السبت ١ نيسان (أبريل) ٢٠٢٣
بقلم آدم عربي

الإرادةُ وأَهميتُها في حياةِ البشر!

لا تجدُ الإرادةُ الاهميةَ العلميةَ في سلوكياتِ ومُعتقداتِ كثيرٍمن الناسِ، على الرغْمِ منْ أَهميتِها في صُنعِ الأَحداثِ الجزامِ في تاريخِ البشريةِ، فالإِرادةُ في عرفِ المؤمنين لا قيمةَ ولا معنى لها، حينما ترتبطُ بالقضاء والقدر، وأَنَّ الانسانَ مُسيرٌ، وكلُ شيئٍ مكتوبٌ سلفاً،ومِنْ ثمَّ فإنَّ الإرادةَ الوحيدةَ هِيَّ إرادةُ اللهِ، فَمَا شاءَ فعلَ، إِنَّ هذهِ المعتقدات تُعلي من شأْن التقَوقُع وهدرِ طاقاتِ الإِنسانِ على حسابِ قوةِ وحيوية ِالإِنسانِ، بَلْ هِيَّ طريق ٌلعبوديةِ الانسانِ وتكريسُها.

لا شَكَّ أَنَّ الارادةَ وإِذا ما سلمنا بوجودها تختلف من شخص لآخر، وبالرغْمِ مِنْ أنّ الإرادةَ موجودةٌ عند جميع الأفراد إلاّ أنَّنا نراها عند البعض قوية، وعند البعض ضعيفة، ومن الممكن أنْ تكونَ متوسطة عند آخرين، كما أنّها تخضع للعوامل الذاتية داخل الشخص نفسه ، فالمشكلات التي يحلها ويتجاوزها شخصٌ قويُّ الارادةِ تحتاج من الوقت أَقلَّ مِنَ الشخصِ ضعيفَ الارادة، والضعفُ والقوةُ في الإِرادة تعتمد على مقدار إِهتمام وعزم الشخص صاحب الإِرادة، والتي بالجوهر صراع بين الذات والموضوع، ولَمْ يوجد قوي الإرادة من البشر إلَّا لإقامة الدليل على ضعيف الإِرادة من البشر، لا أَحسبُ "نابليون" ضعيفَ الإِرادةِ عندما قالوا له أَنَّ جبالَ "الالب" تُشكل عائقاً أَمامَ الجند، عندما أَجابَ: فلتُسوَى بالأَرض جبالُ "الالب"، ولا أَحسبُ "المتنبي" عديمَ الإَرادةِ، عندما قالَ: "عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ".

إِنَّ الإِرادةََ فيما تعنيه هي فهم الضرورة وليس ضرورة الفهم فإنَّ الاخيرةَ تبدو كأَنَّها قادمة من الخارج، وليستْ حصيلة تفاعل بين الذات والموضوع، إِنَّ التفاعلَ بين الذات والموضوع لا بُدَّ له من وعي الضرورة والتي بأَسْمَّى معانيها الحرية، فالحرية هي وعي الضرورة، أَمَّا ضرورة الوعي فهي تُشبة الحرية في الأَديانِ والتي لا معنى مُرادف لها سوى العبودية .

أَنا حرٌ أَفعلُ ما أُريد، لكنْ!، هل يوجد موضوعية في تلك المقولة؟ نعم أَنتَ حرٌ وتستطيع أَنْ ترمي نفسك في بركة سباحة وتغرق لتَكتَشِفَ كيف كانت عاقبة مَنْ لَمْ يتعلَّم السباحة حتى يُقَرر فعل أَو ممارسة الحرية، إِنَّ فهمَ ووعي طبيعة القوانين الموضوعية طريقكك لممارسة الحرية، عباس بن فرناس حاول الطيران فكانت نهايتة مأْساوية لأَنه لَمْ يدرك ولم يعي قوانين الطيران، ربما أَردتَ قطعَ جدولٍ وأَنتَ لا تعرف السباحة، فهلْ تمشي على الماء؟ لا يكون الأَمر كذلك، لا بُدَّ لك من معرفة جميع قوانين الطفو على الماء، لتستعمل جذع شجرة مُجَوَف على شكل قارب صغير لعبور الجدول، أَنا أُريد ذلك الشيء، وأَنتَ الآخر تُريد نفس الشيء، الإِرادةُ الحرةُ لكلينا تبدو نقيضين، لأَنَّه أَحدنا فقط سيحصل على ذاك الشيء، لأَنَّ الإِختلاف في فهم وإِسيعاب الحصول على ذلك الشيء مختلف كل الإِختلاف، وهكذا تسيرُ الاشياء ُوالاحداث ُفي كلا الجانبين نيجةَ توافقٍ أَو صراعٍ بينَ الذات الموضوع، لنجدَ التاريخَ في النهاية يُسجِّل أَحداثة رغم إِرادتنا لكنْ! ، ليس كما نحبُ كلانا أَو على الاقل ليسَ كما يحبُ أَحدُنا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى