الخميس ١٤ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم طارق موقدي

أنتِ لم تأتِ

أنتِ لم تأتِ
ليلة أمس الأول
كنتِ مراهقة على وشك أنثى
والليلة انتظرتك بقدح من حروف
لكنك كالتوبة ، لا تأتي إلا متأخرة
كقط محايد
لا يأبه على أي جنب ينام
******
أنتِ لم تأتِ
ليلة أول أمس
تخافين من حب براغماتي
أو زخم هائم في البحر الطويل
تخافين من رجل مثالي في اللحظة المثلى
أو نبيذ معتق وعسل ملوكي لذيذ
أنتِ لم تأتِ
خشيتِ عليَ من نون نسوة تغمر وجهي
فأغرق وجهك بالحنين
******
أنتِ لم تأتِ
ليلة أمس الأولِ
وأنا هيأتُ للحب كل الحب
أجريتُ دموع الشموع
نثرتُ لك الورد فوق السرير
ضوّعتُ عطري فوق الوسائد
ورتبتُ الأرائك
وزعتُ الفراشات والكؤوس
الكبير فالأصغر ثم الصغير
والأخطر فالخطير
وبدلتُ الستائر القطنية بالحرير
جددتُ ماء المزهرية الزرقاء
وصنفتُ الأغاني هادئة فأهدأ، ثم صاخبة
حتى لا يسرق الجيران صوتك
أو تباغتهم آه حالمة
لكنك....لم تأتِ
ليلة أول أمس
وكأني تلميذ في آخر صفِ
لم تعلمي أني عالم عشق في جامعة
عشرون عاما في حرفة الحب
وأستاذا…والعاشقات بصفي فوق المئة
******
أنتِ لم تأتِ
ليلة أمس الأول للمرح
فتجليتِ إلي
في شغف الروح
في البوح
كنتُ محقونا بجرعة الحب
للمرة الأولى بعد المئة
فسقطتِ كعاشقة بصفي
وقتلتِ في قلبي الفرح
******
أنتِ لم تأتِ بالأمس
غادرت الكرمة كأسي
وصار النبيذ عنب
ونصف عمر قد تعرى للأبد
وعدت إلى صدر أمي طفلا
أبحث عن حليب وبكاء وغضب
لم أجد حضنا ولا فجرا يغرد
وضعت في ثنايا الحلم طيرا
فدلني التيه السرمدي عليك
وهاجرت إلى جهات الأرض الأربعة
مغتربا وغبت في عينيك
******
أنتِ لم تأتِ
تعبت من المسير يا سيدة القصر
فنمت على وجع بخاصرة المساء
ونبض لقلبك عازف
وصدر يحن علي
كما تعشق النار
قشر الكستناء
وكما يعشق الرماد المدجن
صغير الحطب
وأنتِ لم تأتِ
ليلة أول أمس
و لم تأتِ بالأمس
وربما هذا المساء
أحمل روحي
وأسافر في التعب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى