السبت ٢٢ تموز (يوليو) ٢٠٠٦
بقلم عائشة الخواجا الرازم

الإفساد في الأرض

هؤلاء الذين يقولون أن يوم القضاء على دولة إسرائيل آت لا محالة، يعتقدون أن الله منفذ وعده احتراماً وحباً بالعرب والمسلمين، هكذا لوجه الله دون عمل على المقاومة ودون إعداد العدة التي أمر الله المسلمين بالآية الكريمة(وأعدوا لهم ما استطعتم من عدة ومن رباط الخيل) فالحكمة الربانية التي تقتضي القتال والدفاع قد ثبتت ولكن الفعل لم يثبت حتى الآن عند أمة قلوبها شتى!!

ويقولون أن الله لن يترك في قلوب المسلمين رحمة أو شفقة على المجرمين هؤلاء الذين يبيحون دماء الأرض بما رحبت من العرب والمسلمين دون تفكير!! وأن العرب والمسلمين في الحرب المقبلة سيذبحون أعداءهم بقلوب متحجرة العواطف لإراحة العالم كله من شرورهم وليبزغ فجر الإسلام من جديد!!! وبعد هذا الإفساد المتأتي من اليهود وبعد دخولهم المسجد كما دخلوه أول مرة (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيراً ) وبعد الإفساد الكبير للمرة الثانية وحتى يتحقق الإفساد من اليهود وحتى يتحقق عليهم الانتقام من العرب والمسلمين نرى اليهود في دولتهم يرتكبون أفظع الجرائم بحيث يفوقون كل أنواع العذاب التي عانوا منها في زعمهم، بعد هذا الجرائم التي يعجز التاريخ عن حفظها في ملفات البشرية، ينهض العرب والمسلمون نهضة رجل واحد ما شاء الله، وينفذوا العقوبة الربانية على ما اقترف اليهود بحق الإنسانية البريئة ولن يسمحوا لدولتهم بالبقاء ولن يطول فسادها وعلوها!!!

وماذا بعد هذا الفساد والجرم والشر؟؟؟

يراهن الدارسون والمتفائلون بانسحاق الشر تلقائياً دون عمل ودون إعداد لعدة القتال والدفاع عن الأرض والعرض، وبان الآية الكريمة في الإسراء 104 (وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض، فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً)

أولاً اليهود يراهنون بأن العرب والمسلمين ينامون على بركة وخيرات الوعد في القرآن الكريم دون عمل ويهم يعلمون ذلك، فلذلك يبيحون لأنفسهم استثمار الإغفاءة اليعربية العميقة، ويوغلون بارتكاب الحروب التدميرية دون حساب ضد الأمة العربية المتحضرة ( فلسطين، لبنان، العراق، مصر، سوريا،) والعرب قلوبهم متفرقة، ولا يتحركون لفعل أوامر الجهاد والقتال والدفاع عن الدين والعرض والأرض، ويكتفون بانتظار اللفيف في فلسطين لينسحق، واليهود يعدون العدة ويفرحون لأنهم أصبحوا لفيفاً حقيقياً، ولكن لفيفا لا ينسى العدوان والافتراء في كل لحظة! ولفيف يعيش ويكبر ويبطش دون محاكمة!

فاللفيف المقصود هنا هو اللفيف العجيب الغريب الذي تأتي به الكيانات الأمريكية والبريطانية والغربية التي تدعي التقدم والحضارة وحقوق الإنسان والحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، وفي نفس الوقت تصنع آلات التدمير والحرق وأسلحة اختيار الإنسان للتعذيب وحرق تاريخه وآثاره وإبداعاته ومنتجاته وإنجازاته، ببساطة القصف والقتل والتدمير، ودون حس يذكر!!!

واللفيف يزداد... وهذا ما نراه في الكيان الصهيوني حيث يوجد فيها اكثر من ثمانين قومية وجنسية، ويقولون أن الله جمعهم من قوميات وبلدان شتى في مكان واحد تحقيقا لوعده بالقضاء عليهم!

والمقصود بالآخرة في الآية هي المرة الثانية التي قضى الله بها في اللوح المحفوظ ولا يقصد بها يوم القيامة، والدليل الذي اعتد به المفسرون والفقهاء هو أن الآية تقول لفيفاً، بينما آيات في القرآن الكريم لا تذكر اللفيف يوم القيامة! فلا انساب ولا جماعات ولا عائلات ولا جنسيات ولا أقارب ولا يهود ولا نصارى، ولكن في الآية يأتي ذكر اللفيف بأسلوب وغرض مختلف، اللفيف هنا سيكون في الحياة الدنيا، وليس يوم القيامة قلا قرابة ولا نسب ولا معارف في ذلك اليوم، فإذن يوم اللفيف هو يوم تجميع اليهود بعد إفسادهم وتوحشهم وتغولهم كالغيلان في الأرض والإفساد طبعاً من منهج اليهود، ولا خلاف على ذلك في رأي كل العالم!

ولكن..... سيبقى العرب والمسلمون صابرين على اليهود يسوءون وجوههم ويفعلون بهم ما يكرهون ويوقعون السوء بوجوههم الكالحة؟ والتي ستعلوها الهزائم والذل والفشل في انتظار الوعد الحق بمسح وتنظيف الأرض من آثار جرائم إسرائيل!!؟

فلماذا الصبر والانتظار على الانكسار الشامل ونسيان معنى العزة والرفعة التي تدخل السرور لقلوب الحزانى والمذبوحين بيد الأشرار؟ ولماذا البؤس الطويل في انتظار زوال تلك القاتلة الشريرة المتوغلة في دماء البشرية تفسد وتعلو دون حسيب؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى