الاثنين ١٠ نيسان (أبريل) ٢٠٢٣
بقلم آدم عربي

أَتَذَّكرُ..

أَتَذَّكرُ..
أنَّني وُلدتُ من حبةِ برتقالةٍ
فائتْ بأغصانها
على ”مصطبة”
حفظتْ كلَ الحكايا
ونميمةَ العجائزِ
كانَ أبي نصفه ماركسياً
والنصف الاخر ناصرياً
لا أَعرف أيُّهما الجزء العلوي
وكيفَ اجتمعا؟
يُقال أنه راهنَ جاره
لو لَمْ ينتصر العرب ليخرج عارياً
في الحي
انقضى عمره ولَمْ يُنفِّذ وعده
بيدَ أنه لم ينسَ مقولته
“كانتْ ولادتك شئم”
ربما كان سراً قومياَ او ماركسياً
وراءَ هذا التعبير
ولربما لهذا أورثني
وجع الرأس
وعشق زيتون الوطن
ورائحة زعتره
وشرب “الميرميه” مع الشاي
آه..يا زمني ..
هل تحلم بتاريخ عتيق؟
أم بشجرة التين والليمون
على كتف ساقية صغيرة
أم بثديٍّ يدرُّ لبناً وعسلا..؟
أتذكرُ..
شهر آذار
شهر الزلازل والأَمطار
شهر الحب والنكاح
واستنفار الديكة
كانَ يوماً أحمراَ
تحول لأصفر
صبغته وجوه البشر
من كل بقاع الارض
وولدتْ الخرافة
لم يبقَ لي أحدا
فقد رحلتُ دونَ حقائب
ورحل الجميع
لم يبقَ لي أحد
امطيتُ صهوة الموت
دون أنْ أنظر إلى الخلف
لعلها ساعة الرحيل
ما هذا؟
إنَّها صافرة الزمن
مع بقايا أُغنية قديمة
وشقيقة الروح
أنزلتُ شراعي
وغفوتُ في البحرِ
الذي يطلُ
من عينيها

٢

يا ابنَ أُمِّي!

وأَنْتَ تَقْتَحِّمُ الشمسَ
لا تنسَ جراحَ القمرِ
وساًماً وسلاحاَ
واطْبِقْ أَسنانَكَ على النجمةِ
فإنْ لَمْ تكسرها
قَلَّتْ بريقاً ولمعانا
يا ابْنَ أُمِّي
ازرعْ البحرَ قمحاً
ولا تُسلِّمْ منجلكَ
إِلَّا قتيلا
احرصْ عى حضورِ جنازتِكَ
كي لا تتقاسمُ جُثتَكَ
كثرةُ الصور
نَزْفاً وشحوبا
آبائُكَ من أُمِّكَ
ركبوا ساقيكَ عروشاً
ثُمَّ صلبوكََ وأقاموا
ديناً جديدا
ونَصَّبوا "بولص الثاني "
رسولا
وأَبوكَ الجديدُ
يُطاردُكَ
قتيلاً أَو شهديدا
اسقِّ روحَكَ
مُرَّ الماءِ
ولا تغمدْ سيفَكَ الابديَّ
إِلَّا حراً أَو شريكا
ابرقْ من الصخرِ
حمما
سماؤكَ دائماً
حديدا
وافصلْ البحرَ عن الرملِ
برصاصةِ مُسدَّس
واهدمْ الأَسوارَ
واحرقْ الهواءَ
وليختلطْ الدخانُ بالغبارِ
بالشمسِ بالنارِ
وليتجمدْ السحابُ
فأبو "سفيان الجديد"
رَجَمَ التاريخَ
وطافَ حولَ الهُدْهُد
وتَرَكَ للفنيقِ دوائرَ ماءٍ
لهيبا
لا تدخلْ مَزادَ علمِهم
وانسجْ لنفسكََ من خيوط الشمس
عَلَمَاً جديدا
بجسمكَ النحيلِ
تعشقُ الردى
لا تخلَّعْ نعليكَ في الوادي المقدَّسِ
طَوى
وأعدْ كتابةَ التاريخِ
بعيداً عن فَمِ الاله
"يهوى"
واشربْ نبيذَ دمِكَ
بركانا
ولا تُصغِّ لما تقولُ
لكَ الكتب

٣

أَيُّهَا الشَكُّ

اكْسِرْ النَجْمَ في طَرِيقِكَ
واليَقِيْنَ..
قفْ ملياً
وتَأَملْ الكونَ
بوجهٍ حزين
وجوهٌ شاختْ
مِنْ تَلَوُّنِها المرايا
وشفاهٌ تَعبتْ
مِنْ قُبلاتِها السنين
مُـتـعـكِّـزًا ظـلّـي مـشـيـتُ ..
أَبحثُ بينَ ضَحَايا الوقتِ
عَمَّنْ يُعِيْدُ عَلَى الغُروبِ
مَشارِقَ الحنين
تَعِبْتُ مِنْ حَركةِ الأمواجِ
على الارصِفة
العالمُ حجرة
بلا أبواب
والمفاتيحُ لديّ
على الجدارِ لوحة
أرصفتُنا
أرصفةُ الحبِّ
الأرصفةُ المحفَّرة
نخرجُ مِنَ البعدِ
لنضيعَ في الحُلم
لنبحثَ عَنِ الرغبةِ
في أزقةِ النجوم
نحبُ الرقصَ كثيراً
على أرصفةِ الزمن
لأنها
مِنْ
إبداعِنَا
ولأن القمرَ
فيها
واحدٌ مثلُنَا
أنتِ
لا تصلِّينَ للحبِ
دعيني أنا
أدمعُ
عنْكِ!
دعيني أنا
أبتسمُ
عنْكِ!
دعيني أنا
أصلي
عنْكِ!
أحبُّكِ أحبُّكِ
مثلَ
اليمامة
أحبُّكِ أحبُّكِ
مثلَ
الفقر
أحبُّكِ أحبُّكِ
مثلَ
الجوع
الشاعر
لا
يختارُ
الشعر
الشعرُ
يختارُ
كيف أعودُ بكِ
إلى
شواطئِ الماضي؟
في البحرِ
شراعٌ
ممزقٌ هُوَ قلبي!
تريدينَ الحنطةَ
بعدَ
ليلِ القمح
لقد سكنَ الجنو
لِيَجُنَّ
العقل
اتركي العقل
فالعقلُ مكيدة
وتعالي نبني
حولَ هالةِ الشمس
مُعَرَّش القصيدة


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى