الثلاثاء ١٦ حزيران (يونيو) ٢٠٢٠
ندوة مختبر السرديات بآداب الدار البيضاء

السرد العرفاني والهوية المترحلة

يعقد مختبر السرديات بكلية الآداب والعلوم الانسانية بنمسيك بالدار البيضاء يوم الخميس 18 يونيو 2020 ابتداءً من الساعة السابعة مساءً (عبر تقنية التواصل عن بعد( (Visio conférence، ومباشرة على صفحات الفايسبوك، ندوة وطنية في موضوع "السرد العرفاني والهوية المترحلة"، بمشاركة الأساتذة: حكيم فضيل الادريسي، يونس لشهب ، الطيب هلو، محمد أعزيز، ولمتابعة أشغال اللقاء سيتم بثها عبر المباشر في صفحات الفايس بوك لنادي القلم المغربي، وصفحة مجلة سرود: https://www.facebook.com/penomaroc
https://www.facebook.com/soroud.ma/
https://www.facebook.com/artprss.ma/
وفي ما يلي الورقة التمهيدية لهذه الندوة :

إن تجديد الوعي بالتراث و التاريخ قدم إمكانات جديدة للسرد العربي لينطلق في سيرورة التحول والتطور فانبرى السارد العربي لتأصيل الأشكال السردية، ثم اتجه إلى التجريب مما ساهم في إعطاء مسحة جديدة للسرود العربية فحدثت تطورات شتى على صعيد اللغة والأسلوب والتقنيات الكتابية، واستفادت السردية العربية من مختلف إنجازات التجريب، وفي الوقت نفسه قدمت لنا تجارب تتأسس على قاعدة التفاعل مع التراث العربي الإسلامي، فصرنا في هذا الوضع أمام محاولات تسعى إلى خلق تجارب جديدة.

ولتحقيق هذا المبتغى انفتح السارد العربي على التراث الصوفي بغية التجديد والتجريب ف"تأسس" ما بات يعرف بالسرد العرفاني "حيث يكون الروائي قد اختار لعبة من الأقنعة السردية وأثث كونه بمفاهيم فلسفية وسلوكية وصمم برامج للشخصيات والأمكنة وهندس لذاته مسارات العروج والارتقاء صوب الأكوان العلوية ..وشخص نوع النظرة للعالم التي ستتجلى من خلال تموقف الفواعل وسلوكيات الشخصيات والعلاقات التي ترتبط بينها طيلة التفاعل السردي"، على أساس هذا التفاعل مع المرجعي التراثي الصوفي يشيد السارد الحديث خطابه السردي، في تماس عرفاني بين الذات الساردة والمسرود عنه، بغية نقل التجربة العرفانية والإخبار عنها بطريقة فنية.

وقد واكب هذا النزوع السردي اهتمام نقدي حاول إماطة اللثام عن آليات التسريد وممكناته، باعتماد المداخل التي تتيحها السرديات الحديثة أو بالتوسل بمختلف الآليات التي تقدمها العلوم الإنسانية.

وعلى الرغم من المجهودات المبذولة في مقاربة هذا المنجز الحديث إلا أن فهمه وإدراك طبيعة اشتغاله، واستشكال قضاياه المعرفية واستكناه جمالياته، سيظل قاصرا في ظل انعدام مساءلة بناءة لأصوله، على اعتبار أن السرد العرفاني ما هو إلا امتداد للسرود الصوفية والعرفانية التي يزخر بها التراث الإسلامي، حيث "أفرزت الحركة الصوفية في الإسلام أدبا متنوعا وثريا يتضمن رسائل في موضوعات مختلفة، كسير ذاتية ويوميات توثق التجارب الروحية، وتراجم ومعاجم اصطلاحية ومؤلفات تتناول مناقب الشيوخ أجلاء وتفاسير للقرآن وقصائد غنائية وملحمية ووصايا ومباحث فلسفية صوفية وغير ذلك من ألوان التأليف والتصنيف."
ضمن هذا السياق، ارتأى مختبر السرديات والخطابات الثقافية" تنظيم ندوة وطنية حول موضوع السرد العرفاني ، عبر مساءلة جذوره الأولى، معرفيا وجماليا، بالتركيز على ما كتبه المتصوفة ضمن مجمل التصانيف المتاحة (السير، القصص، التراجم، والكرامات والمناقب.....) التي عبروا من خلالها عن حياتهم الإشراقية من ثمة كانت كتابتهم شاهدة على تجاربهم العرفانية، في تفاعلها مع سياقاتها الحضارية، فكتابات النفري وابن عربي والحلاج والسهروردي والجيلاني ... وغيرهم لا تخلو من تسريد لمناجاتهم وعروجهم، بذلك حاولوا نقل تجاربهم العرفانية باعتماد لغة خاصة وحكوا عن مواجيدهم ومقاماتهم وكشوفاتهم وفتوحاتهم باستثمار أزمنة وأمكنة بحمولات رمزية وصيغ فنية متباينة تبعا للتجربة الفردية للعارف الذي ارتحل في الزمان والمكان بغية تحقيق الكمال، فكان سلوكه فناء لابتغاء الوصول، وإدراك الحق، إذاك تأتي هذه الندوة لتعيد النظر في هذا الموروث العرفاني بغية البحث فيه، لاستشكال رهانات العارف المعرفية والحضارية في نقل تجربته الروحية، ولتجلية مختلف الطرائق والآليات الفنية المتوسل بها في نقل هذه التجربة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى