الاثنين ٣٠ آذار (مارس) ٢٠٢٠
بقلم مفيد فهد نبزو

الشاعرة الحسناء

قالتْ أتسمعُ شعرا ً قلتُ والهفي
أنْ أسمعَ الشِّعرَ
منظوما ً ومنثورا
وتأتأتْ لحظة ًمن بعدها انطلقتْ
بنغمةِ الصَّوتِ تُلقي
الشِّعرَ مكسورا
ورحتُ أدنو إليها كلَّما انفعلتْ
وصرتُ أبدي لها الإعجابَ مسحورا
كمْ غصتُ في بَحرِ عينيها وموجِهُمَا
أستلهمُ الوحيَ
منظوراً ومستورا
وكنتُ أصغي لها ، والشوقُ يُشعلني
من ثورة الحبِّ قدْ أصبحتُ مبهورا
فتارة ً ترفعُ المجرورَ واثقة ً
وتارة ً تجعلُ المرفوعَ مجرورا
وقرَّبتْ ثغرَها مني تُدلِّعني
بضحكة ٍ حرَّرتْ ما كانَ مأسورا
وتابعتْ شِعرها، والشَّعرُ ظلَّلني
ما أبدعَ الشَّعرَ مجدولا ً ومنشورا!
فآنستْ وحشتي . ضجَّتْ أنوثَتُها
فيما تصحَّرَ بلْ ما كانَ مهجورا
هامستُها فرَحَا ً، والعطرُ يَغمرني
زيدي فزادتْ وهبَّ القلبُ مذعورا
من كرمةِ الرُّوحِ عَنقودانِ ما اعْتُصرا
والكأسُ ينتظرُ العنقودَ معصورا
ياربَّة َ الحُسنِ سحرُ اللفظِ يَعزفهُ
تناغمٌ يتركُ المحزونَ مسرورا
أنتِ الأميرة ُ فيكِ الصَّمتُ يُدهشني
فكيفَ لو بُحْتِ نارا ًأشرقتْ نورا؟!
وأينَ ذنبُ الذي يَهوى الجَمَالَ إذا
ما كانَ في عَرشهِ السِّحريِّ مأمورا
فلامستْ كفُّها كفّي وما ارتعشتْ
وصافحتني بشكرٍ قلتُ مشكورا
لا تحسبي أنني للشعر فارسُهُ
لو كنتُ فوقَ الغيومِ البيضِ منصورا
أمامَ عينيكِ راياتي أنكِّسها
وعندَ بوحِكِ يغدو الشِّعرُ مدحورا
فأيُّ شعرٍ، وما نفعُ البيانِ إذا
ما كانَ للرِّيمة الهَيفاءِ منذورا.


مشاركة منتدى

  • سفينة النَّوح
    فرّوا من هناك
    مرّوا من هناك
    و إلى هناك عبر البحر
    قد عبروا
    رقموا في صفحة البحر
    ممشاهم
    قد قيل
    فيما وراء هذا البحر
    وطن وكعبة
    فجرُ
    حجّوا هناك
    حثّوا الخطى
    واشتد مسعاهم
    لبيك وطناً
    لبيك فجراً
    فما وجدوا
    وراء البحر مرساهم
    ما خلّد البحر في صمته
    ذكراهم
    البحر ينسى كلَّ من عبروا
    وليس الوطن ينساهم
    ساروا جماعات
    فرادى
    تلفُّ الأفق نجواهم
    تذيب الصخر
    شكواهم
    ناموا بكف البحر
    والأحلام مأواهم
    مدوا إلى البحر
    أكف الضراعة
    لا يرحم البحرُ
    لا يرحم البشرُ
    لا يرحم الفجرُ
    أطفال المجاعة
    الطير يعمى
    حين هجرته
    عن شَرَك مُسجّى
    لأجل حبة
    البرد قارس
    والريح تعوي
    وصوت البحر يروي
    صراع النوارس
    سفينة النوح ماخرةٌ
    ستار الليل
    ساخرةٌ
    يا لهذا المنظر البائس !
    عبابُ البحر يرقصُ
    في عيون الليل
    رقص العرائس
    يطاول في تيهه
    شرفاتِ قصورِ فارس
    يظللها شعاعُ البدر
    يلامسها يرافقها
    كحارس
    صفحة الماء أغنية
    إيقاعها
    أحلام يائس
    يطارد لحنها
    قراصنةٌ فوارس
    أطلقوا على الأحلام
    في يرعانها
    سيل الهواجس
    يرسم الأطفال قبيل الفجر
    لوحة موتهم
    بكل ألوان الوجود
    ينقشون في لوح مركبهم
    بأظفارهم
    جدارية العَشاء الأخير
    يزفرون عبر الجو
    أنغام مرثاهم
    ما أعظم أن تلاقي المنية واقفاً
    غرسٌ وأشجارٌ
    يا طيب ذكراهم
    غداً تشرق الشمس
    وقد
    لا نكون
    غداً سيرتاح الكون
    من أنّات وآهات
    ويبقى الذكر ناقوساً
    يدق في عتمة العبرات
    وتغرق الأحلام والأطفال
    تلعق حتفها
    ويسكت النوح والبوح
    يقهقه الموجُ
    والموت
    البدر يبكي
    والليلُ
    والنوارس
    ماأصعبَ أن تموت
    وأنت تبحث عن قشة حياة
    يطاردك البحر
    والقناص والأسماك والأوباش
    والفجر
    محاصرٌ أنت
    في جوفك
    في فيك
    في فكرك
    ولا ملجأ سوى البحر
    ما أقبح أن تبول مياهُ البحر
    بعمق ذاكرتك
    تبعثر ها في عتمة البحر
    تفقأ العينين
    والأذنين
    فلا سمع بعدُ
    ولابصر
    يسرق الملح
    ملفات ذاكرتك
    يسرق العشق والشوق
    و ما حملت الأيام
    يسرق فتاة حلمك
    يسرق فتى الأحلام
    لا يسرق الموت أجسادأً
    قضت
    الموت يسرق الأرواح
    ما أقبح أن تموت في صمت
    ولا يبكي المحب موتك
    غدا تشرق الشمس
    وتهدر ضاحكاً
    أيها البحر
    تتقلب في موجك
    فوق عرشك
    مثل الطغاة
    تتقلب ساحراً ساخراً
    فوق خصلات مضفرة

    سرّحتها خيوط الشمس
    أرواح تتسلق الغيم
    تحت أنظار السماء
    في صباحات مبعثرة
    تلملمها
    عظاماً بمقبرة
    وجنات براءة هائمة
    رامت حياة
    تفتش عن عيش
    فُتات
    أنا لا ألومُك أيها البحر
    ولكن
    ألوم كل من عاش الحياة
    ألوم كل من عاش الممات
    هنيئاً لك
    أيها البحر
    وتشرق الشمس
    تمحو كل خيوط الجريمة
    وكأن شيئاً لم يكن
    سفينة النوح
    ما عادت تنوح
    ما أقذرك أيها البحر
    وأنت تسجن الأحلام البريئة
    في توابيت بلا أسماء
    من المجهول جاءوا
    وفي المجهول ما رقدوا
    سوى أرقام
    يوماً
    أحاكمك أيها البحر
    ما رأيت طفلاً يلهو بلعبته
    قرب موجك
    لن أرحم الامواج التي صفعت
    وجنات أطفال بجوفك
    محتوم عليك ابن أمي
    محكوم عليك ابن أمي
    أن تهرب من حتف
    إلى حتفك
    من قبر عربي جماعي
    إلى بحرك
    سأحاكم البحر
    والبشر
    وكل من في هذه الحقبة
    قد عبر
    وتُفتح بعد الموت
    محاضر التحقيق
    والمقابر
    تحاكم من ماتوا
    كيف ماتوا
    بغير مشنقة المعابر ؟
    بغير زخاتِ الرصاصِ العربي
    وأنيابِ المجازر ؟
    ويعلو صوت أبواق المنابر
    يهنئ يعزّي
    كل حاضر وغابر
    هنيئا لك يا إبليس
    مكرمتي
    ما عدت ألعن في الأماد سيرتك
    فلعناتي كلها حازها – لمّها البشر
    أكتوبر 2013م ( في مناسبة غرق سفينة فلسطينييين مهاجرة من سوريا لليبيا ومن ثم غرقها قبالة سواحل مالطة)

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى