السبت ١٩ شباط (فبراير) ٢٠٢٢

«إيقاع الحياة وتداعيات العصر».. إصدار جديد للكاتب نايف عبوش

عبد العزيز عيادة الوكاع

صدر الكتاب الجديد (إيقاع الحياة وتداعيات العصر) الصادر عن دار (غيداء للنشر والتوزيع في عمان الأردن)..لمؤلفه الكاتب نايف عبوش، ليكون إصدارا آخر، يضاف إلى مجموعة كتبه السابقة.

يقع الكتاب في (٢٤٠) صفحة من الحجم المتوسط.. بتقديم الدكتور سامي محمود ابراهيم الجبوري أستاذ الفلسفة ورئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة الموصل، ومما جاء في هذا التقديم قوله (الكتاب هو عبارة عن مجموعة مقالات تتمحور حول العديد من الموضوعات التي تخص العصر وأدوات الفكر واللغة واساليب النهضة وإعادة تنظيم الحضارة الانسانية وفق نسقية الخير والفضيلة وبلورة الإنسان ثقافيا وطرق التفكير والوعي والسلوك الإنساني، وما يستطيع أن يقوم به من سلوك منضبط تجاه مستقبله وسلوكه كخليفة مؤتمن تجاه البيئة المحيطة ليعود عليه بالنفع المطلوب...).

وجاء في مقدمة الكتاب أنه (لم تعد العزلة ممكنة في ضوء ما افرزته عولمة الثورة الصناعية والرقمية المعاصرة من سرعة في الاتصال، واختراق للحدود دون قيود، وما ترتب على الظاهرة من تداعيات صاخبة، بجوانبها الإيجابية والسلبية، مما بات يتطلب اعتماد نمط ثقافي تواصلي جديد، عبر كل مصادر التأثير، بدءا بالأسرة والمجتمع والمسجد والمدرسة والإعلام، وبالشكل الذي يضمن تحقيق تناغم ثقافي يتفاعل مع المعطيات الحضارية المعاصرة، بالارتكاز على قاعدة التوازن مع متطلبات الحفاظ على الأصالة.. من خلال تناول بحث ما تراكم من إشكاليات في موروثنا الثقافي، والتطلع في ذات الوقت، إلى آفاق التغيير المستهدف، التي تمكننا من التفاعل الواعي، مع مستجدات العصر، والتعايش معها بسلاسة).

وقد اختتم المؤلف مقدمة الكتاب، (بتسجيل العرفان الصادق، والشكر الخالص، والتقدير العالي، للدكتور سامي محمود ابراهيم الجبوري أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب، جامعة الموصل، الذي بادر مشكوراً لجمع المقالات، وتبويبها على فصول الكتاب، ليظهر بهذا الشكل المهني المطلوب).

وأشارت خاتمة الكتاب (إلى أن إيقاع التطور والتقدم والحداثة بات يتسارع اليومَ بشكل مذهل؛حتى إنه طال كلَّ جوانبِ حياتنا المعاصرة، فقد اخترقت مخرجاتُ العصرنة، خصوصيات مجتمعاتنا، عندما أضحت جزءًا من الحياة اليومية للناس، فيُلاحظ على سبيل المثال، أن التقنيات الرقمية، كالشبكة العنكبوتية، والقنوات الفضائية - صارت أدواتِ اختراق عابرةً للحواجز المكانية والقيمية للمجتمعات، بعد أن انعكست بعولمة عصرنة جامحة، طالت ثقافةَ جيل اليوم، عندما حاصرته بأدواتها الفاعلة في ثقافته، ومعرفته، وتراثه، وباشرت عملية إعادة تشكيل جديدةً لرؤاه، وبشكل خرج عن زمام سيطرة الأسرة، ومؤسسات المجتمع، ومراكز التربية والتعليم، ومنابر الوعظ والإرشاد. فالجيل اليوم بعدما شغله ضجيجُ العصرنة بمعطياتها المختلفة، أخذ يمارس عملية محاكاة آلية لكثير من السلوكيات التي تغذيه بها تلك المعطيات، حيث تمظهرت بشكلية زائفة، تجسدت في عملية استلاب غير مألوفة، كانت محصِّلتها ضياع الجيل، واستلاب هويته).

وهكذا يأتي هذا الكتاب بمحتواه المعاصر، في مجموعة مقالات، ليشكل رؤية عصرية، تتناول بحث ما تراكم من إشكاليات في موروثنا الثقافي، متطلعة في ذات الوقت، إلى آفاق التغيير المستهدف، التي تمكننا من التفاعل الواعي، مع مستجدات العصر، والتعايش معها بسلاسة، حيث بات الأمر يتطلب الإنتباه الجدي، إلى حقيقة كون هيمنة الثورة التقنية والرقمية، قد أصبحت اليوم، سمة عصر، وثقافة واقع حال راهن، لامناص من التفاعل الخلاق، والتعايش البناء معها، على قاعدة الانتفاع من كل ماهو مفيد وايجابي من مخرجاتها، ونبذ ماهو ضار منها، من دون الإنغماس الآلي فيها، أو تركها، والانسحاب منها كليا، وذلك في إطار نمط ثقافي جديد يحافظ على معالم الهوية التراثية، ويسمح بتواصل الجيل الجديد من الناشئة، مع موروثه الديني والاجتماعي، وهو يعيش، في ذات الوقت،تفاصيل مفردات حياة الحداثة، التي باتت تداعياتها تتسارع بشكل صاخب ومذهل، ولم يعد بالإمكان الإنعزال عنها، وغظ النظر عن مفاعيلها.

ولا ريب أن الكتاب بهذه الرؤية المعاصرة من التناول، سيساهم في تنوير التوجهات الثقافية السائدة، ويسد جزءا من الفراغ في المكتبة العربية لمثل هذا النوع من التداول الثقافي والفكري..

عبد العزيز عيادة الوكاع

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى