الأربعاء ٢٥ تموز (يوليو) ٢٠١٨

إنبعاث

يوسف حنا

(عَلى هامشِ النَّكبَة )

في زَمَنِ الصَّقيع ..
تجمَّدَ زَغَبُ اليَمام
وَسادتْ الكَراهيَّةَُ في الأَرجاء ..
ماتَتْ عُـروقُ الأَرضِ
وَتَوَقَّـفَ العَـطـاء..
وذهبَ الحبُّ بلا عـودةٍ
لِيَخـسَرَ جَوهرَ مَعـناه،
بَعدَ جَدبٍ أَو فَناء ...
تَعَكَّـرَ نَبعُ الأَماني الجَميلَة
وتَمَسَّخَ حُلماً جَميلَ السِّمات
حُلماً َوئيداً وبَعضَ الفُتات ...

عِندَ الأَصيل ..
حَيثُ تُعانِقُ الشمسُ الحَزينَة
ذَوي الأَجنِحَة ِالكَسيرَة
وَيَصدَحُ لَحنٌ مِن أُغنيَةٍ
أصابَها الرَّحيل ..
صَلاةٌ تَرفَعُ الخالِدينَ مِن الأَوائِل ..
سَطَّروا في صَفحةِ المَجدِ ،
حِكاياتِ البُطولَةِ الروِيَّة..
جالوا بِلادي بِالمَآثِرِ العَظيمَة
أَيقَظَتْ الكَـوْنَ مِن سُباتِه
وَبَنوا مَعاقِلَ لِلجَمالِ
وَالحَضاراتِ النديَّة...

بلادي .. أَنا فَيضٌ مِنكِ
وَفيكِ يَنصَهِـرُ كِـياني ..
فَوقَ جِبالِك الشُمخِ تَعلو روحي
َوتَحُطُّ عَلى أَدراجِ الوَردِ ،
لأَجدَ فيكِ كُلَّ بَواكيرِ الحُبِّ
وَالغَدَ الأَحلى ..
في مَطالعِ الرَّبيع ..
أُلَملِمُ الفَرَحَ الغافي ..
ليَعلو النشيدُ مُدَوِّياً ،
صَدىً لِلدِماءِ التموزِيَّة ..
وَتَـفَتُّحِ الشقائِقِ الحُمْرِ
رَواها بدِمائِهِ الزكِـيَّة
ليَطَأَ المَوتَ
تَوقاً إِلى القِيامَة
وَمُعانَقَةِ الحَياة

يوسف حنا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى