الجمعة ٢٣ آب (أغسطس) ٢٠١٣
بقلم مفلح طبعوني

اختمار الحنّاء

ينتهكُ قوتَ يومِها
غبَشُ المتاهاتِ
وخيوطُ الدهشةِ
تستبيح تمايزَ دُرِّها.
يجترُها اكتئابُ التشنجِ،
يُعَرِّقُها الشهيقُ
برائحة الاستعلاء.
 
* * * *
سائلُ الانفتاحِ
لم يتجاوب مع انغلاق شرايينِها
تقلّصت أمداءُ مهابطِها
كزفيرِ المَقْصلاتِ
احتفاءً بموتاها
تركّنتْ مخاوفُ دعاءاتِها
داهمَها الضدُّ،
وتقلباتُ ألوانِ فصولِ معاناتِها.
 
* * * *
الهوامشُ المتنفذةُ،
هيمنةُ الانتماءاتِ الفاسدة،
عتمةُ النفعيّةِ المُستدامةِ
وغبارُ الكوارثِ ينزُّ
من ضجيجِ الخطباءِ
تحت ظلال الدراري ..
كلّها - كنعشِ شائنةٍ
يرقصُ فوق ارتجاج المنصات -
تقاسمتْ فُتاتَ تباريحِها.
 
* * * *
نسماتُ اندهاشاتِ
المُتعةِ المعذّبة
وركاماتُ نفاياتِ العقائدِ
المُبهمة،
تشويشاتُ الخمولِ
معَ خلايا الانفعالِ
تُحاصرُ ملامحَ الذاكرةِ
يتقدمُ حضورُ نسيجِها
بغيهبِ الإنكارِ
تنهمرُ الذاتُ من هواجسِها
المشرومةِ
ومن مسخِها البازغِ
ومن محرمات العناءِ
يتكاثرُ جفافُ الغمامِ
تشتبكُ الأوتارُ
معَ خيوط الاستلابِ
وأمجادُ تراثِ الحضاراتِ،
تشتبكُ معَ الإيقاعِ
يُغمغمُ خطايا الغزاةِ.
 
* * * *
بتعاسّةٍ سرابيّةٍ
زحفتْ النمطيّةُ
على جسدِ ربيعٍ بلا جداولْ
وتمازجتْ معَ أوهامِ الرذاذِ،
صُفرةُ المعابدِ.
... ... ... ... ...
فأمعنَ الإقصاءُ بالإنفلاتِ
خوفاً من بوحِ الأسطورةِ
ومن نسيجِ التلاقحِ.
 
* * * *
معجزاتُ اللامعقولِ
تُحاكي انبهارَ البوصلاتِ
منَ الخرافاتِ
ورؤى الأوجاعِ الفكريّةِ
لِسِجالاتِها.
 
* * * *
أبلّلُها بالندى
وببراءةِ حليبِ آلامِها
لتذوبَ شوائبُ انتهاكِ المجهول.
 
* * * *
أخافُ عليها كفَّ الشمسِ،
غُلّ القهرِ،
وثرثرةَ أنفاسِ العهرِ
تحترفُ تصنيفَ مزالقِ الهزائمِ.
 
* * * *
تُرعبني موهبةُ الصمتِ
وتهوّرُ المَرانِ إلى القاع.
يقتلني غياب الروح
عن فيِّ كرمتِها
أعودُ فأرويها بماءِ الوجدِ
وندى الفجر ..
معَ تنهيدةِ الفجرِ البكرِ
أتيمّم بطلِّ عينيها
أعانقُ انحناءاتِ ضفائرِها ...
حتى تختمرَ عجينةُ الحناءِ
فأمزجُها بنقاءِ أحلامِ العذارى
يعانقنَ خلايا الصبحِ
عائداتٍ من الخيامْ!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى