الجمعة ٦ شباط (فبراير) ٢٠٠٤

اشتعال لانطفاء أخير

الشاعر محمود النجار

هربت إلى ضفة الجرح جذرا
من الملح والظمأ الأصفر
وكنت طوال الطريق الطويل
أحاورني في غبار الكلام
فأخرج من شفة الروح طينا
وأقترف الجولة الخاسرة
فلا الرأس يدري
ولا القلب بدري
لأي الحدود تشيل الزوابع
مغزى الكلام وحزن الصور
وأي المرارات تعصر قلبي
وأي السماوات فيها خلاصي
تمنيت أن أستريح قليلا
على ربوة ترتديها الفصول
الفصول التي تشتهي الورد
واللوز والأغنيات
مللت هجوم الفصول الثلاثين
تأتي تباعا
مشوهة
ترتدي كلها
سراب السهول
سراب الغمام

وصلت إلى خيمتي
حالة من رماد
وتحت جفوني شظايا زجاج
وقش تعرق تحت قميصي
القديم .. القديم .

فرحت أسائل نفسي لماذا ... ؟!
لماذا النعاس
يراودني الآن عن حلمه الياسمين ؟!
وعن وتر يشتهيه المساء ؟!
سأبرأ من وهم نزفي
وأبدأ من نقطة عارية
وأبدأ من خارج الوقت وقتي
وأشتم صمتي
أبوح بذاكرتي العاصية
وأعلن للملأ النائمين
على مخدع الشعر
أن القيامة قامت
وأن الصباح اختنق

أعري مخيلتي للكتابة
فآخذها من صلاة الخسوف
وأنزفها رعفة رعفة
في وجوه النفاق
ولا أستريح من الانفعال
أقدم قربان نزفي لصوت
يشاركني فرحة المشي بكرا
تجاه الحقول
عتبت على النهر
كيف تموت الجداول جوعا
وكيف تجف ضروع النخيل
وتذهل عن طفلها مرضعة
تعرَّ إذًا أيها الجمر
وانفث رمادك عن ظهرك
المنحني للظلام
تمرد على لحظة الموت
وانثر طقوسك خارج
هذي الطقوس
ولملم بقاياك
عودا فعودا ..
_وقدحا فقدحا ..
تجاوز حدود الوفاق جميعا ..
فما الحد إلا ابتداء الرجوعِ
انعتاقٌ من الهاجس المشتعل
وما الحد إلا الكوابيس
والحالة الواهمة
ترجل إلى قمة لا تنام
على كوكب الغشِ
لا تلتقي بالزحام الرديء
ولا بالفصول الخطأ

أفقت من الصحو غير مدان
بشيء من الخوف إلا كتابا
شظاياه تلسعني من بعيد
أفقن وقد حرفتني الخطيئةْ
كما حرفتْ قبلُ
نصف الرجال
ونصف النساء
ونصف الوطن
سأبكي وأضحك
مثل المناخات في موطني
ومثل النواقيس
حين تدق اشتعالا
تدق دموعا
تدق غناء
تدق اشتهاء
لماض سيأتي على أي حال
أنام قليلا .. قليلا ..
وأصحو على ملح حلقي
على جرح قلبي
على أرق يبتدي من جديد
لأكمل رحلة صحوي الكئيبة
وقبل رحيلي
سأسأل أسئلة للوطن :
متى يسترد هواه القمر ؟!
وكيف تصير الهوادج
عند المساء نعوشا ؟!
وتغدو المآذن كالأضرحة ؟!
وأين الجماجم
بعد ارتعاش القناديل فجرا ؟!
وهل سيقيق الهزيع الأخير
على قمة يعتريها السعال
تعرت لكي تحتمي بالصقيع ؟!
وماذا انطفاء البروق ؟!
اختناق الرعود .. ؟!
لماذا .. ؟!
لماذا احتباس المطر ؟!

الشاعر محمود النجار

مشاركة منتدى

  • لست بناقد لكنني متذوق ، فليعذرني القراء !
    الشاعر محمود النجار تطاردني كلماته ، يجمع بين الأصالة والحداثة بطريقة جميلة ، فإن لم تعرف ما الذي يقوله في بعض المقاطع فإنك تحس بها ، تشتمها ، تراها ، الشاعر محمود النجار ، نقدره كثيرا ونحب نتاجه المتألق دائما ، فما زالت قصيدته الانتفاضية ( المنبعث الأوحد ) تتوحد مع كل قصائده بأشكالها المختلفة . نأمل أن تزودونا ببعض قصائده من ديوانه الأخير

    يوسف القاضي
    عمان / الأردن

    • صديقي محمود
      سرني جدا أنك تحررت أخيرا من سجن الذات وخرجت إلى الفضاء الرحب ، لم تعد قصائدك أسيرة أو آمل أن يكون ذلك .

      ها أنا أجدك تنشر قصائدك باسمك الصريح بعد أن بقيت ردحا من الزمن تنشر بأسماء مستعارة . أبارك لك هذه الهمة ، ولقاؤنا قريب في فلسطين بإذن الله ، فإلى الأمام أيها الأخ الجليل .

      أخي محمود لن تفيك كلاماتي ما تستحق ،لكنني أعدك بأن أبحث عنك دائما بأسمائك كلها لأراك وأرى شعرك متألقا كما هو دائما .
      قصيدتك رائعة كروعتك ، نريد المزيد .

      أخوك ومحبك / علي جاد / عمان الأردن

  • سيدى حضرة لصاحب المجلة ديوان العرب
    وبعد, نرجو العلم ان اسمي محمود النجار وهو شاعر ايضا ويقيم في غزة ان هناك قصائد لاستعال لانطفاء اخير وغيرها نرجو من سيادتكم ان توفر لي معلومات خاصة كيفية هذه التحول الظاهرة.
    لذلك نرجو المتابعة لخصوص ذلك كيفية وصلت قصيدتها من حيث الظروف.

    شاكرا لكم ونتظر الرد منكم.
    محمود النجار - غزة/ النصيرات بريد الاكتروني
    mahdelnajjar@yahoo-com>

    عرض مباشر : تاكيد الاسم والعنوان من طرفكم

    • قرأت مشاركة الأخ محمود النجار من غزة ، والحقيقة لم أفهم ما الذي يريده بالضبط ، بيد أنني اشتممت رائحة لم أرتح لها .. !!
      أرجو أن أفهم ما الذي يريده الأخ الكريم بالضبط ، وبلغة مباشرة وواضحة ..

      مع التقدير

      محمود النجار / صاحب النص

    • حضرة الاخ
      بعد التحية
      أنا ظننت عن قصيدة اشتعال لانطفاء اخير انه سجل بالكمبوتر بطربق غير مباشر ولم أعرف أن هناك شاعر اخر مع أني فكرت انه كتب ابتاعي لاني موهب الشعر اذن أنا أسال من هذا الكاتب لاني راجعت القصيدة اني بلغت ذلك, اذن انها كانت موصوفة بحياتي الكاملة وبالرغم اني كنت في مصر فكرت انه وصل علي الكمبوتر اني غائب عن غزة في كتابة المباشرة اذن ارجو ان نعتذر فكان هناك الحياة الفوضة غير مستفيد عليها ولاول مرة اكشف حقائق لم يكن معي الوارد.
      ولكم الشكر
      فأرجو عن اقامتك وم ابداعك
      محمود النجار - غزة 2004.9.7

  • السلام عليكم
    أريد أن أعرف معلومات شخصية عن الشاعر محمود النجار
    ولكم مني جزيل الشكر

    • محمود النجار شاعر فلسطيني من مواليد معسكر الشاطئ في قطاع غزة ، وهو من جورة عسقلان أصلا ، مقيم حاليا في الأردن . قضى سني شبابه مغتربا في دولة الإمارات العربية المتحدة ، فعمل هناك معلما وإداريا ثم صحفيا ، وأخيرا رئيسا للتحرير في موقع إلكتروني صوتي موجه للمكفوفين .
      أعتقد بأن معاناة أبناء غزة في الأردن تحول دون بروزه كما كلن أيام وجوده في الإمارات .
      محمود النجار شاعر ملتزم بقضايا أمته ووطنه .
      أستطيع أن أقول ببساطة بأن محمود النجار من الشعراء المقموعين المظلومين الذين لم يأخذوا فرصتهم .. !
      وأستطيع القول بأن محمود النجار شاعر كبير بكل المقاييس .
      إنه شاعر يستحق التقدير والاحترام والاهتمام .

      روان

  • إلى من يرغب التعرف بالشاعر والكاتب محمود النجار العودة إلى دليل كتاب فلسطين على هذا الرابط ..
    http://www.falastiny.net/books/pwb/024.htm

    مع التقدير والمودة ،،،

    • نعم الأخ والشاعر والمعلم الأستاذ محمود .
      حضوره الدائم في قلوبنا دليل على كبرياء حرفه ، وجدارة كلماته .

      خالد سرو

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى