الأحد ٥ آب (أغسطس) ٢٠١٨

الضمير الغائب

محمد حسن العلي

الضمير الغائب
همسٌ يثيرُ الآهَ في أعصابي
ينداحُ فوقَ صحائفي وكتابي
يمشي الهوينى فوقَ رعشِ أناملي
يصطادُني في الفخّ صيدَ عُقابِ
ويعيدُ طفلاً ضاع بين أضالعي
من هولِ ما لاقيت من أترابي
فيدقُّ مطرقةً لقاضٍ عادلٍ
برماً يسائلني بكلِّ عتابِ
ويقولُ كيف تركت صفوّ مودةٍ
وعدوتَ خلفَ مقامرٍ ومرابي
باللهِ كيف تركتني في غربةٍ
وأنا الضميرُ العدلُ في الأحقابِ
أظننتَ اني لن أعودَ لنلتقي
وسعيتَ خلفَ الجاهِ والألقابِ
يا ابنَ الفناءِ الى الفناءِ مصيرُكم
أسعيت للأطماعِ والأسلابِ؟
فأجبتُ عفوك سيدي لا تبتئسْ
رفقاً وحقِّك فاستمعْ لخطابي
يا ذا الضميرِ الحي أصبح غائباً
بل لا محلَّ له من الإعرابِ
كم من أخٍ اكلوهُ لحماً ميتاً
ورموه بينَ ثعالبٍ وذئابِ
لم يرحموا ضعفي وقلةَ حيلتي
دستورُهم اضحى شريعةَ غابِ
باللهِ ما اعتصموا بحبلِ إنَّما
حبلٌ لهم مسدٌ بكلِّ حرابِ
ضاعت مواثيقُ العهودِ بأمتي
والصدقُ ضاعَ على ضفافِ سرابِ
أنا مثلُ صالحَ في ثمودَ وموطني
باكٍ يعجُّ بجلفةِ الأغرابِ
للجاهليةِ عادَ قومي مثلما
عادوا الى الأزلام والأنصابِ
راحت تفرِّقُ شملَهم أيدي سبا
واستبدلوا التيجانَ بالأذنابِ
وتغيرت فينا النُّفوس لشرِّها
واللهُ عاقبنا بشرِّ عقابِ
نستنصرُ الأعداءَ نقتلُ أهلَنا
فتنٌ بفتوى بائعِ المحرابِ
أعرفتَ كيف هجرت صفوك عامداً
فاعذرني يا صرحَ الضمير لما بي

محمد حسن العلي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى