الخميس ١١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢

الاتجاه المعاكس وفيصل القاسم

محمد الوليدي

لا ننكر أن برنامج الاتجاه المعاكس أحد أنجح البرامج العربية التي تبث عبر الفضائيات العربية، ولا ننكر أن صاحب البرنامج فيصل القاسم من الإعلاميين العرب المميزين كما أنه من المتحمسين لمناصرة قضايا الأمة التي لا يختلف عليها، لكن كما يقول المثل العربي " الزين ما بيكملش".

فالجلافة التي تبدر منه تجاه ضيوفه والقسوة والاستعلاء والتعامل مع ضيوفه وكأنهم تلاميذ مدرسه مع أن منهم من يكبره بجيل وصولا الى التهديد والوعيد بحق ضيوفه والتمنن ومقارعة نفسه لأنه "جاب" الضيف " الحق على اللي جابك!!"، وما كنا نلومه لو أن اسلوبه الفظ هذا فقط مع الضيوف المدافعين عن الباطل والذين يستغبون المشاهد العربي بلا خجل ويبررون حتى سفك دم الطفل، فهؤلاء عدادهم مع القتلة والسفاحين ويستحقون المزيد، ولكن كان اسلوبه هذا بكل أسفل مع الضيوف المناصرين للحق والمدافعين عنه.

هذا الإسلوب الفظ والصدامي قد يدمر الضيف ويشتت فكره ويعجزه عن الكلام وينسيه الحجة ويجعله يتردد في قول الكثير، وقد سبق بالفعل وأن دمر فيصل القاسم ضيفه بالكامل كما جرى في إحدى حلقات الإتجاه المعاكس وهي الحلقة التي كانت عن السجون العربية والتي استضاف فيها الاتجاه المعاكس الناشط الحقوقي والكاتب محمد عبد المجيد وكان الضحية، فيها حيث تعامل معه فيصل القاسم بصفة سجان وليس إعلامي وفتح المجال وقتها للتفكير بأنه فعل ذلك عمدا لصالح الضيف الآخر.

أنني على يقين بأن اسلوب مقدم البرنامج وطريقة إدارته لهذا البرنامج هي التي جعلت الكثيرين من المفكرين والمثقفين والأدباء الكبار يحجمون عن الظهور في هذا البرنامج، بل نلاحظ أن فيصل القاسم يعجز احيانا عن الإتيان بالضيف المناسب للدفاع حتى عن وجهة النظر الموافقة للرأي العام العربي، وهذا ليس بسبب قلة هؤلاء المثقفين بل بسبب إدارة البرنامج بهذه الطريقة، وهذا ما جعلنا نرى تكرارا مملا لضيوف حلقات الإتجاه المعكس وهم عادة من الذين يرتضون فظاظة فيصل القاسم مقابل الظهور الإعلامي.

ويقينا إن استمر فيصل القاسم على هذا الإسلوب فإن برنامجه سيفقد رونقه مع أنه فقد الكثير منه، وقد نراه يوما يضطر للإتيان بإزعر للدفاع عن الإسلام وعن شخص من ساحل العاج ليدافع عن القومية العربية وبنفطي متكرش ليدافع عن العدالة الإجتماعية في الإسلام وبراعي إبل ليتحدث عن مخاطر ثقب طبقة الأوزون وعن وزير داخلية عربي ليتحدث عن حقوق الإنسان .

يقول الله تعالى "ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك" .

الجلف قد يكون ورعا ومستقيما ومتدينا وصادقا لكن الكثيرين لا يطيقون مجالسته، بل أنني أفضل أن أظل وحيدا لإيام على أن أجالس جلفا.

لقد كان موسليني على خط سياسي واحد مع هتلر ومرتبط بمصير واحد معه وكان دوما مضطر للجلوس والتشاور معه، إلا أن موسليني كان يقول للمقربين منه "أن خلع أسناني بدون مخدر اسهل عندي من الجلوس مع هتلر".

في الحلقة الماضية من الإتجاه المعاكس جاء فيصل القاسم لضيفيه بمطرقة، فهل سنراه في الحلقة القادمة يأتي لهما بعصا مكنسة أو مسدس

محمد الوليدي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى