الأربعاء ٢٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
بقلم أحمد أبو سليم

أَحِنُّ إليها

أَحِنُّ إليها
قَليلاً مِنَ المَوتِ يَكفي الغَريبَةَ
عَمّا قَليلٍ سَتَنهَضُ مِن حُلُمي
كَي تُعِدَّ الحَقيقَةَ
بَعضَ الصَّباحِ
وَفِنجانَ قَهوةِ حُبٍّ مَضى
كَالسُّؤالِ البَريءِ سِنيناً
يُؤَلِّفُ بَينَ الخَرابِ الذي احتلَّ روحي
وَهذا البَلَدْ
 
يَمُرُّ المَكانُ
كَأَنَّ القِطارَ الذي قَدْ مَضى
مُنذُ وَقتٍ بِدوني
بِلا مَوعِدٍ لا يَمُرُّ عَلى العاشِقينَ
الَّذينَ نَسَوا عِشقَهُم في المَحَطَّةِ
فَوقَ الرَّصيفِ
عَلى مَقعَدٍ بارِدٍ
دونَ رُوحٍ تُدَفِّىءُ بَردَ الجَسَدْ
أَنامُ عَلى مَقعَدي بانتِظارِ الغَريبَةِ
وَحدي
وَما مِن قِطارٍ يُبَدِّدُ لي وَحدَتي في الظَّلامِ
وَما مِن أَحَدْ
 
أنا
عاشِقٌ في الخَرابِ
تَعَلَّمَ وَقعَ الحَياةِ عَلى رَقصَةِ النّارِ
بَينَ الفَراشاتِ
كُنتُ أُصَلّي لَها
وَهيَ أُنثى بِثَوبِ السَّوادِ
تُعِدُّ وَليمَةَ عِشقٍ أَخيرٍ لقَلبي
سِراجاً عَلى حَجَرينِ
وَأَوهَنَ بَيتٍ
وَرَقصَةَ مَوتٍ
لِتَمتَصَّ مِنّي رَحيقَ الحَياةِ
وَمِلحَ الجَسَدْ
 
بَقاياكِ ماءٌ
يَنِزُّ مِنَ العُشبِ فَوقَ الجِدارِ القَديمِ الَّذي
كانَ يَفصِلُ ما بَينَنا مُنذُ بَدءِ الحَياةِ
وَحتّى انحِسارِ الكَلامِ الطَّويلِ
بَقاياكِ قُبَّرَةٌ لِلرِّثاءِ
تُهَيِّيءُ لي في الظَّلامِ الظَّلامَ دَليلاً
عَلى الماءِ
في الحُبِّ يوجِعُني الحُبُّ
كَيفَ تَرَكتُ السَّبيلَ الى الرُّوحِ ؟
كَيفَ وَثَقتُ بِماءٍ
وَقُبَّرَةٍ
وَنَسيتُ الوَصايا العَتيقَةَ :
" لا تَثِقوا بالنِّساءِ النِّساءِ
تَضِلّوا عَلى الماءِ
حَتّى الأَبَدْ " ؟!
 
أُحِبُّكِ
لكنَّ صَوتي فَقيرٌ فَقيرٌ
تَعلَّمَ مُنذُ الطُّفولَةِ
أَن يَصعَدَ الدَّربَ هَمساً
وَراءَ المَسيحِ
لِيُصلَبَ في الشَّمسِ والبَردِ
فوقَ وَتَدْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى