السبت ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٢
بقلم عبد الستار نور علي

الخيـول

(كُتِـبَتْ القصيدة عام 1972. ونُشرت وقتها في مجلة "الهدف" لسان حال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)

ترتشفُ العيونُ مِـنْ
منابعِ الشمسِ
وكانتْ للهوى المسحورِ
في الأرضِ خزاناتٍ حديديهْ
 
ويستقرُّ النورُ في نورِها
مناسكاً للحبِّ والخضرةِ
أسراباً من الطيورِ في مدائنٍ
كنَّ ضبابيَّـهْ
 
رحلْتُ في أجوائها
ممتطياً خيلاً
من الأقمارِ والأنجمِ والريحِ
وأصواتِ المجاعاتِ
أقدامُها تـوقُ الرسالاتِ
 
ومرّتِ الخيولُ ترتاحُ في
منازلِ الخضرةِ في القدسِ
أحالتِ النيرانُ أنفاسَـها
ملحمةً تغفو على الأمسِ
يازهرةً، جفَّ على عينِـها
بريقُ مَنْ طافَ مع الشمسِ
قد رُحْتُ أستقصي هواكِ الذي
يطوفُ ليـلاً يحتوي رأسي
يازهرةً، نامَ على لونِـكِ
كلُّ حكاياتي مع النفسِ
حكايةٌ تسحبُ في ذيلِـها
حكايةً عنْ مدنِ الشمسِ
لكنّما أحداثُها أسـهمٌ
تُمزِّقُ الأسماءَ في الرأسِ
 
وانزلقتْ أعنّةُ الخيولْ
على ضفافِ الأردنِ الحزينْ
ومزّقتْ ساريةَ الحنينْ
ثمّ ارتدَتْ أشرعةَ الأسلافِ والسنينْ
 
فدقّتِ الأجراسُ في كنائسِ المدينهْ:
لقد هوتْ منابعُ الشمسِ على أسوارِ
آلافِ الحصونِ الغافياتِ في كؤوسِ الخمرِ
مِنْ أحداقِ غانياتِ سُمّارِ الأميرْ
والرقصِ في حضنِ الأميرْ
فانتعشتْ مواسمُ الملوكْ
 
قالوا: البحارُ تمتلي مراكباً
لتحملَ الماضينَ صوبَ الحبِّ
في الريحِ، وتلكَ أعينٌ مصلوبةٌ
في الشمسِ قد
أطفأها صوتُ الملوكْ
 
ومرّتِ الخيولُ تسّابقُ
صحراءُ سيناءَ لها ساحَهْ
تنفثُ منْ أشداقها أنهراً
منْ لهبٍ لتوقظَ الواحَهْ
تحتبسُ المياهُ في جوفِها
فتستحيلُ الأرضُ نوّاحهْ
ياقمراً راحَتْ على وجههِ
عيونُ تلكَ الخيلِ سبّاحهْ
سيُصبحُ الرملُ على وقعِها
أسـنّـةً، لليلِ ذبّـاحَـهْ
 
تهاوتِ الرؤوسُ في حِجركمْ
يا ملكاً يرقصُ في اليأسِ
الحـبُّ نبضٌ في أناشيدنا
لا ينثني عنْ دارةِ الشمسِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى