الأربعاء ٢٧ حزيران (يونيو) ٢٠١٢
بقلم هيثم نافل والي

الأدب الجاد الساخر

صنف من أصناف الأدب، يدعى الأدب الجاد الساخر، الذي من خلال السخرية والمزحة والنكتة... يتلقى القارئ الجد ويهضمه بسرعة وبفرحة تغمره حتى الأعماق وهو راضٍ بما يتلقى، وكأنه سحر لا يعلم سره!

هذا هو الأدب النوعي الفريد الفذ، الذي يوصل صاحبه ما يريد عن طريق الفكاهة كي يتقبلها القارئ بنفس متفتحة دون ملل أو كدر أو حتى جهد. ولو نظرنا سريعاً إلى الأدب الجاد المباشر الذي يعالج أمور ومشاكل الحياة من خلال الجدية الصارمة التي لا تعرف المزحة طريقاً لها... لوجدناه لجديته الثقيلة ظل أثقل من الحجر على قلوب القراء وهو يتغنى بمجد الجدية الحازمة التي تبعد ذهن ومزاج القارئ من المواصلة بسبب ذلك الحرص المفرط الذي لا يستقيم ومزاج القارئ في كل وقت، كأدب العقاد مثلاً!

في حين لو تمعنا النظر في النوع الآخر الذي نقصده، لوجدناه هادفاً أيضاً، بل قد يكون أكثر فائدة وتطلع لطموحات القراء في القراء ة والتعلم؛ أنه أدب يسعى للقارئ كالثعبان تحت التبن، لا يرى ولا يظهر ما يخبئه لك... لكنه يلدغك ويقرصك ويسم بدنك في أحيان وهو يبتسم بإغراء، وكأنه يغازلك ويضرب لك لقاء غرامي جديد... لتعيش معه لذة اللقاء وأنت مفعم بالسعادة، بل غارقاً فيها حتى قمة رأسك وأنت ترغب في المزيد!! ومعَ ذلك نراه يقرأ في كل مكان... كأن يكون أثناء الطريق وأنت جالس في الحافلة متوجهاً إلى مكان عملك أو في مقهى أو أمام أسرتك... تقرأ وتبتسم وأنت راض كل الرضا وتتابع بنهم غريب، حتى يتوهم بك الآخرين شراً ويقولون في سرهم: اللهم لطفك وعطفك ... ثبت لنا عقلنا، أنت السميع العليم!! وهم لا يعلمون مدى اللذة التي يتمتع بها القارئ وهو يتصفح هذا الأدب الجاد الساخر، كأدب تيشخوف وماركيز وشو ومحفوظ وغيرهم كثر...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى