الثلاثاء ١٤ شباط (فبراير) ٢٠٢٣
بقلم إبراهيم خليل إبراهيم

اليوم العالمي للإذاعة وهنا القاهرة

الاذاعة المصرية من روافد تشكيل وعى الكثير من الأجيال وشاهداً على مراحل هامة من تاريخ مصر ومشاركة في صناعة تاريخ مصر وهنا القاهرة كانت أولى الكلمات التي انطلقت عبر الإذاعة المصرية عند افتتاحها في 31‏ مايو عام 1934 فأصبح هذا اليوم عيدا للإذاعة المصرية.

يوم 13 فبراير يكون الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة وجاءت فكرة الاحتفال بهذا اليوم من قبل الأكاديمية الإسبانية للإذاعة وجرى تقديمها رسميا من قبل الوفد الدائم لإسبانيا لدى اليونسكو في الدورة 187 للمجلس التنفيذي في سبتمبر 2011 وأطلقت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الاحتفال السنوي.

هنا القاهرة كانت من أولى الكلمات التي انطلقت عبر الإذاعة المصرية على لسان أحمد سالم في افتتاحها عام 1934 وتم اعتمادها كعبارة رسمية لبدء إرسال كل الإذاعات المصرية التي انطلقت في السنوات التالية وأحمد سالم أول مذيع في الإذاعة المصرية ومن أوائل الإذاعيين المصريين وهو أحد سبعة تولوا مسئولية الإذاعة الوليدة ووضعوا أسس العمل بها وهم:

محمد سعيد لطفى باشا ومحمد فتحى وعلى خليل وأحمد كمال سرور ومدحت عاصم وعفاف الرشيدي .. أحمد سالم رغم دراسته لهندسة الطيران بانجلترا إلا أنه لم يعمل في تخصصه إلا فترة وجيزة وأتاح له صوته المميز وإطلاعه بأن يترأس القسم العربي بالإذاعة المصرية .. لم تمكن أدوات التسجيل القديمة آنذاك من حفظ تراث الإذاعي أحمد سالم وأحالت بين وصوله إلى الأجيال المعاصرة وقدم استقالته بعد أن عرض عليه طلعت حرب أن يتفرغ لإنشاء شركة مصر للتمثيل وبنى استوديو مصر على أحدث طراز آنذاك وقدم باكورة إنتاجه فيلم وداد لكوكب الشرق أم كلثوم.

عرفت مصر الإذاعة في منتصف العشرينيات من القرن الماضي‏ واستمرت الإذاعات الأهلية في إرسالها حتي توقفت عن الإرسال في ‏29‏ مايو عام ‏1934 ‏لتترك مكانها للمحطة الحكومية التي بدأت يوم‏ 31 مايو‏1934 فأصبح هذا اليوم عيدا للإذاعة المصرية.

بدأت الإذاعة المصرية افتتاحها في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء يوم 31 ‏مايو عام 1934 بآيات من الذكر الحكيم بصوت الشيخ محمد رفعت وتلاه انطلاق صوت الآنسة أم كلثوم التي تقاضت ٢٥ جنيهًا نظير إحيائها للإفتتاح وغني أيضًا في ذلك اليوم المطرب صالح عبد الحي ثم مطرب الملوك والأمراء محمد عبد الوهاب وشمل برنامج الاذاعة حسين شوقي أفندي الذي ألقى قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي بك وألقى الشاعر علي بك الجارم بصوته قصيدة تحية لملك البلاد فؤاد الأول ملك مصر والسودان والمونولوجست محمد عبدالقدوس والموسيقيان مدحت عاصم وسامي الشوا ومع الإذاعي أحمد سالم كان المذيع محمد فتحي الذي عرف بلقب كروان الإذاعة.

مر تاريخ الإذاعة في مصر‏ بعدة مراحل‏ لكل مرحلة سماتها وهى ‏:‏ الإذاعات الأهلية‏‏ وعهد شركة ماركوني البريطانية‏‏ ومرحلة التمصير وعهد الثورة‏ ومرحلة الشبكات الإذاعية والسيادة الإعلامية حتى الآن ‏.‏

عرفت مصر الإذاعة قبل عام ‏1926‏ ‏‏وتميزت المحطات الأهلية ‏‏ بتركز معظمها في مدينتي القاهرة والإسكندرية‏‏ وكانت معظم برامجها باللغة العربية بينما كانت تذيع بالإنجليزية والفرنسية والإيطالية للأجانب فى مصر‏ وكان معظم أصحاب تلك المحطات من التجار الذين يرغبون في ترويج سلعهم بصفة عامة‏ وتجار أجهزة الراديو بصفة خاصة‏ الذين أقاموا المحطات الإذاعية للترويج لتجارتهم وتحقيق الربح من وراء إذاعة الإعلانات التجارية‏‏ مثل محطة راديو فؤاد التي أنشأها عزيز بولس‏‏ ومحطة راديو فاروق التي أنشأها إلياس شقال‏‏ كما كانت معظم هذه المحطات شركات بين عدد من الأفراد‏ وكانت ضعيفة الإرسال لا تغطي أكثر من الحي الذي تذيع منه‏ ومعظمها أقيمت في غرفة أو شقة صغيرة‏ وكانت تتعرف علي رغبات مستمعيها عن طريق الخطابات والمكالمات .. وتراوح إرسال معظم هذه المحطات الأهلية ما بين‏ ساعتين إلى 4‏ ساعات يوميا‏‏ سواء على فترة ارسال واحدة أو علي فترتين‏‏ وكان الجزء الأكبر من المضمون الإذاعي الذي تقدمه معظم هذه المحطات ترفيهيا‏ مما دفع الجمهور الي الشكوي من بعض المضامين الإذاعية‏‏ وكانت المهاترات بين المحطات الأهلية من أهم أسباب إغلاقها‏‏ وتوقفت عن الإرسال في ‏29‏ مايو ‏1934‏ لتترك مكانها للمحطة الحكومية التي بدأت ارسالها في ‏31‏ مايو ‏1934.‏

وافق مجلس الوزراء في شهر يوليو عام ‏1932‏ علي أن تتولي شركة ماركوني التلغرافية اللاسلكية كوكيل عن الحكومة المصرية إدارة الإذاعة وتشغيلها‏ وصيانتها وإعداد البرامج والمذيعين‏‏ وبدأ العمل في إقامة محطات الإرسال وكذلك الاستوديوهات الإذاعية‏‏ في مبني شركة ماركوني في شارع علوي خلف البنك الأهلي المركزي‏ حيث أقامت الشركة خمسة استوديوهات‏‏ وشهدت هذه المرحلة إشراف وزارة المواصلات علي الإذاعة حتي إنشاء وزارة الشئون الاجتماعية في ‏20‏ أغسطس‏1939 ‏فأصبحت الإذاعة إحدي اداراتها‏ وفي ‏19‏ ابريل ‏1942‏ أصبحت الإذاعة تابعة لإشراف وزارة الداخلية ‏وعاد الإشراف علي الإذاعة لوزارة الشئون الاجتماعية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية‏‏ علي أن يبقى لوزارة المواصلات اختصاصها المتمثل في الإشراف علي صيانة أجهزة المحطة وادارتها من الناحية الفنية وتحصيل رسوم الرخص والتفتيش عليها‏.‏

شهد المضمون الإذاعي خلال هذه المرحلة ارتفاعا ملحوظا في مستواه‏‏ وكانت هناك محطتان اذاعيتان هما‏‏ البرنامج الرئيسي‏ بمتوسط ساعات إرسال ‏14‏ ساعة‏ والبرنامج الأوروبي المحلي وكان يقدم مواد ترفيهية وإعلامية للأجانب المقيمين بالقاهرة والإسكندرية لمدة أربع ساعات يوميا باللغتين الانجليزية والفرنسية‏.‏

يعود ارتفاع مستوي المضمون البرامجي في هذه المرحلة مقارنة بمرحلة الإذاعات الأهلية‏ إلى عدة عوامل منها استقلال الإذاعة وتكوين المجلس الأعلي للإذاعة‏ الذي أوكل اليه الإشراف علي البرامج وإقرارها‏‏ والوعي الذي تميز به جيل الرواد الذين تولوا مسئوليات العمل الإذاعي في هذه المرحلة‏‏ وقامت الإذاعة بتأدية وظائفها الاخبارية والإرشادية حيث تمثل دور الاذاعة في هذه المرحلة في رسم وتقرير القيم الحقيقية للشخصية المصرية من جميع النواحي‏‏ الاقتصادية والسياسية والاجتماعية‏ وكان للأحاديث الإذاعية لطه حسين والعقاد وفكري أباظة وأحمد أمين وسهير القلماوي دورها المهم في توجيه الرأي العام‏.‏

تأزمت الأمور بين مصر وبريطانيا بسبب عدم جلاء القوات البريطانية‏ وتقديم مصر شكوي ضد بريطانيا فى مجلس الأمن‏ وقيام خلاف بين الحكومة المصرية والشركة البريطانية علي سياسة الأخبار الإذاعية‏‏ وتم تسلم الإذاعة من شركة ماركوني في ‏27‏ مارس ‏1947‏ وأصبح الجانبان البرامجي والإداري في يد المصريين‏, وأنشئت في ‏18‏ مايو ‏1947‏ ادارة الاذاعة اللاسلكية المصرية‏ وتشكل مجلس ادارة للإذاعة وأصبح للإذاعة ميزانيتها المستقلة التي تعطي لمجلس الإدارة اختيار المذيعين والكتاب والأدباء والموسيقيين وغيرهم‏ دون التقيد باللوائح المالية العادية‏ وتسلمت الحكومة المصرية محطة الإذاعة‏‏ وأصبحت مصرية شكلا ومضمونا منذ ‏31 ‏مايو‏1946 وشهد عام‏1948 انتقال الإذاعة ‏ من مقرها في‏‏ شارع علوي الي شارع الشريفين بطاقة‏ 13‏ استوديو‏ وشهدت هذه المرحلة أيضا صدور تشريع للإذاعة‏ وهو‏ القانون رقم ‏98 ‏ لسنة‏ 1949 وأصبحت بمقتضاه الإذاعة هيئة مستقلة ذات شخصية معنوية‏‏ تلحق برئاسة مجلس الوزراء وتسمى‏‏ الإذاعة المصرية‏.‏

تمثل الدور المهم للإذاعة المصرية في هذه المرحلة‏‏ في غرس القيم الحقيقية للشخصية المصرية ‏ من خلال الكوادر المصرية فلغة الإذاعة العربية الفصحي‏, والدين له مكانته المرموقة في البرامج والتاريخ المصري والعربي والإسلامي موضع عناية واهتمام‏، والعلم يلقي اهتماما متزايدا‏‏ واستخدمت الإذاعة ساعة جامعة القاهرة لتعلن الوقت عدة مرات كل يوم‏‏ للإعلان وتوجيه الأنظار نحو هذه المنارة العلمية‏‏ كما أنشأت قسما للأخبار وبدأت ملامح التمصير تظهر حيث عدل الأسبوع الإذاعي ليبدأ يوم السبت من كل أسبوع‏ اعتبارا من‏ 11 فبراير ‏1949‏ وحل المصريون محل الأجانب.‏

نقلت تبعية الإذاعة المصرية من رئاسة مجلس الوزراء‏‏ إلى وزارة الارشاد القومي في ‏10‏ نوفمبر ‏1952‏ وفي ‏15‏ فبراير ‏1958‏ صدر القرار الجمهوري رقم ‏183‏ لسنة‏ 1958‏ باعتبار الإذاعة المصرية مؤسسة عامة ذات شخصية اعتبارية وإلحاقها برئاسة الجمهورية‏ وأصبحت عام ‏1961 ‏ من المؤسسات العامة ذات الطابع الاقتصادي وسميت‏ المؤسسة المصرية العامة للإذاعة والتليفزيون‏‏ وفي عام ‏1962‏ تم ضمها الي وزارة الإرشاد القومي وصدر عام‏1971 ‏ القرار الجمهوري رقم ‏1‏ لسنة ‏1971‏ بإنشاء اتحاد الإذاعة والتليفزيون‏ وشهدت تلك الفترة تطورا‏ حيث زادت ساعات الإرسال وأصبحت برامج الإذاعة بأربع وثلاثين لغة‏‏ وأنشئت اذاعة صوت العرب‏ عام 1953‏ وإذاعة الاسكندرية الإقليمية‏ عام 1954 و‏البرنامج الثاني‏ عام 1957 وإذاعة الشعب‏ عام 1959 وإذاعة فلسطين‏ عام 1960 وإذاعة الشرق الأوسط‏ عام 1964وإذاعة القرآن الكريم‏ عام 1964والبرنامج الموسيقي‏ عام 1968 وإذاعة الشباب‏ عام 1975 بالإضافة الي الاذاعات الموجهة التي أنشئت عام‏1953 وفي شهر إبريل عام ‏1981‏ تم تطبيق نظام الشبكات الإذاعية‏‏ بالإضافة إلى وجود الاذاعات المصرية على القمر المصري النايل سات‏101 والنايل سات ‏102 ‏وبدأ البث الرسمي للشبكات الاذاعية‏ :‏ البرنامج العام‏ وصوت العرب‏ والشرق الأوسط‏ وسبع اذاعات موجهة من خلال أول قمر صناعي اذاعي‏(‏ افريستار‏)‏ اعتبارا من ‏30‏ أكتوبر ‏1999‏ كذلك امتداد ارسال بعض الشبكات الاذاعية علي مدي أربع وعشرين ساعة‏‏ حتى لايصمت صوت الاذاعة المصرية‏ ولو للحظة واحدة خاصة مع وجود أحداث عالمية وعربية تهم المستمع المصري والعربي‏ ويرغب في متابعة تطوراتها من خلال الإعلام المصري‏.‏

تم الاهتمام بالإذاعات الإقليمية‏‏ وبتوظيف الإعلام لخدمة التنمية حيث بدأت شبكة المحليات اذاعات :

الإسكندرية التي أنشئت عام 1954 والقاهرة الكبري‏ التي أنشئت عام 1981 وسط الدلتا‏ التي أنشئت عام 1982 وشمال الصعيد التي أنشئت عام 1983 وشمال سيناء‏ التي أنشئت عام 1984 وجنوب سيناء‏ التي أنشئت عام 1985 والقناة‏ التي أنشئت عام 1988 والوادي الجديد‏ التي أنشئت عام 1990 ومطروح‏ التي أنشئت عام 1991 وإذاعة جنوب الصعيد‏ التي أنشئت عام 1993 م ‏وأيضا بدأت الاذاعات المتخصصة والإذاعات الجديدة مثل نجوم إف إم وإذاعة الأغاني وإذاعة نايل أف أم والإذاعة التعليمية وراديو مصر وإذاعة الأخبار والموسيقى وإذاعة نغم FM.

تولى سعيد باشا لطفي أول رئيس للإذاعة المصرية من عام 1934 حتى 1947 ثم جاء محمد بك قاسم من 1947 حتى عام 1950 ومحمد حسني بك نجيب من 1950 حتى عام 1952 وعبد الحميد فهمي الحديدي من 1966 حتى 1969 ومحمد محمود شعبان من 1972 إلى 1975 ثم صفية زكي المهندس من 1975 إلى 1982 وفهمى عمر من 1982 حتى 1988 وأمين بسيوني من 1988 إلى 1991 وحلمي مصطفي البلك من 1991 إلى 1994 ثم فاروق شوشة من عام 1994 حتى 1997 وحمدي الكنيسي من 1997 إلى 2001 ثم عمر بطيشة من 2001 إلى 2005 وإيناس جوهر من 2005 إلى 2009 وانتصار شلبي من 2009 إلى 2011 وإسماعيل الششتاوي من 2011 إلى 2013 ثم عادل مصطفى ثم عبد الرحمن رشاد ثم نادية مبروك ثم محمد نوار.

على مدى تاريخ الإذاعة حمل روادها على عاتقهم نشر الثقافة والإبداع بين جموع الشعب المصرى ومنهم على سبيل المثال : محمد محمود شعبان "بابا شارو" وصفية المهندس أول صوت نسائي إذاعي انطلق ليس فى الإذاعة المصرية فحسب بل في إذاعات المشرق العربي كله ووجدى الحكيم وجلال معوض ونجوى أبو النجا وأمينة صبرى وآمال العمدة وسامية صادق وعلى خليل وطاهر أبوزيد والمأمون أبو شوشة ونادية توفيق وصالح مهران وأحمد سعيد وسناء منصور وهالة الحديدى ومحمد مرعى وسلوان محمود وصبرى سلامة وآيات الحمصانى وسامية صادق ونادية صالح وأحمد الليثى وعبده دياب ومحمد يوسف وجمالات الزيادى وإكرام شعبان، وعلى فايق زغلول ومحيى محمود وإمام عمر وصديقة حياتى ونجوان قدرى وايناس جوهر وغيرهم من رواد واساتذة ورموز الاعلام المصرى.

برامج إذاعية رغم أنها سجلت فى أربعينيات القرن الماضى إلا أنها لا تزال تعيش فى وجدان الناس حتى الآن كانت الإذاعة المصرية مصدر الترفيه والتثقيف الأول لدى المصريين تميزت بأنها تقدم الكثير من البرامج الجماهيرية التى كانت تجذب الجمهور إليها، فقد حفر الكثير من عمالقة الإذاعة المصرية أسمائهم وأصواتهم في أذهان وأذان المستمعين على مر السنين من خلال تقديم مضامين هادفة ذات رسالة ومن هذه البرامج :

برنامج المنوعات الشهير (ساعة لقلبك) برنامج إذاعي فكاهى مصري بدء في عام 1953 ويعتبر أحد أهم العلامات في تاريخ الإذاعة المصرية وضم العديد من نجوم وكتاب الكوميديا والفكاهة في مصر .. الراحل يوسف عوف وأحمد طاهر وأمين الهنيدي وأنور عبد الله ومحمد يوسف كما شارك في كتابته عبد المنعم مدبولي وضم كوكبه من النجوم : الفنان فؤاد المهندس ومحمد عوض وخيرية أحمد وجمالات زايد ومحمد أحمد المصري المشهور بأبو لمعة وفؤاد راتب المشهور بالخواجة بيجو ونبيلة السيد وأحمد الحداد، ويعتبر برنامج ساعة لقلبك المدرسة التي تخرج منها عمالقة الكوميديا في مصر.

برنامج "على الناصية" أشهر برنامج إذاعى التفت حوله الأسر المصرية عبر إذاعة البرنامج العام كانت تقدمه آمال فهمى واعتاد المستمعون أن ينتظروه فى الواحدة والنصف بعد ظهر يوم الجمعة وبدأ البرنامج عام 1957 عرضت من خلاله مشكلات المجتمع وواجهت بها المسئولين واستمر لمدة تجاوزت 50 عامًا.

برنامج "كلمتين وبس بدأ عام 1968 وكان يقدمه الفنان الراحل فؤاد المهندس واهتم بعرض السلبيات والروتين وكثيرا ما كان يستعين هذا البرنامج بالأسلوب الدرامى فى عرضه لسلبيات المجتمع المصرى والمؤسسات الحكومية وكان البرنامج يبدأ كل صباح فى الساعة الثامنة الإ خمس دقائق يوميا وكان يكتبه أحمد شفيق بهجت وإخراج يوسف حجازى لمدة 35 عامًا .

برنامج "همسة عتاب" كان يقدم يوميًا فى تمام الثامنة والنصف صباحًا بإذاعة البرنامج العام إخراج رضا سليمان وكان يتناول الهموم اليومية للمصريين خصوصًا صراعهم مع البيروقراطيه الحكومية فاهتم البرنامج بعرض شكاوى المواطنين فى قالب درامى على مدار أيام الأسبوع.

ربات البيوت هو أهم وأشهر برامج المرأة في الإذاعة المصرية وقد تتابع على إدارة هذا البرنامج العديد من المذيعات بداية بالإذاعية صفية المهندس وجمالات الزيادى وكان يتضمن العديد من الفقرات الإذاعية التي تعد من التراث الآن أشهرها خالتى بمبه وعيلة مرزوق أفندى.

غنوة وحدوته لأبلة فضيلة وتعتبر أبلة فضيلة من أشهر مذيعات الإذاعة المصرية واستطاعت بصوتها وشخصيتها أن تربط أجيالاً من الأطفال بالإذاعة المصرية.

"غمض عنيك وامشى بخفة ودلع الدنيا هى الشابة وأنت الجدع تشوف رشاقة خطوتك تعبدك لكن أنت لو بصيت لرجليك تقع وعجبى" هكذا كان يبدأ برنامج "تسالى" على إذاعة الشرق الأوسط برباعية متعدد المواهب صلاح جاهين التى رددها الناس مع الإذاعية "إيناس جوهر" والتى كانت تفتتح بها دائما برنامجها.

قال الفيلسوف" برنامج يومي يذاع على اذاعة البرنامج العام منذ عام 1975 يعرض البرنامج الصفات الجميلة للبشرية والتى يفضل التعامل بها الحلقات قام ببطولتها الفنان سعد الغزاوى والفنانة سميرة عبد العزيز ومن اخراج إسلام فارس.

لغتنا الجميلة .. "أنا البحر في أحشائه الدر كامن .. فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي" مقدمة لغتنا الجميلة أهم وأعظم برنامج قدمه الشاعر فاروق شوشة في عام 1967 عبر أثير الإذاعة ليبهرنا ويتحفنا بمئات الحلقات التي ظلت راسخة في وجدان ملايين من المصريين والأمة العربية.

برنامج محو اﻷمية فى اﻹذاعة المصرية فى السبعينات اﻷستاذ قمحاوى أو عبد البديع قمحاوى .. ياأهل بلدى فى كل مكان .. م المنزله لغاية أسوان .. يلى إتحرمتوا من التعليم الفرصة لسه قدامكوا...من غير ما تغرموا وﻻ مليم إذاعتنا جايه تعلمكوا.

وبرنامج (طريق السلامة) بصوت الاذاعى الراحل حسن عبد الوهاب وأغرب القضايا للمخرج عبده دياب وقدم منه 613 حلقة على مدى تاريخه وبرنامج "الغلط فين" الذي كان يقدم للمستمع العربي المعلومات من خلال عمل درامي ناجح وزيارة لمكتبة فلان يعتبر من علامات الإذاعة المصرية وتقدمه نادية صالح منذ أكثر من أربعين عاماً واستضافت من خلاله رموز الفكر والثقافة والفن فى مصر تلك البرامج تم تقديمها على مدار بث الإذاعة المصرية وتركت في وجداننا بصمة كبيرة لما كانت تتميز به من تترات ومضامين هادفة.

أنتجت الإذاعة العديد من الأوبريتات الغنائية المميزة مثل قسم وأرزاق .. السلطانية وجملته الشهيرة "أنت فين يا مرزوق" وكان دوق الدندورمة من أجمل الأوبريتات الذى قدمته الإذاعة ومن الأعمال الفنية الجميلة التي صادفت نجاح شعبي كبير وقام التلفزيون المصري بتصويرها في الستينيات من كلمات محمد متولي وألحان عزت الجاهلي وغناء ابراهيم حمودة وسعاد مكاوي واخراج بابا شارو.

كذلك الصور الغنائية قطر الندى وعلي بابا والأربعين حرامى وألف ليلة وليلة وعيد القمح وصلوا على الهادى وعيد ميلاد أبو الفصاد والراعي الأسمر وعذراء الربيع .

كما كانت الإذاعة تجوب محافظات مصر لتقدم كل شهر حفلا غنائيا يتجمع فيه أساطير الغناء وكانت كل محافظة تعتبر مجيىء الإذاعة بهذا الكم من الفنانين والمطربين عيدا لها وارتبط المستمعون كثيراً بالدراما الإذاعية التى أثرت فى وجدان المصريين ونمَّت روح الخيال لدى المستمع نتذكر منها "قاهر الظلام عن قصة حياة الأديب الكبير طه حسين ألفها كمال الملاخ وكتب السيناريو والحوار سمير عبد العظيم بالإضافة إلى مسلسلات ريا وسكينة وسمارة وشىء من العذاب وأنف وثلاث عيون وأرجوك لا تفهمنى بسرعة وأفواه وأرانب.

على مدى تاريخها قدمت الإذاعة العديد والعديد من البرامج التى ارتبط بها الملايين منها مجلة الهواء لفهمى عمر وبصراحة لوجدى الحكيم وفنجان شاى لسامية صادق وعصر من الغناء لجلال معوض وأسبوعيات» طاهر أبو زيد والتعليقات على مباريات الدورى العام لفهمى عمر وألحان زمان لهالة الحديدى وصحبة وأنا معهم لآمال العمدة ورأى الدين لهاجر سعد الدين وشاهد على العصر لعمر بطيشة وحديث الذكريات لأمنية صبرى وكتاب عربى علم العالم لأمين بسيونى وأضواء على الجانب الآخر لنجوى أبالنجا وصوت المعركة لحمدى الكنيسى .

ابتهالات وقراءات عدة للقرآن الكريم حظيت بها الإذاعة المصرية من خلال أبرز المقرئين الذين خلدت أصواتهم وكان من أبرزهم الشيخ محمد رفعت قيثارة السماء والشيخ محمد الصيفي الذي كان حجة في قراءات القرآن السبع وحصل على عالمية الأزهر ويُعتبر مدرسة متفردة في القراءة كما كان الشيخ على حزين من أبرز الأصوات التي حفظتها الإذاعة المصرية منذ افتتاحها عام 1934 وتنفرد مصر بأنها أنشأت أول إذاعة قرآن كريم على مستوى العالم بدأت في بث إرسالها في 29 مارس 1964 ومن أشهر قرائها الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ومصطفى إسماعيل والشيخ عبدالفتاح الطاروطى والشيخ محمد الليثى والشيخ الطبلاوى والشيخ طه الفشن والشيخ محمد صديق المنشاوى والشيخ عبدالعزيز حصان وهى مختصه للقراء المصريين كما تعد من أشهر المحطات الإذاعية و يذاع فيها برنامج براعم الايمان وموسوعة الفقه الإسلامي.

يعد رمضان أهم شهور العام لدي وسائل الإعلام فتحرص القنوات الإذاعية علي تقديم أفضل ما تملك من أفكار وبرامج، وشهدت الإذاعة بعد 6591 طفرة نوعية تمثلت في تقديم العديد من المواد التي تعتمد علي عناصر الإبهار السمعي المتاحة بالإذاعة آنذاك في محاولة لتقديم مواد ترفيهية راقية ومواد ثقافية ودينية في إطار برامج منوعات ثقافية وتمثيليات وغيرها ومن أشهر المواد التى منحت الإذاعة نكهة خاصة فى شهر رمضان: ألف ليلة وليلة هذه الرائعة الإذاعية الخالدة التي كتبها طاهر أبو فاشا وأخرجها الرائد الإذاعي محمد محمود شعبان.

بدأت الإذاعة المصرية لأول مرة في بث حلقات ألف ليلة وليلة في الخمسينات وقامت الراحلة زوزو نبيل بدور شهرزاد وعبد الرحيم الزرقاني بدور شهريار وتربى على سماعها الكثير والكثير من الأجيال المصرية والعربية وفوازير رمضان التى ألف حلقاتها الأولي بيرم التونسي وقدمتها بطريقة مميزة آمال فهمي والسمسميّة من إخراج محمد محمود شعبان وأداها المنولوجست سيد الملاح مستعيناً بآلة السمسمية وتضمنت حلقاتها توجيهاً للالتزام بسلوك أخلاقي رفيع أو نقد سلوك ما ورمضان حول العالم وهو برنامج خاص يقدم لمحات من العادات الاجتماعية المرتبطة بشهر رمضان في مختلف البلاد الإسلامية مع تقديم بعض المعلومات التاريخية والجغرافية عن هذه البلاد كذلك من وحى قصص القرآن الكريم وبث مباشر من مسجد الحسين لتلاوة القرآن لمشاهير القراء قبيل صلاة الفجر.

تضم مكتبة الإذاعة المصرية تسجيلات نادرة لقادة وزعماء ونجوم كما تضم توثيقاً لأحداث مصرية وعربية مهمة على كافة المستويات بينها وثائق صوتية حول معاهدة 1936 بين الحكومة المصرية والإمبراطورية البريطانية .."من أجل مصر وقعت معاهدة 6391 ومن أجل مصر أعلن اليوم إلغاء المعاهدة".. عبارة شهيرة جاءت علي لسان الزعيم مصطفي النحاس يوم 8 أكتوبر 1591 عبر الإذاعة المصرية وكان خطاباً تاريخياً انضم إلي تراث الإذاعة مع خطابات أخري غيرت مصير المحروسة سياسياً ليكون من أوائل سلسلة المواقف التاريخية التي مرت على الإذاعة" كذلك تفاصيل حفل تولي الملك فاروق حكم مصر حيث ألقى الملك فاروق أولى خطبه عبر الإذاعة المصرية فى 8 مايو 6391 من قصر القبة و بيان ثورة يوليو 2591 الأول بصوت البكباشي أنور السادات وتجاوبت الجماهير مع البيان وتوالت برقيات التأييد الفردية والجماعية علي الإذاعة فلقد عرفت الثورة منذ اللحظة الأولي أهمية الإذاعة في تعبئة الرأي العام‏, حيث قدمت خلال شهر واحد من قيام الثورة‏ 51‏ حديثا وطنيا‏‏ و‏35‏ برنامجا خاصا‏‏ و‏17‏ تمثيلية اذاعية وطنية‏ و‏37‏ قصيدة شعرية وزجلية تؤيد الثورة وتشرح أهدافها‏ وبيان جمال عبدالناصر الذي ذهب إلى الإذاعة بمبني الشريفين يوم 82 سبتمبر 1691 ضد أنهاء الوحدة المصرية السورية كذلك إذاعة خطاب تنحي الرئيس عبد الناصر في 9 يونيو 7691 عن الحكم وأعلن خلاله تحمله المسئولية.

بثت الإذاعة المصرية في يوم 6 أكتوبر البيانات العسكرية وانتصارات الجيش المصري. وفي الحادي عشر من فبراير 1102 تعلن الإذاعة انتهاء نظام مبارك من خلال بيان عمر سليمان معلناً تنحي الرئيس الأسبق مبارك، لتكون الإذاعة المصرية بذلك شاهداً علي الكثير من أهم الأحداث.

شهدت خمسينيات القرن العشرين حركات تحرر شملت معظم البلاد الإفريقية وكانت السياسة المصرية في تلك الفترة تلتزم بمناصرة ودعم حركات التحرر عامة وحركات التحرر العربية والأفريقية خاصة ولعبت الإذاعة المصرية في تلك الفترة دوراً بالغ الأهمية فأنشأت مصر عدداً من الإذاعات الموجهة إلي البلاد الأفريقية المحلية باللغتين الإنجليزية والفرنسية فضلاً عن اللغات المحلية الأفريقية مثل الهوسا والفولاني والسواحلي وتوافدت قيادات المقاومة الأفريقية علي القاهرة لتتمكن من توجيه قوات المقاومة عبر أثير إذاعات القاهرة بعيداً عن بطش قوات الاحتلال وتحولت استديوهات الإذاعات الموجهة في القاهرة إلي ما يشبه غرفة عمليات لقيادة المقاومة ضد قوات الاحتلال الأجنبية.

ولم يقتصر دور الإذاعات الموجهة علي دعم المقاومة، فامتد إلي المساهمة في دعم العلاقات الأفريقية والعربية على أساس يضمن تقارباً استراتيجياً علي المستوي الشعبي واعتمدت خطة القاهرة في هذا المجال علي تقديم برنامج لتعليم الشعوب الإفريقية اللغة العربية عن طريق الإذاعات الموجهة وبالفعل تم إعداد مناهج لهذا الغرض بالاشتراك مع اليونسكو وأصبح برنامج تعليم العربية بالراديو أحد أهم علامات النشاط الإذاعي إفريقياً.

الإذاعة المصرية .. إذاعة وطنية ورائدة فى المنطقة كلها، ظلت منارة تثقيفية وتنويرية منذ نشأتها عام 1934 حتى الآن .. قامت بدور وطني وقدمت عمالقة الفكر والنجوم في كافة المجالات وكانت صوتا للشعب المصري وساهمت في معالجة قضاياه ومشاكله وعبرت عن آماله وطموحاته فقد استطاعت الإذاعة منذ البث الأول أن ترتقى بالذوق العام وأن تكون مصدرا قويا للمعلومات وأن تصل إلى الجمهور على أوسع نطاق وفي عصر التقنيات الحديثة لا تزال أداة اتصال ووسيلة إعلام قوية ومؤثرة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى