الخميس ٢٢ تموز (يوليو) ٢٠٢١

الموت يختار من الفلسفة عقلها الحداثي

محمد سَبيلا يرحل شامخا

يُنعي مختبر السرديات والخطابات الثقافية إلى الأصدقاء والمثقفين والأدباء والجامعيين بالمغرب وخارجه وفاة المفكر الكبير محمد سبيلا يوم الثلاثاء 20 يوليوز 2021، وهو الأمر الذي يعتبر خسارة للثقافة والفكر، خسارة مفكر أسهم ولأزيد من خمسة عقود في الدفاع عن العقل وحداثة المجتمع، بكتاباته ومقالاته ومشاركاته والتزامه الثقافي ودروسه في الجامعة. وقد ظل حاضرا في كل المحطات مساهما في تحليل وتشخيص أعطاب الانتقال إلى الحداثة في المغرب والبحث في سؤال الحداثة وما بعد الحداثة وعلاقته بالواقع المغربي، إضافة إلى مسألتي الدولة المدنية وعقلنة الخطاب الديني. ، باصما على مسار متفرد ومتميز من التفاني والحلم في التغيير.

ولد محمد سبيلا ابن الشاوية – المذاكرة سنة 1942، بمدينة الدار البيضاء، وفيها درس المرحلتين الابتدائية والثانوية، قبل أن ييمم رحاله صوب الرباط ليدرس الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية.

سافر سبيلا لاحقا إلى باريس لينال شهادة الإجازة في الفلسفة بجامعة السوربون. وهو ما تحقق له عام 1967. ولأن طموحه الدراسي كان جامحا، نال دبلوم الدراسات العليا عام 1974 ودكتوراه الدولة في الفلسفة عام 1992، من كلية الآداب بالرباط وهوعضو في اتحاد كتاب المغرب منذ عام 1967.

اشتغل أثناء مساره الدراسي الطويل، مدرسا بالموازاة. كان أستاذا جامعيا في كلية الآداب بالرباط، وتقلد أيضا بين عامي 1972 و1980 منصب رئيس شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس في كلية الآداب بفاس. كما سيتولى بين عامي 1994 و2006 مهمة رئاسة الجمعية المغربية للفلسفة، وإدارة مجلة “مدارات فلسفية” في أعدادها الثمانية عشرة الأولى. بجانب ذلك، كان مداد قلمه سيالا فياضا؛ ذلك أنه نشر الكثير من المقالات والدراسات في صحف ومجلات مغربية وعربية، مثل “الاتحاد الاشتراكي” و”أقلام” و”الفكر العربي المعاصر” و”المستقبل العربي”.

أما في التأليف، فلا يقل الأمر غزارة، وقد تراوحت كتبه ما بين البحث الفكري والفلسفي وكذا الترجمة، وإن كان أكثر ما استأثر باهتمامه، اشتغاله على سؤال الحداثة. من مؤلفاته: "مدارات الحداثة"، و"الحداثة وما بعد الحداثة"، و"الأصولية والحداثة"، و"للسياسة بالسياسة"، و"في الشرط الفلسفي المعاصر"، و"في تحولات المجتمع المغربي"، وما إلى ذلك كثير.وفي الترجمة: "التقنية-الحقيقة-الوجود" لمارتن هايدغر، و"نظام الخطاب"لميشيل فوكو، و"الفلسفة بين العلم والإيديولوجيا"لألتوسير.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى