الأحد ٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
بقلم بسام الهلسة

أهـلاً بالناصِـري.. أهـلاً شافيـز

* أهلاً شافيز.. أهلاً بك أيها الصديق الوفي الموثوق لأمتنا. نحييك بكلمة الترحيب العربية "أهلاً" ليس من باب المجاملة المعتادة، بل لأننا نعُدُّك فعلاً واحداً من الأهل.

أهلاً بك وأنت تزور ديار العرب فنلاقيك لا كأخ عزيز أو ضيف كبير فحسب, بل كرفيق تجمعنا به المثل العليا للإنسانية؛ مثل الحرية والعدالة والإخاء والكرامة لبني البشر. وتوحدنا معه الطريق؛ طريق النهوض والمقاومة للخلاص من البؤس والاستغلال والتخلف والاحتلال والتبعية والهيمنة والتجزئة.

ورغم تنائي المسافات بين بلادنا العربية وبلادك فنزويللا، وتباين قوميَّتينا ولسانينا، فإننا لا نحتاج إلى ترجمان بيننا وبينك.. فالكلمات الصادقة الصادرة من القلب تصل إلى القلب مباشرة دونما وسيط.. كما الأحباء الذين يفهمون بعضهم البعض الآخر بمجرد النظر بعيونهم. فمواقفك الشجاعة في نصرة قضايانا، ونهجك الأممي الاستقلالي التقدمي في مجابهة صلف وعتوِّ وعدوان الإمبريالية الأميركية وإسرائيل، وخدمتك المخلصة لشعبك ولشعوب أميركا اللاتينية، هي التي عرّفتنا بك وفتحت عقولنا وأفئدتنا لاستقبالك.

*******

قلت مرة في خطاب لك أنك "ناصري"، في معرض الوفاء للرئيس الراحل "جمال عبدالناصر"، والتقدير للإسهام الذي قدمه مثاله المقاوم في استنهاض وتحفيز مناضلي أميركا اللاتينية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. وهو كلام كبير لا يصدر إلا من فم إنسان كبير يعي معنى حفظ الجميل ويعرف كيف يرده لأهله.. خصوصاً في أوقات المحنة، كالتي تمر بها أمتنا في الوقت الحاضر.

ربما أردت باستعادتك لعبدالناصر، الذي رأيت في تجربته وتطلعاته التحررية الوحدوية صورة عن تجربة وتطلعات القائد الفنزويللي الذي تحملُ رسالته وتُواصلُ خطاه "سيمون بوليفار"، أقول: ربما أردت أن تُذكِّر العرب بأيام نهوضهم حينما كانوا أمة مفعمة بالحياة، تقاتل ببأس لأجل حقوقها وتدقُ أبواب العالم بتصميم ليكون لها مكانها ومكانتها فيه؛ وحينما كانوا أمة قادرة على تحدي المهيمنين ومؤازرة الشعوب المستضعفة المكافحة في آسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية، تماماً كالذي تفعله أنت وفنزويللا الآن.

*******

أيها الأخ والرفيق والصديق هوغو شافيز: نشكرك من أعماقنا.. ولسوف تحفظ أمتنا لك ولبلادك الجميل، ولن تنسى أنك كنت من بين القلائل المبدئيين ذوي البصيرة الاستراتيجية الذين ساندوها وقت الشدَّة ووقفوا مع مقاومتها، غير عابئين بما قد يجرّه عليهم هذا الموقف من تبعات وخسائر آنيّة. فلم تكن كالذين يستبدلون "الذي هو أدنى بالذي هو خير" كما تقول الآية القرآنية الكريمة. فمع إدراك أننا نخوض معركة واحدة على جبهات متعددة ضد طواغيت العصر: أميركا وإسرائيل، فإن اللقاء والتضامن بين مقاومة أمّتينا وقواها الناهضة يكون ضرورياً وبديهياً كما يجدُر برفاق المُثل والطريق.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى