السبت ٥ حزيران (يونيو) ٢٠٢١
بقلم ميمون حرش

الشاعر والشاذر سعيد السوقايلي

الكلام عن الشاذر سعيد السوقايلي، نميط اللثام، عن بعض أسراره، في الجزء الثاني من سلسلة "كلمني عن"، و نراهن، من خلال هذه الفسحة، تعرف مواقفَ طريفة، في حياة ضيفنا العزيز، ونسائل الذاتَ حين تفرح بشدة، أو تحزن بقوة؛ ونكشف، أيضاً، الطرفة المُستملحة، والابتسامة المغتصبة من واقع مرير.

و سعيد السوقايلي شاعر، وقاص وشاذر، التقيته، أكثر من مرة، في ملتقيات أدبية وازنة، لا يتكلم كثيراً، وإذا فعل لا يقول إلا أشياء ذكية، وذات قيمة،هو أديب له حظوة في قلوب أصدقائه، صدر له:

في الشعر:

النهر لا يعيد نفسه. 2005
مثل وقع قدميك. 2012
القطرة حَلَمَة الماء. 2012
لم تلدني أمي بجناحين. 2020
في القصة القصيرة جدا:
ورقة عصية. 2013
نيرفانا. 2016
قسمة ضيزى. 2019

مرحبا بك صديقي سي سعيد في هذه الفسحة، وشكراً على قبول دعوة السلسلة.

ورطة، دُبرت لك عمداً، أو نسجتها الأيام لك، وكيف تخلصت منها؟

_شحاذ أنا أسعى الأصدقاء تعبئة من أجل هاتفي المحمول_

الحياة مليئة بالمفاجآت، سارة أو حزينة، مفاجآت قد تكون من صنيعي أنا، أو من أحدهم، أو من الحياة؛ شخصيا لم يسبق لأحد أن وضعني في ورطة شائكة، وذلك راجع لحرصي الشديد على الحذر، وعلى فن التعامل الحسن حتى لا أكون دريئة أحدهم؛ لكني مع ذلك فتشت كثيرا، حتى وجدت أمرا كاد أن يحرجني مع أصدقائي الكتاب، بدأت الورطة حين تواردت علي مكالمتان من صديقين كاتبين، أمراني فورا بتغيير حسابي الفيسبوكي، إذ أنه تقرصن، وبت معه شحاذا أسعى الأصدقاء تعبئة من أجل هاتفي المحمول، حيث اتصل أحدهم، بعد أن استعار اسمي، بأقرب أصدقائي الكتاب وهو يروي عبر الخاص تفاصيل بقائي في الخلاء البعيد أثناء سفري وتعرض سيارتي لعطل، طبعا حصد بعض التعاطف من أحدهم، لكن الآخرين فطنوا للعبة مدركين إبائي وأنفتي في هكذا موقف سخيف. كان ذلك عصر أحد الأيام القائظة، وبعد ومحاولات تقنية مدفوعة بفضول معلوماتي، دخلت في مفاوضات جادة مع إدارة الفيسبوك، لأتمكن في الأخير، بعد وقت وجيز، من استرجاع علبتي الزرقاء، الفيسبوك، وهددت صاحبنا بالعدول عن الأمر متوعدا إياه بالاتصال بالشرطة المختصة بالأمن المعلوماتي والرقمي. اندحر بعيدا، فلم أعرف بعدها هويته، ولا قدمت ضده شكوى.

هل حصل أن استيقظت، صباح يوم ما، وأنت تنظر في المرآة، فمددت لنفسك لسانك ساخرا من خطأ ارتكبته؟

وجهي، هل هو على قيد النظر والشم والذوق _

ج- ربما لا يحدث ذلك معي كثيراً، ولكن أتستر على نفسي أحيانا، وأضمر ما زللت به في نفسي، من عادتي إذا ارتكبت خطأ أعتذر فوراً، أو أحجم وأتقهقر إلى الخلف، محاولا عدم الاقتراب مجددا من كل ما يدفعني إلى ارتكاب خطأ ما. حين أستيقظ صباحا، أول شيء أقوم به، هو النظر إلى وجهي، هل هو على قيد النظر والشم والذوق والسمع، هل هو سعيد أم حزين، هل نام جيدا؟ آنذاك أكافئه ببضع حفنات ماء، لأعيد ماءه (ماء وجهه)، لكن ما أحرص عليه، هو تنظيف فمي بالمعجون والفرشاة، ساعتها لا أتوانى في مد لساني لفرشه جيدا، على سبيل الاستعارة، حتى يكون طاهرا، ولا يرتكب زلة ذلك اليوم.

أسوأ تعليق طالك في مجال تخصصك (الكتابة، و السرد )أو رأي غريب وطريف، عن نشاطك الأدبيي،سواء سمعته مباشرة،أو كُتب عنك في تدوينة،أو مقال،أوحوار؟

_مرحباً أيها الشويعر...الذي يأكل الشعير والشعرية_

ج- بل هو أطرف تعليق توصلت به عبر الخاص من صديق فيسبوكي شاب، افتتح مسيرته بديوان شعر يحتاج كله إلى تنقيح وتصويب، بل يتضمن الكثير من الاستعارات التي سرقها من ديواني الذي أهديته إياه (وهذا الأمر وارد في كل بداية)، لكن النشاز في ذلك هو أن صمم على أن يقيم الدنيا ويقعدها حول كتابته هذه، طالبا من هنا وهناك أن يحتفوا بهذه التجربة / الشذرات الشعرية الأولى من نوعها في المغرب؛ وقد طلب مني أن أقوم بقراءة في عمله منوها بكل ما كان يزعمه، لم آبه للأمر، فتجاهلته، وقد كان بودي الدخول معه في مناوشات وعتاب على ما فعله من سرقات، اكتفيت فقط بحذف اسمه من قائمتي بسبب جرأته الزائدة... وتركت الأمر للأيام. بعد مدة ليست بالقصيرة، فوجئت برسالة على الخاص باسم أنثى (اسم ولقب مشرقي)، تحريت الأمر فوجدت صديقنا هو الوحيد ضمن قائمة أصدقائها، طبعا لم يكن لديها من صديق عداه، فحدست صنيعه الغبي، وكانت عبارته الطريفة كما يلي: "مرحبا أيها الشويعر الشعرور المتشاعر الذي يأكل الشعير والشعرية". لم أرد عليه، واكتفيت بالابتسام فقط.

ما هو القرار الذي اتخذته بعد تفكير عميق، أو بعجالة، فندمت عليه ندماً شديداً؟

أسوأ ما تخجل أن تعلن عنه أن تقدم نفسك كشاعر مثلا _

قد أقول بأن أثقل قرار استنزفني حين اتخذته بعد حياة طويلة من البحث والتأمل والاطلاع، هو أني أن أكون كاتبا، شاعراً، قاصاً... رغم المتعة، والألم، والسعادة، والخيبة، والغبن، التي تجنيها من وراء الكتابة. هو قرار صائب إذا ما ترعرع في تربة اجتماعية وثقافية تحتضن وتحتفي وقدر مبدعيها، لكن والحالة هذه في مجتمعنا المغربي، أسوأ ما تخجل أن تعلن عنه أن تقدم نفسه كشاعر مثلا أمام شرذمة من العوام الذين نصبوا أنفسهم رعايا الفن والثقافة بجملة من الإنتاجات التي تسيئ إلى الذوق في أنقى تجلياته. بعد كل هذا كنت أمني النفس أن أكون عازف ناي على جبل يطل على المدينة الصاخبة، أعزف للأشجار والطيور وللريح أيضا.

سر قررت أن تميط اللثام عنه، لأول مرة؟

ج- ما أُسِرُّ به الآن هو أني تكاسلت عن إتمام رواية بدأتها منذ مدة، وتركتها طي دفاتري، بعد أن انصرفت إلى الشذرات ككتابة كأسلوب احتجاج.

كلمة استثنائية منك.

ج- لنتنفس مثل وردة، لنفكر مثل شجرة.

سلسلة "كلمني عن" - الجزء الثاني- ميمون حرش

حلقة الشاذر سعيد السوقايلي


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى