الاثنين ٢١ شباط (فبراير) ٢٠٠٥
بقلم هاني ناجي سعد

أيام من حياتى

حقاً أنا لست بمعتادة على كتابة خواطرى... و لست أعرف ما الذى دفعنى إلى فعل هذا الاّن ...

ربما أحسست فجأة أننى يجب أن أعبر عن رأيى فى الحياة,حياتى,وحياة الاّخرين أيضاً , ولست أعرف لماذا لم أفكر فى فعل هذا من قبل؟!

هل لأننى لم يكن لدى فراغ يسمح بالكتابه, و أصبح لدى الاّن حينما التحقت بالجامعة, أم لأننى لم اجد ما يستأهل من قبل؟!
هل كان لدى ما يستحق الكتابة فى حياتى..
أيام الاعدادية,لا اظن , فأنا بالكاد أذكرها...

أيام الثانوية .... اّه .... تلك الأيام الجميلة برغم كل شئ .... برغم كل ما حملته من متاعب ...أيام المراهقة الاولى , وتفتح المشاعر , وحب نجوم السينما , و طموحى بأن أكون شخصاً لم يسبق له وجود ....
حلمى بأن أكون بطله ,و مشهورة, أمتلك كل شئ , ويجرى, ورائى الجميع... وأفيق لاجد نفسى مطالبة , باضاعة احلى سنى عمرى , فى الانكباب على كتب الكمياء الجامدة,و الفيزياء النظرية, التى يصعب على مكتشفيها أنفسهم فهمها, لو قرءوها من كتب المدرسة,.......
المهم...لقد مرت الثانوية بسلام, وكدأب كل من يحصل على مجموع كبير التحقت بكلية الطب ,
أتذكر الاّن أيام الثانوية, لقد صارت علاقتى معها الاّن بعد ان تخرجت علاقة تعايش سلمى,فهى لم تعد تؤذينى ،وكعاده ذاكرة الإنسان التى تحاول تذكر الاشياء الجميلة ، فقط ،كمحصلة لما بداخلها ، حفاظا على سلامة صاحبها ،فيظن دائما أ ن الماضى ،هو أحلى لحظات العمر ،ويحن له ،بالرغم من ان الماضى ، والحاضر ،والمستقبل ، ثلاثتهم يحملون لحظات جميلة وأخرى حزينة ،لكن علاقة الانسان بهم دائما هكذا ...
يحن للماضى لأنه انتهى ولم يعد يتبقى منه سوى اللحظات التى يريد هو تذكرها وهى فى الأغلب جميلة ، ويمقت الحاضر لأنه يعيشه ويعاينه ، ويخشى المستقبل لأنه يجهل ما سياتى به ...
نعم ... لقد انتهت ايام الثانوية ، أيا كان موقفى منها ، وأنا الآن على مشارف عالم جديد ، فى كلية الطب ،وحتى الآن انا لم اعرف ، لماذا يعتقد الناس إن الانسان ، لن يكون محترما ما لم يدخل كلية الطب ؟!
سواءا أحبها أم لم يحبها !!! , و لا أعرف انا ايضاً لماذا دخلتها بالرغم من أنى اعلم مسبقاً بأننى لا أريد العمل فى هذا المجال.......
مرحلة جديدة فى حياتى بدأت عندما حول مكتب التنسيق أوراقى الى جامعة القاهرة ,لألتحق بكلية الطب هناك...................

وهكذا..كلية الطب..القاهرة...نقلة كبيرة لى من الصعيد الميت إلى هذة الحياة الواسعة ,أحسست حين نزلت بها لأول مرة, وكأنى طفلة صغيرة, فقدت ابويها فى الزحام , أحسست كأنى غريبة و تدريجياً... راح خوفى يزول , و إن حلت دهشتى وعجبى من تقاليد هذاالمجتمع الجديد علىّ, محل خوفى السابق,
لم أكن أعرف أحداً فى هذا المجتمع الكبير,سوى قريب لى لم أزره أبداً أعطانى اهلى عنوانه, وأعتقد أن علىّ الأن زيارته.......أما عن سكناى , فقد تدبرت مكاناً لى بالمدينة الجامعية,شأنى شأن معظم الطالبات المغتربات وكم بدات الحياة بها صعبة, حتى انى بدأت أكون فكرة عن شعور المجندين بالجيش مازلت اذكر أيضاً أول يوم لى فى الدراسة, و استطيع ان اسمية , بلا حرج "يوم التوهان" فلم أكن أعرف شيئاً او شخصاً .. ولكن كما أن الحاجه هى أم الاختراع,فأن الدراسة هى أم الصدقات..

تعرفت على صديقات لى بالكلية, و كذلك بكليات اخرى, ثم ولاعجب أصدقاء و كانت اول ملاحظة لى أن الاختلاط فيك ياقاهرة, ليس عيباً او ممنوعاً بل هو يأخذ حقه وزيادة , ويصل احياناً إلى حد التمادى,ولا شك ان سلوكى الصعيدى, كان مثاراً للسخرية,إلى ان بدأت اتكيف...
أنطق القاف ألفاً لا جيماً, ولا اكسر نهايات كلماتى بل افتحها و إن كنت لا أعرف حتى الأن لماذا يسخر منا القاهريون لأننا ننطق القاف جيماً, مع انهم هم ايضاً يخطئون و ينطقونها ألفاً.... فلماذا نكون نحن المعيبون لا هم... المهم... لقد شعرت لاول مرة فى حياتى بأننى لم اكن حيه فى حياتى السابقة,"ياله من تعبير غريب".
ولولا خوف من الاهل ,وبقية من تمسك بالعادات البالية ,لقلدت الموضاتالغريبة,كما يفعل شباب الجامعات القاهرية,.....
وهكذا ....كما ذكرت سابقاً,اندمجت مع مجتمعى الجديد سريعاً,ولم انتبه إلا وقد مر العام الأول...

مرت سنة كاملة...سنة واحدة أقسم أنى تعلمت فيها أكثر من كل سنين عمرى, سنة واحدة غيرت رأيى فى أشياء كثيرة, وجعلتنى أنظرللحياة بمنظور جديد,لاتعلم أكثر,وأفهم أكثر,شئ ولو بسيط عن ذه الحياة الواسعة...مر عام بحلوه ومره,بلحظات الضحك,ولحظات البكاء...
وعدت الى المنيا محافظتى لأقضى الأجازة, ولم تكن اجازة عادية,كنت أريد العودة الى القاهرة, مرة أخرى فى اقرب وقت, ولكن بعد فترة وجيزة شعرت برغبة,فى ألا اعود مطلقاً,قضيت الإجازة وحدثت لى فيها اشياء كثيرة,أشياء لا أحب أن أذكرها,أشياء أخشى أن يعرفها حتى الورق فأطويها ههنا فى قلبى, وعادت الدراسة فى العام الثانى لتبدأ, و لم اكن ادرى ماذا يخبئ لى القدر , لم ارغب فى ان اذهب مبكراً, ولم تكن ظروفى لتسمح فأضطررت أن أتأخر قليلاً عن كليتى ,وحينما ذهبت أخيراً إلى القاهرة, كان علىّ أن أذهب لأحجز سريرا ًبالمدينة الجامعية , كنت متأخرة, ووجدت بعض المشاكل فى ايجاد مكان, وأخيراً قامت هيئة الجامعة, بأسكاننا مع كليات أخرى.... حينما دخلت لأتعرف على زميلة الغرفة وانا احمل متاعى الثقيل تركت كل شئ يسير تلقائيا,أصفها كما أذكر, حين رأيتها لأول مرة...

 متوسطة الطول..سوداء الشعر.. لها عينين بنيتين, ملابسها زاهية الألوان... ولكن ذوقها مقبول,
 قلت:- مساء الخير...فردت التحية...عرفتها بنفسى, وأخبرتها بأنى من المنيا....وطالبة بكلية الطب...
 قالت:- نحن جيران أذن, وأنا من الفيوم, و اسمى"سميحة شوقى" طالبه بكلية الحقوق.
 قلت:- نشرفنا, أرجو ان تكون سنة سعيدة لكلينا.....
 ردت:- أتعشم أنا أيضاً هذا....

كانت هذة أول كلمات لنا...على قدر ما اسعفتنى الذاكرة, كانت جميلة, وتبدو طيبة,ولكن شيئا ما جعلنى غير مستريحة لها, لست أعرف ماذا اسمى هذا... ولكن هكذا كان شعورى ومرت الايام وتعددت احاديثنا وأخذت
علاقتنا تتوطد, وكدت أن أغير رأيى فيها,لولا محادثة جرت بيننا عرفت منها اشياء غريبة عنها, كنا نتكلم عن اذواق البنات فى انتقاء الملابس و عن الموضات الحديثة, فجأة سألتنى عن رأيى فى ملابس الاولاد, قلت لها:- أى أولاد

 تقصدين !!! ...ضحكت و قالت:- و هل يوجد اولاد كثيرون, ما رأيك فى ملابس الرجال؟!!! .
أى الملابس تفضلينها عن غيرها ؟!!!!

لم أستسغ سؤالها,ولكنى اجبت:- لست افضل موضات معينه, المهم أن يكون الشخص مهندماً, ويرتدى ما يناسبه!!
قالت :اما انا فكل يوم تظهر "موضة" تعجبنى أكثر و مع ذلك فجميع ملابس الرجال تعجبنى.. نظرت لها باستغراب , ولكنى سكت , وسكتت هى الاخرى, فترة وجيزة وسألتنى
:-هل أحببت ؟!... ظننتى أخطأت فهم السؤال فقلت :- أسفه!!
فكررت:- هل احببت؟! ... لم تكن طبيعة العلاقة بيننا قد اصبحت بهذة المتانه بعد .. لأخبرها باسرارى , و انا بطبعى لاأحب ان يمسك علىّ أحد بشئ فأثرت السلامة, وكذبت قائلة:- كلا....!!

نظرت الىّ طويلاً ثم قالت : أما انا فاحببت, و لم أعرف الحب مرة واحدة , بل خمس, وربما أكثر!!!... نظرت لها فى تعجب, و سقط فكى فى بلاهة, و لم أكن أصدق ما تقول.. أما هى فلم تنتبة الىّ, و كان فى نيتها أن تكمل حتى لو رفضت الأصغاء,...قالت:- ربما لن تصدقينى, ولكنى أحببت و لأكثر من مره, و ما زلت احب هؤلاء الى الأن.... كانت البداية كعادة كل بدايات قصص الحب , ابن الجيران, هذا الطفل الصغير الذى لهوت انا و هو معاً, و لعبنا الحجلة و المساكة, و الذى ضربته و ضربنى , و عضضة و عضّنى....ثم فجأه وجدت اهلى يبعدونى عنه, ويبعدوه عنى, لم نعد نرى بعضنا سوى فيما ندر و فى ذات الوقت احسست بالتغير الذى أصابنى, صرت فجأة مراهقة تشعر بقوة مجهولة, تسرى فى جسدها, و بطاقه حبيسة تبحث عن مفر, صرت اشتاق اليه أكثر, وأحن لرؤياه, هو الاّخركان قد تغير, صار شاباً يافعاً هكذا فجأة بعدها راح يشير لى من شرفته, فأرد التحية, بقلب الطفلة,وجسد الفتاة

أخبرونى ان هذا عيب, ولكنى لم افهم،بعدها عرفت معنى الحب, الذى ربط بين قلبينا ... ثم جاءت مرحلة الثانوية, تلك الفترة العصيبة فى حياة الجميع.... كنت اتلقى فيها دروساً لا حصر لها, و تحول رأسى الى "حصالة" يضع الجميع فيها ما يريدون ...من معلومات...و فى وسط هذا كله.... وجدت من يبتسم لى و يشجعنى أستاذى.....كان رجلاً وقوراً, غمرنى بحنان لم أعتده من قبل و شعرت نحوه بميل سرعان ما تحول إلى حب, وجدت فيه أشياء كثيره, لم اجدها فى غيره,...العقل....الحكمة......الذكاء.....العطف والحزم....كان يغمرنى بعطف خاص,وأعتقد أنه هو الاّخر كان يحبنى.... وربما لا تعرفين ان المدرسةالثانويةالتى كنت بها مشتركه, و بالفصل الذى كنت به, تلميذ ين كنت لا أعلم والى الاّن أيهما أحب أكثر....

الأول وسيم...رياضى ,غنى, يمتلك دراجة بخارية, و كثيراً ما كان يجعلنى أركب خلفه, و ننطلق لنسابق الريح, و كنت اختلق الاكاذيب لأهلى كى أخرج وأقابله, فيدعونى إلى السينما, ثم نخرج لنقوم بنزهة,على ظهر الدراجة الخاصة به, وبرغم نظرات الناس لنا, لم اكن أهتم, كنت أعلم لماذا تحلم الفتيات, دائماً بمن يخطفهن على متن حصان ابيض و انا أركب خلفه, أما الثانى, فكان عاقلاً,هادئاً, يحب المذاكرة, متفوق, كثيراً ما كنت ألجأ اليه فى الاشياء التى يتعسر علىّ فهمها و كم كان يرشدنى , أما الخامس و هو زميل بالكلية, تعرفت عليه السنة الماضية, هو شاب ناضج وسيم, أمطرنى بعباراته الجميلة, وراح يتغزل فىّ و فى جمالى,شئ لم يفعله أحد من قبله, وبرغم مرور سنوات, من تعرفى على اغلبهم, فأننى أعتقد أنى مازلت أحبهم, لست أعرف حقاً لماذا أخبرتك بكل هذا, ولكنى أعتقد بأنى استرحت لك.....

كان المفروض أن اجيب بشئ, ولكن لم أجد شيئا يقال, كنت اريد أن أقول لها إن قلبا, يحب كل هذة المرات لهو قلب لا يحب أحد على الاطلاق سوى نفسه, كنت اريد أن أخبرها عن الحب الحقيقى, كنت اريد أن أعلمها ان القلب حين يخفق بالحب, يخفق مرة واحدة فقط و لنهاية العمر , كنت اريد ان أخبرها بهذا كله, لكن عقد لسانى,مسكينة حقاً هى, يبدو انها قاست الكثير فى حياتها, هى احبّت ابن الجيران, شئ طبيعى فى تلك الفترة من العمر, التى تشهد تغير المشاعر, وتفتح الاحاسيس, و يبدو أنها عانت من صلف الأب, فأحبت مدرّسها, إذ رأت فيه أب حنون, و لكنها لم تدرك ذلك, أمكننى أن اربط بين أحاديثنا السابقه, و ما عرفته عنها قبلاً لأعرف لماذا هى أحبّت هؤلاء !!!! , فلأن أسرتها كانت تضيّق عليها, أحبت ذلك الفتى ذى الدراجة. و الذى شعرت معه بالأنطلاق و الحرية...

أشياء كانت محرومه منها, ولأنه لم يكن لها أخ ذكراً, فلقد أحست نحو ذلك الفتى الذى كان يساعدها, بعاطفة اساءت تفسيرها, و يتبقى الأخير, الذى أرضى غرورها كأنثى, وأشبع أحساساً بالنقص لديها لم أكن أعلم سببه, ولكن كان يمكننى أن المسه, واضحاً فى تصرفاتها.....نعم مسكينة هى فهى لم تعرف الحب الحقيقى حتى الاّن, وان ظنت عكس ذلك,كنت اظن ان القصة انتهت عند هذا الحد...
وأنى سأقضى بقية أيامى معها فى هدوء... ودون مفاجأت , واهيئ نفسى لأن أنسى كل شئ, وأتفرغ لدراستى, حين دخلت هى علىّ ذات يوم قائله:- لقد قابلته
 سألتها فى دهشة:- قابلت من؟!
 السادس, الحب السادس فى حياتى,إجلسى لتسمعى!!!!
كدث أن أفقد وعيى,وانهرت فوق السرير, بينما راحت هى تحكى لى.... لم يكن سمعى معها,بل لقد شرد فكرى كله تاركاً إياها تحكى ورحت أفكر فى الأيام القادمه, وماذا تخبئ لى من مفاجاّت جديده و تمنيت لها ان تشفى مما هى فيه...

كان فكرى يبتعد, ويبتعد....و يبتعد,ليرى الدنيا من أعلى, محاولاً ان يدرك كل هذه الدنيا الواسعة, و محاولاً أن يعرف, متى يجلس مرة أخرى ليكتب شيئاً عن حياتى.


مشاركة منتدى

  • أنا طالبه في الثانوية العامه خلصت الأعداديه ودخلت أولي ثانوي إتعرفت علي إصحاب جديده ومدرسين محترمين بس رحت درس إنجليزي عند مدرس إسمه مستر أحمد مدرس محترم وذوق ودمه خفيف وصعيدي أول شهرين عنده كان عادي وكنت بحترمه بس إحساس غريب ومشاعر إتغيرت من حب كمدرس إلي مشاعر حب فتضلت أحبه من غير مايعرف أي حاجه بس في يوم بان عليا حاجه كان هو زعلني فيها وأنا زعلت منه وعرف إني بحبه بس هو مش قال لي حاجه ومش بين وبعد كده كنت علطول في مشاكل في البيت بس المشاكل دي خلتني أحب حد تاني غير بابا عشان أنا كنت محتاجاة ومش لقيته حبيت مستر وعرفت رقم الموبيل بتاعه وبعتله رسايل بس هو مكنش يعرف مين إللي بيبعتله بدأ يتكلم علي الموبيل وقال أن هو بيحبني ذي بنته وعايز يعرف اسمي عشان يتكلم معايا ومن غير خوف بس أنا مش قولتله بس هو كان في الجو كان شاتي كنت عنده وكبت قاعده معاه وكنت مبسوطه عشان لوحدي وعايزه أقوله إني بحبه أوووي بس هو طلب مني الموبيل بتاعي وعرف مين إللي بتبعتله رسايل وأخذ يتكلم معايا ويفهمني إني في سن مراهقه وإن هو بيعتبرني إبنته ومش أفكر في ده دلوقتي إلا إما أدخل الكليه إلنا عيزاها إستنوني أكملكم إللي حصل بعد كده

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى