الجمعة ٩ شباط (فبراير) ٢٠١٨
بقلم نوزاد جعدان جعدان

أنا «اللا مدعو» إلى أفراحك يا وطني كانت...

أنا «اللا مدعو» إلى أفراحك يا وطني
كانت حفلاتكَ يا وطني شهيّة للسوّاح والغرباء
حتى معالمكَ الأثرية
أنا اللا مدعو إليها
مع أني كنت آتيك بربطة عنق فخمة
وبيدي باقة ورد
لا أعرف عدد قلاعك ولا طعم حفلاتك الشهية
أسأل السوّاح عنها
الذين يعرفون أيضا أيضا
أن الوطن فرح وأن بلادنا جميلة
أنا الجاهل عنها
مع أن بيدي باقة ورد وحذائي ملمع
وكما قلتُ لك، أرتدي لأجلك بدلة رسمية
و عند كل قصر هناك
وعند كل جدار من قلاعك التي يزورها السوّاح
رائحة عرقنا
ولكن يا وطني الحلو الحلو
لماذا تجرّنا معصوبي العينين
نحن اللا مدعوون إلى أفراحك
وبيدنا باقات الزهور
إلى سجون قلاعك
2
خذلتني كل أشجارك يا وطني
لذا وقفتُ أمام أول صيّاد
لا يصوّب بندقيته باتجاهي
بل يأخذني إلى قفص من أقفاصه
ربّما يهديه لحبيبته، وأنا أشدو لوطني
وهي تتذكّر صيّادنا
3
عيناكِ الحلوتان الدائريتان
تنسياني كل أختام المخالفات في سجلي الوطني
يدكِ التي كقطعة بسكويتٍ مدوّرة تلك التي يحبّها الأطفال
تمسك يدي كي أكتب بها
لا بيدي
يد القمر المدوّرة كيدِ معلمة مدرستي
تتدلّى كل يوم كي أمسكها
وأمسح عن سبوّرة السماء كل هذا الليل
ربما أجد طريقاً إليكِ
مع ذلك، وكل ذلك، بقيتُ فقط أدور حولكِ
حتّى أصبحت مخالفة يومية ارتكبها
4
تعرّى الحزن يا عفرين
و مرّت على جبالك الكثير من الثلوج
ولكنها ذابت
وبقي البلوط في عيوننا أخضر و حلوا
ومرّاً جدا على خيول العدو
5
نعم، أصبحتُ كطرزان
بلا جواز ولا وطن
مع فارق بسيط أني لا أملك غابتي
فقط وحش تتقاذفه أقفاص المدن
وحجارة السفارات
6
الليل في قريتي خيمة عزاء كبيرة للقمر
مع كل يوم يضيء قبر
7
ما زلتُ هنا
أخطئ بكتابة شباط بدلا من فبراير
وأؤمن أنه شهر التكاثر
نعم يتكاثر الحزن القديم
كلما أخطئ بالكتابة
و أحسب نفسي غير غريب عن وطنه
8
سأغير أسماء شوارعك يا وطني
وأخلعها عنها
تماما كما أخلع قميصا ضيقا عن رقبة طفل
و أطلق أسماء الشهداء عليها
وأيضا أيضا
أستبدل العملة النقدية
بصور عليها وجهوههم
ولأن عدد الشهداء أكثر من شوارعك يا وطني
سأبدّل اسمك أيضا
9
دنّستُ الكثير الكثير من الصفحات
فقط لأنتقم منكِ
ولكن
تبقين دائما تلك الصفحة البيضاء
وأنا عبثا أحاول الانتقام
هكذا بكل ما أكتب
10
تعبنا من مشاكلك يا وطني تعبنا
أيها الطفل المشاغب
تعبنا أن نكتبَ عنك
دعنا نكتب بهذا الشكل
أن أحب فتاة مشاغبة
وأشاغب معها في شارع مشاغب
دون أن تتكلمَ ونذكر مشاكلكَ
كي أكتب لها ولو لمرة واحدة فقط
نصا مشاغبا
11
أنا خائف نعم خائف
أصابعي تحوّلت إلى سكاكين
ليلة أمس أمسكتُ الدفتر
فانفرَمَتْ كل صفحاته بين اصابعي
ولم تتوقف عيني عن الدموع
وأيضا أمسكتُ بشجرة زيتون
فتقطّعتْ
مسحتُ على رأس طفل يتيم
فامتلأت أصابعي بالدماء
حتى في مطبخي
لم أعد أحتاج إلى سكين
أنا خائف
وخائف عليكِ أيضا
أن أكتب نصاً عنكِ فأنحركِ بأصابعي


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى