الثلاثاء ٥ نيسان (أبريل) ٢٠٢٢

الصلتي يعاين «وجوه البطل وأقنعته في الرواية العمانية»

صدر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن، بالتعاون مع الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، كتاب بعنوان "وجوه البطل وأقنعته في الرواية العُمانية.. دراسة سيميائية نصية" للباحث سعيد بن سليم الصلتي.

ترصد هذه الدّراسة ما يتفرّد به البطل في الرواية العُمانية وما يميّزه من حيث الوجوه والأقنعة، والحالات والتّحوّلات التي يظهر بها ليكشف أعماقه النفسيّة في تعاطيه مع الحياة الجديدة والعصر الجديد، وفي مواجهته لما يفرضه الواقع عليه من تحدّيات يعيش بسببها بين ظاهرٍ يتقمّصه ويُبديه، وباطنٍ يؤمن به ويُخفيه، وبين الظّاهر والباطن تتكشّف وجوه كثيرة من خلف الأقنعة.

وتتكون مدوّنة الدراسة من عشر روايات معاصرة، جاء اختيارها مراعاةً لتعدُّد أنواع الأبطال، وللتأكيد على ثراء التجربة الروائية العُمانية وحضور أنواع مختلفة من الأبطال فيها.

وأوضح الصلتي في مقدمة كتابه الذي جاء في 488 صفحة من القطع المتوسط، أن استحضار الأبطال التراثيين يأتي لمعرفة الامتداد التاريخي للبطل في عمان؛ لأن ذلك يسهل معرفة التدرج في تطور المصطلح، والتحولات التي شهدها البطل، وكيف تأثر البطل الروائي الحديث بالبطل التراثي.

وأكد أن هذه العودة ليست ضرباً من المزايدة الأيديولوجية أو الترف الفكري، بل هي "تشكيل للوعي واستشراف لإمكانات العمل المستقبلي، ويمكن من خلالها رصد التحولات التي شهدها حضوره بين التراث والحداثة".

وبيَّن الصلتي أن التراث العماني مشحون بالأبطال على مر العصور، وقد حفظتهم الذاكرة الجماعية على اختلاف أنواعهم، وتعدد أجناسهم. وضرب لذلك مثلاً بأسطورة شق الأفلاج في عمان، وهي أسطورة موغلة في القدم، وترتبط بالنبي سليمان بن داود عليه السلام الذي أمر الجن حين دخل عمان بشق تلك الأفلاج، فكانوا –بحسب الأسطورة- يحفرون كل يوم ألف نهر، حتى وصل العدد إلى عشرة آلاف نهر.

واعتمد العمل المنهج السيميائي في مقاربته لموضوع البحث، نظراً لما يتميز به هذا المنهج "من عمق في التناول يتعدى البناء اللغوي للكلمة والجملة إلى مساءلة النص عن كونه وتكونه، فهو يتميز بالانطلاق من البنية المجردة للنص وصولاً إلى المستوى السطحي له، ويعمل على تفكيك النص ثم إعادة بنائه بحثاً عن النص الغائب".

أما الرّوايات المدروسة فهي: "القافر" لخالد الكنديّ، و"مذاق الصّبر" لمحمد العريميّ، و"السّفر آخر اللّيل" ليعقوب الخنبشيّ، و"في كهف الجنون تبدأ الحكاية" لزوينة الكلبانيّة، و"سندريلّات مسقط" لهدى حمد، و"سيّدات القمر" لجوخة الحارثيّة، و"سفينة الحمقى" لحسين العبريّ، و"همس الجسور" لعلي المعمريّ، و"الذي لا يحبّ جمال عبد النّاصر" لسليمان المعمريّ، و"حوض الشّهوات" لمحمد اليحيائيّ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى