البرازيلي، جورج أمادو..

حين كنت في البرازيل وجدت شعبا أغلبه يميل الى اليسار، ويحترم الثقافة العربية بحكم الجالية اللبنانية والسورية التي هاجرت و إستوطنت البرازيل قبل أكثر من قرن ونصف، ولم لا: فنحن شعوب لازلنا نلجأ الى بلدان الشتات حتى اليوم بسبب الطغاة. لذلك نرى الروائي الشيوعي واليساري (جورج أمادو) كتب عن الثقافة العربية بشكل لايصدق وخصوصا في روايته (نساء البن) التي من خلالها نعرف كيف أن الشعب البرازيلي يحب الجنس والشراب والرقص وكأنهم في كل يوم حفلة راقصة. من خلال الرواية نجد (جورج أمادو) قد كثف كتابته عن العرب أكثر من البرزيليين إحتراماً للثقافة العربية التي تجذرت في البرازيل و إنصهرت مع العادات البرازيلية وحب البرازيل كوطن أصلي لهم، بحيث لايمكننا أن نجد إمرأة محجبة في هذا البلد الذي يحتوي على أكثر من خمسة عشر مليون عربي لبناني وسوري. في الرواية نجد كيف كل من (جميل بشارة) الشيعي اللبناني والماروني اللبناني (رضوان مراد) لقد أصبحوا أصدقاء وتركوا خلافات الأديان التي تسببت في هجرة آبائهم الى البرازيل وهاهم اليوم مع الثقافة البرازيلية التي أدارت وجهها للآديان ومابقي منها فقط الرموز الحضارية. لذلك نرى، من أنه ليس من السهولة أن نعرف المرأة العربية عن البرازيلية لآن الشهوة والجنس طاغية الى أبعد حدود التصور في وصف الآيروس والنرفانا، وهذا ما وجدته أنا في زورتي للبرازيل هذه الأيام ومعرفتي ببعض العربيات اللواتي كشفن عن هويتهن، مما جعلني أصدق كل حرف قاله (جورج أمادوا) بحنكة وسرد روائي صادق محب للبرازيل والعرب المهاجرين. جورج ولد في مدينة (باهيا) التي يقام بها أعظم كرنفال في البرازيل حيث الفلكلور الشعبي الشهير برقصة السامبا. توفي جورج أمادو في العام2001 ولازالت كتبه تملآ المكتبات البرازيلية وترك لنا روايته العالمية الشهيرة (ميتتان لرجل واحد) ومن ثم روايته (غابرييلا قرفة وقرنفل) الساردة للسحر والتي يطغي بها ايضا السلوك العربي من خلال (الشاب السوري) وحبه الجارف والمميت للبرازيلية ذات العجيزة المميزة ولون بشرتها في الخلاسة والسمرة الممزوجة بالبياض. توفي جورج أمادو وهو يرفع من شأن سوريا في هذه الرواية من خلال عاشق سوري، لكن بقيت سوريا تأن حتى اليوم بسبب الكوليونالية وأسباب موضوعية وذاتية لايمكن حصرها في هذا المقال.