صراع مع الزمن. وازدواجية مع الوقت!

يا للتناقض الذي يعيش ابناؤنا فيه. لو جئنا من بلاد بعيدة ببعض علماء النفس والاجتماع لمدارسنا. لانهالت التقارير والدراسات. ولأصبحنا مختبر تجارب. لما نعد للمجتمع من مرضى نفسيين منهم في ازدواج الشخصية وانفصامها! ان مناهجنا التعليمية لا تتقن الى طلاء الفرد وتزويق مظهره! كم نحتاج من الوقت لنكون صادقين معهم. حين نلقي بخطاباتنا على مسامعهم. لا تلقي القمامة الا في مكانها المخصص إن وجد. او نقول لهم اجلس في اماكن الجلوس ان وجدت. ربما سيأتي يوم نصدق القول فيه. وسيكون هذا في الامد البعيد! وحينها نعلم ابناءنا السباحة في النهر بدل الفراش.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

من هنا أوضح مسيرتي العملية في مختلف الميادين، على مدى خمسة عشر عاماً من العمل واكتساب الخبرة.

الكتابة والصحافة:
بدأت في ميدان الصحافة كمحررة في جريدة (العراق غداً)، مسوؤلة عن صفحة المرأة وكاتبة مقال أسبوعي لجريدة رسمية. كما قمت بتحرير وإعداد برنامج اجتماعي تناقَش خلاله قضايا المجتمع وكيفية حلها بطرح الأسئلة التي تصل عبر البريد على اختصاصيين في علم النفس الاجتماعي. ثم انتقلت إلى برنامج إذاعي كضيفة أسبوعية لمناقشة التحديات التي يواجهها المجتمع. كما استلمت منصب (مديرة مشروع) في مؤسسة إعلامية لـ(صناعة القلم النسوي) ومشروع المقال والصورة (رسالة السلام) ثم كنت من منظمي مسابقة (الكتاب بوابة السلام). كما كانت لي عدة كتابات قصصية ومقالات بحثية نشرت في مواقع رسمية مثل (ديوان العرب) جريدة (الزمان) اللندنية، موقع (ما وراء الطبيعة) جريدة (الصباح) الرسمية.

البحث الاجتماعي والمسرح:
كنت عاملاً مهماً في إنشاء وتأسيس الفرق المسرحية (مسرح المضطهدين) في العراق لأربع مدن عراقية، فتم تأسيس أربع فرق مسرحية، وكان لي دور في اختيار وتدريب الفنانين، وكنت المسوؤل الأول في كتابة النصوص المسرحية التي تعتمد على البحث الميداني ودراسة الحالة في المجتمع قبل كتابة النص أو عرضه كنص مسرحي جاهز، واستمر عملي لمدة أربع سنوات على البحث وكتابة النصوص المسرحية وتدريب الممثلين وتنسيق للعروض.

البحث الاجتماعي:
في هذه الميدان كان التركيز على الحالات الإنسانية ودراسة الحالة وتقييم الاحتياجات اللازمة بحسب التقييم مع المتابعة وكتابة التقارير التحليلية التي تعتمد على قاعة بيانات في التحليل، ومعظم تلك التقارير كانت تصدر بشكل بياني ورقمي مع تقرير سردي، واستمر عملي في هذا الميدان مع مختلف المنظمات الدولية لمدة سبع سنوات ممتالية شملت تدريب الموظفين على خطوات دراسة الحالة وكيفية حفظ البيانات وكيفية الإحالة بطريقة إلكترونية وبسرية عالية.

من نفس المؤلف
استراحة الديوان
الأعلى