الخميس ٢ حزيران (يونيو) ٢٠١١
بقلم سليمان نزال

العربيُّ أنا

العربيُّ أنا..
أفردُ قامة من فجر وسحاب ٍ بين نجمتين من دمي الثوري
وأكشفُ زيتون انتباهي على ذاكرة ٍ من طين وجمر قروي
تتبعها خرائط لجراحات ٍ ترتّبُ وثبات ِ الماء ِ للمارد ِ الشعبي!
 
العربي أنا..
سيل هذه النبضات من زفرة التاريخ في وجه ِ الطغاة
العربيّ الثوري الجبلي البحري الكوني العصري أنا
تتقدمني ذاكرة في الموت وتسبقني ذاكرة في الحياة
أسير ُ من شارع ٍ في دمي إلى شارع دمي..
ولا خطوات تلهث بين صوتي والربيع
أشرقتْ بي قافية الموج في الرؤيا الصقرية
فتوقدتْ بي جهاتُ انتسابي على زلزلة ٍ وبركان
فكان النهوضُ في عروق الصبار ِ جيلا وياسمين
وكانت النهارات تترك ضيائها لفعل السنديان
 
العربي أنا في حضن هذه "الآن" الكونية الكبرى
يقظتي قبضتي وصرختي نصل لوجعي
أقطع ُعذاباتِ صدري والزمان في قفزة واحدة
لأحرقَ من المرحلة ِ سفاحا وصولجان
رافعا ً نخلةَ البدايات في ثرى المظاهرات
 
العربيُّ أنا..من نزف الساحل في غيمتي الدمشقية
حتى تباشير الوعد في مقبض سيف يماني
لم يترك الزمان على كفي سوى قصيدة للمتنبي
ووصايا من جباه البرتقال وعبق قدسي مأسور
 
العربي انا..أباغتُ نفسي..أكشفها عن بكرة ربيعها
وأرافق أشجارا ومواعيد منتفضة لجذورها
من هضبة التفاح إلى هبّة ِ البدور في الجراح
وأظلُّ أنقل عن نبضات انبعاثي سيرة راجعة
كلما دنوتُ من صورةِ الجلاد
نفرَ الجموحُ في غيوم نبضاتي
وأكملتُ صورتي في عشق البلاد
العربي العربي هذا الهتاف الملائكي في مسيرة
العربية العربية هذه الضياءات من حبق وولادة..
يا ليلتي كوني كما كانت ليالينا في أندلس البدايات والنشور
يا صيحتي طوفي على كلّ هلال ٍ يكتبُ للشهداء ِ معجزة َالختام
ومرّي على نكبتي سلّميها مفاتيح البراعم في" مارون الراس"
في" مجدل شمس"..إذ تملأ جرارَ المواعيد عيونُ صبايا النجوم
يا فكرتي قومي من سجن البعاد كي تكوني صهيلا على الحدود
 
العربي أنا..
سبع قراءات ٍ لأضلعي في مواسم النفور
فارحلوا..في جمعة المطر الجريح
وانصرفوا.. في خميس الرعود
واهربوا .. من غضبة الصيف الصريح
إن لي مهنة أخرى غير الموت
على إيقاع التوحد في النشيد!
آن للنهر أن يستريح
أن للشرق أن يستريح
آن للشعب أن يزف موته إلى الخلود.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى