الاثنين ١٩ نيسان (أبريل) ٢٠٢١

الروائية شهد الراوي..

نهاد الحديثي

شهد الراوي كاتبة عراقية، لها العديد من المنشورات في الصحف العربية والمواقع الألكتروني —ولدت في بغداد 1 فبراير 1986، لأبوين عراقيين و تعود اصولها لمدينة راوة الواقعة في محافظة الانبار غرب العراق. اكملت دراستها الثانوية في بغداد ثم غادرت العراق إلى سوريا بعد عام 2003، ثم اكملت دراستها الجامعية في جامعة دمشق و حصلت منها على شهادة البكلوريوس من كلية الإدارة و الاقتصاد(بإدارة الأعمال)، ثم نالت بعدها درجة الماجستير في ادارة الموارد البشرية في نفس الجامعة, مقيمة حالياً في الامارات العربية المتحدة. فازت روايتها"ساعة بغداد"بجائزة"الكتاب الأول"في مهرجان ادنبرة الدولي للكتاب 2018
شهد الروائية صاحبة الـ35 عاما تنافست مع 49 روائية وروائي من حول العالم بتصويت القراء والزوار في المهرجان لروايتها"ساعة بغداد"التي صدرت عام 2016 هي العمل الأدبي الأول لشهد الراوي وقد ترجمت إلى الإنكليزية وتصدرت قوائم الأفضل مبيعاً في العراق والإمارات العربية المتحدة , في 25 ت 2 2020 صدرت روايتها الثانية"(فوق جسر الجمهورية)عن دار الحكمة في لندن. روايتها تدور حول"رحلة في الحياة عشناها معاً، إمكانات الوجود التي لم تتحقق وبقيت معلقة في الأمنيات. عن ثانوية العقيدة والأعظمية وجسر الجمهورية، عن بغداد التي نحب

وتدور أحداث"ساعة بغداد"التي أثارت جدلاً بين القراء والنقاد عند صدورها، في حي راقٍ بالعاصمة بغداد في عقد التسيعينات، وترويها طفلة تحتمي مع عائلتها بملجأ محصن ضد الغارات الأميركية الجوية على العراق في تلك السنوات بما رافقها من تداعيات,, يمكن تصنيف رواية ساعة بغداد، الرواية البكر للكاتبة شهد الراوي، فقد اعتمدت على شكل مغاير للبنية التقليدية الذي تأسست عليه الأعمال السردية العربية الكلاسيكية - كما اتسمت بالجرأة في طرائق السرد فهي على سبيل الذكر تتجاوز المنطق التقليدي لتعاقب الأحداث. كما راوحت شهد الراوي بليونة وسلاسة بين المتخيل والواقعي وتجولت بين العالمين بمنتهى اليسر وهي تحاول أن ترصد لنا مأساة جيل بأكمله من العراقيين الذين ولدوا إبان حرب فاكتوت طفولتهم المبكرة بها وعايشوا حصارا غاشما ثم هجروا أو هاجروا قسرا إبان حرب أخرى في بلد لم يعرف الاستقرار منذ بضعة عقود.

وتصف الكاتبة شهد الراوي روايتها بالقول:"روايتي عن أبناء جيلي ومدينتي بغداد التي غادرتها ولم تغادرني عن طفولتنا ومراهقتنا وشبابنا وأمنياتنا التي حاولت أن احميها من النسيان وامنعها من الضياع انها الرواية النظيفة كما يروق لي تسميتها لأنها لا تتعمد إثارة خارج منطق الأحداث التي صنعها الواقع والحلم والذكرى والوهم بعد الحد من دور العقل والمنطق في رسم النهايات المتوقعة، فهناك نهايات مفتوحة وأسئلة لم تتم الإجابة عنها وهكذا هي الحياة بمجملها - ويبدو شغف شهد الراوي بالتجريب في مجال الكتابة الروائية كبيرا، فهي على عكس المتوقع تستلهم من التجارب الشابة أكثر بكثير من الكتاب الكبار المكرسين، وتسعى جاهدة إلى أن تجد لها مكانة ومكانا تحت شمس النقد بمنأى على التقليد أو الانبهار بأصحاب الفتوحات في المجال السردي سواء كانوا عربا أو أجانب - وتنتمي لهذه الموجة عديد الكاتبات الشابات خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا واستراليا وهن اللواتي يبدو شغف شهد الراوي بهن بلا حدود

اطلقوا عليك اسم شاعرة ,واخرون اطلقوا عليك تسميات اخرى - مارأيك؟

في حقيقة الأمر لم أكن يوماً ما"شاعرة"، وكتابة قصيدة أو قصيدتين ليست كافية لكي يصبح الإنسان بعدها شاعراً، كلنا تقريباً جرّبنا يوماً ما كتابة الشعر، لكن الشعر الحقيقي صعب المنال، ويحتاج إلى موهبة حقيقية، ويأتي بعد تجارب جديّة وعميقة حتى يمكنك الوصول إليه، لم أكن"شاعرة"، أنا كنت في بدايتي أتلمّس طريقي لاكتشاف نفسي، والبدايات تجعلك ترى الفاكهة ناضجة ودانية وتغريك بالتورّط، عندما أتذكّر هذه البدايات الآن أضحك؛ لأنني كنت أسمع احتدام الكلمات في أعماقي، ولا أعرف كيف أتيح لها إمكانية التعبير عن نفسها.

وتابعت: الشعر من وجهة نظر المبتدئين هو الثمرة المغرية التي يعتقدونها سهلة المنال، رغم أنه أصعب فنون الأدب وأكثرها تعقيداً. جرّبت كتابة القصائد، هذا صحيح، كما جرّب ذلك أغلبنا، لكنني لم أعثر على نفسي بداخلها، كانت الرواية تنتظرني في نهاية طريق التجارب والاكتشافات الشخصية، تجلس هناك في العتمة وتنادي علي، وسلكت طريقي الوعرة باتجاهها، لقد عثرت على شهد في هذا الجنس الأدبي الذي هو المعادل الكتابي للحياة كلها. كم كان الكون سهلاً في نظر الطفلة شهد وهي تجرّب دون خوف وارتباك
لم تكفّ رواية"ساعة بغداد"، عن احداث الضجيج في وسائل الاعلام وفي السوشيال ميديا، منذ صدورها عن دار الحكمة/ لندن؟

لا نملك نقداً أدبياً حقيقياً، أي النقد النابع من شغل وبحث واجتهاد في هذا المضمار. ما أعاد الضجيج حول الرواية مؤخراً هو فوز روايتها بجائزة مهرجان أدنبرة للكتاب الأول، وهي جائزة مخصصة للعمل الأول لمؤلفه، وصدوره باللغة الانكليزية، بغض النظر عن كونه كتب باللغة الإنكليزية أم ترجم إليها، ويتم اختيار الفائز عبر تصويت الجمهور. لم تُذكر هذه المعلومات عن الجائزة عند نشر الخبر، ما حرك حفيظة الكثيرين الذين لم يستوعبوا بعد وصول روايتها إلى القائمة القصيرة لجائزة"بوكر العربية"مؤخراً.,, واختلف الأدباء حولها من جديد فانتشرت حملة فيسبوكية وتويترية وإنستغرامية ضد ي بالنبش في دفاتر قديمة والحط من قيمة روايتها ووصفها بأوصاف لاذعة لا تستحقها في الأحوال كلها، إذا نظرنا إلى أنها تجربة سردية أولى فيها من البساطة التي تلائم الأذواق الشابة الجديدة,, ومازال الحاسدون يتصارعون حول أهلية هذه الشابة من عدمها، متناسين أن شهد الراوي في رواية واحدة فازت بالبوكر وتُرجمت إلى لغة أخرى وطُبعت روايتها أكثر من مرة، وستُترجم وتُطبع إلى لغات أخرى وهذا يكفي أن تتصدر هذه الروائية المشهد السردي لفترة غير قصيرة

واضافت // رئيس الجمهورية برهم صالح قدّم لها تهنئة رسمية بفوزها الإدنبري ومثله فعل رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي عام 2018 بينما حسد وغيرة أحرقت الأجواء حول شهد الراوي التي كانت"خطيئتها"أنها كتبت رواية وتُرجمت وفازت مرتين وقد تفوز مرة ثالثة ورابعة. وهذا أمرممكن الحدوث فلا نستغرب وألا نتبجح كثيرا ونُشعل مواقع التواصل الاجتماعي للنيل منها وإطلاق الشائعات حولها في محاولات غبية للحيلولة من دون أن تتقدم الراوي مرة أخرى بسردية ثانية

تلك هي الروائية العراقية المغترب ,شهد الراوي أيقونة عراقية واعدة لا تحاربوها او لا تطفئوا وهجها— تكفيها فخرا التهنئة الرئاسية والوزارية التي حصلت عليها الراوي لم يحصل عليها

نهاد الحديثي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى