السبت ١١ شباط (فبراير) ٢٠٢٣
بقلم محمد القصبي

التابــــــــــــــوت...

المكان /وحدة اذاعية متنقلة تغطي احداث الحضور المبتث عبر الاثير لاشباح الغياب

الزمان /اتجاه العقارب يطارد الثواني في الزمن المعاكس

الشخصيات /اصوات مبحوحة ينتظرها سماسرة التمثيلية البرلمانية

العقدة / واقع غير ماسوف عليه

الحل/.../نقط حذف.../...

و تنطق الخرساء/ من منكم يتطوع لحرق كل الحروف الأبجدية.. يصادر كل المسارد و المعاجم اللغوية ...من منكم بمقدوره اجتثات الألسنة ....او تكميم الأفواه المكززة بعلامة قف ..ممنوع ..

ما احوجني ان اتلف باحة النطق من الدماغ ..باحة لم تسعف وظيفتها على تحرير الإنسان من الاحتجاج ضد وسائل التغييب للحقوق الأساسية في الحياة ...الحق في الحياة ....هكذا ختمت كلمتها خلال ندوة حيث تمت استضافتها بالتلفزيون المحلي ...لكن في الصورة الاخرى كان الامر مختلفا اذ اخذ المذيع يترجم على طريقة الصم تنديدها بما يوحي خلافه اما المشاهد فقد احيط علما كون اللغة لم تعد وعاء الفكر بينما معول الواقع المهيض بفعل ينزع بالرفع و النصب و الجر للعناصر التراتبية في السياق

بكائيات رسمية تدغدع عروش النفاق

و يستمر النقل المباشر تغطية للأحداث......

و تنطق أخرى شبيهتها وهي تستغيث أسماء حنطها الفراغ في الأثير..

وازاءها اخرى تحمل طفلها تتحسس جسمه تشتم في قميصه رائحة الشهيد الذي سقط قربه فأسنده على كتفه صائحا إسعاف إسعاف....و سيارة الاسعاف تنتظر من يسعفها وقودا..

و ينطق الحصار بلسان الكفيفة...تقييما للإرادات الفاعلة صنعا للقرار.....

كان نتيجة المذابح و المحارق التي طالت أبرياء مدينتها كفيلة على إثبات شاهد القوة كأداة قانونية تراعي بسطوتها نفوذها على تسطير القرار السياسي ...فتكلم الزناد نارا ... الرشاشات جحيما .... الدبابات طريقا الى محق الاخر ... و الدم المهراق مدادا لأشلاء لم تعد لها من وظيفة غير الابصام.. بينما ذاك الذي اختار سلوك الوفاق...لغة السلم ....وملتزما بتفعيل إعداد خرائط الطريق اذ عبدت باصفار على يسار التصميم...خرائط تعبرها نفس الدبابات ذهابا و جيئة و بين الزمنين تشتعل القواميس و المعاجم بشتى اشكال التنديد ...جراء المشاهد المفجعة

لقد تآمروا على تطويع صور أخرى مع اي طارئ قد ينبري سواء بالإملاء او بالتجاهل فسقطت بذلك فرصة امتشاق الكلمة فعلا.. و ارادة على تجسير الرؤية الى حيث الممانعة و المقاومة ....

إنهم أصحاب السيادة في مؤتمر الكلمة العازلة .. صنعوا كلمة بهرجت ما أجج في صدر المرأة نار التنكر للغة الذلة و المسكنة و الخوار.....

و حيث المدينة تلتقط موتاها هرجا و مرجا كان العدو اللقيط المغتصب للأرض و الإنسان في إطار إعادة تهيئة المجال الحضاري لعاصمته تمهيدا لتحديث مجلس الشعب حيث حاول شق مستودع أسفل بنائه فإذا بعمال الأرض يعثرون على تابوث أشرفت السلطات المختصة على كشف ما بداخله، فإذا هم حسر مكنسون يفاجؤون بوجود راية أهل الأرض المسلوبة دلالة على وجود مقبرة جماعية وحشية غادرة ...

ترى كيف للأرض أن تحرس ببسالة الأحياء بالشواهد الدامغة و التي تنبري أشرس مقاومة تقض مضجع المحتل المدجج بأحدث آليات الدمار الحارقة للأرض و الإنسان ودافعا لزحف الأموات تحت الثرى تحث على الانتشار احتواء لخريطة الأجداد ...فصارت اجسادها حفريات شاهدة بمنطق الاستقراء الاداتي علميا عن حق مغتصب ولئن رحل التاريخ خارج المدار......و لئن طمست الحقيقة الصادمة اعلاميا بفعل كلمة بربرية حروفها نار و دبابة ...فلابد للارواح من كلمة صاعقة ....

و تستمر الحكاية ......

بحث المذيع عن المرأة الغاضبة التي كانت رفقة نساء الغضب فلم يعثر لها إلا على آثار أقدام حث رسمها خارج حدود البلدة...فعلم من واقعتها أن الأرض عقمت في انتظار عقر ما تبقى من وطن.... وطن أحياؤه حنط كالأموات لا فرق فلم النداء ؟؟؟؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى