السبت ٢٢ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
بقلم خالد زغريت

اَلرَّئِيْسُ الَّذِيْ شَاْرَكَ فِيْ جَنَاْزَتِهِ

كان صلفه أكبر من فرجتي قرني ذي القرنين .... و ورغبته بأن يكون ضريحه أكبر من الأهرامات . قال: للمستشارين : هاتوا مَن سيحنّطوني : قالوا : وعزة ظلك لستَ مِمَنْ سيموت، ستخلد .... قال جسدي سيفنى ، قالوا: هناك حل : يحكي من يستحم كل صباح ........ عذراء شقراء لا يفنى جسده : قال : إرادتي تقضي أن تنفذوا ، قالوا : أطعنا ،قال المذيع الرسمي : مسيرة أن نقضي على التخلف .... ولجنة تقصي الحقائق للنمو السلطاني، قالت : من يبلغ عدد العذراوات الشقر في وطنه أربعة ملايين ...... سيمنعنا -حين يباركهن عزيز الصحراء وحامي الأرض و السماء مولانا طيّبنا ظله بالماء .......- التصحر عن بلادنا ، لذا تقضي الإرادة السلطانية بأن تسارع كل فتاة عذراء شقراء للتسجيل عند حاجب أدام الله ظله ، قيل : خرج الدرك كنمل سليمان يتقصّى كل بيوت الوطن ، وإذا وجود بيتاً فيه بنت شقراء عذراء لم تسجل سلخوا جلد أبيها وأطعموا كلابهم فخذي أمها حية ، مما جعل الجميع يبادر إلى التسجيل

حكى أحدهم أن هناك أطفالاً شقراً عرضوا خدماتهم ، بل راحت الكلبات الشقر تسلخن جلودهن في مشهد موجع خوفاً من دفع ضريبة الانتماء ..... لكن المصيبة .... أن العدد لم يكف ..... اقترح قائد الأمن أن يخضعوا الشبان الشقر لعمليات جراحية لتغيير جنسهم ، وعندما اكتمل العدد فرح فخامته كثيراً ، لكنه اربدّ فجأة،و قال الاختبار الحقيقي لمحبة الشعب لقائده تبرز يوم موته ، خاف مجلس الحكم حتى تخشبوا ، صرخ ... ، فخاف قائد الاستخبارات الذي تأبط خبراً لاشك أن مولاه سيرميه بصاروخ بسببه ...... قيل : تنكر الزعيم بثوب خادم ... وراح يراقب إعلان خبر نعيه

وكم كانت مفاجأته صاعقة، إذا لم ير رجلاً واحدً غير عسسه وحاشيته ، لم يبق في الوطن إلا النساء يتلفعن السواد حداداً على بكارتهن ، وكنا جميع حتى السوداوات اللواتي لم يقربهن .. يبكين أمام الكاميرا ، ويذرفن تماسيحه الحسنى ميتة ، ثم ينتحين جانباً ليسيغن عليه آيات الشتائم المخجلة ، جنّ جنونه .. أراد أن تصفق امرأة واحدة من دون أن تلعن فخامته سواء كانت رجل فقد عذريته أم أنثى ، أحرجه داء السكري الذي لم يكن أشقر لكنه بدأ يعلن عصيانه ، دخل أول مرحاض ، فلطم فخامته مشهد صوره التي كانت تقدّس وبها الناس تتبرك ، هرول نحو قائد الحرس ، لكنه لم يأبه له عربد وشتم ، فلم يفلح بأن يستعيد ولاء أي من حاشيته المنشغلين بالخطب الفاحمة عن فظاعة فقدانه ، ... عاد إلى القصر .. فرفسه أقصر حرسه شاتماً أمه وكل سلالته الكريمة فيما مضى، ابتعد قليلاً يحسبها ، وراح يلحق بجنازته نهره أحد المخابرات صفق ياحيوان ..حينها استدار خلفه .. ليفلت فهو غير قادر على كل هذا التمثيل في الندب ، أحس بجلد شعبه وصبره .. كما شعر بعظمة إنشاء المعهد المسرحي ، لكنه تذكّر أن مقاعده لا تكفي كل هذه الجموع .. فمن أين تخرجت من دون رسوب بدرجة مرتبة الشرف ، وتذكر أن طلاب المعهد لم يحملوا أية مادة ، وتذكر أن كل بنات شعبه الشقروات حملن ... لكن لم تنفعه الذكرى ، رأى بأمّ عينه ..

جيوش جيران بلاده تتنزّه في شوارع بلده من دون أية مقاومة .. صرخ بقائد جيشه الذي لم يقو على الفرار لعجزه عن حمل مافي صدره ورأسه ومؤخرته من نياشين وأوسمة .. هذا وطنكم أين رجالك ، فبصق عليه بعجلة من دون أن يعرف أنه استطاع مرة واحدة أن يكون جديراً بوسام ، وقال له : أيها الإمعة فخامته حوّل كل الرجال إلى نساء شقر دائمات الحيض .. أبهن أردّ أمريكا، فما فتئ أن رمت الجماهير التابوت في قمامة زنخة جداً ، ولأن الكلاب هي وحدها بقيت تعرفه من رائحته .. هرولت إليها جرّته إلى التابوت حشرته فيه .. و واحت تشيّعه بنباح جنائزي ، بينما كانت النساء يجدن في التابوت ستراً ليقضين حاجتهم، إذا أغلق الاحتلال المراحيض ، قبل يغرق بآسانة مائهن ، رأى أرض وطنه تنبت شَعْراً يطول ويطول حتى صار وطنه رأس امرة يتطاير شعرها في الريح والجنود تتسلق أفخاذها متوالين على اغتصابها وهي تولول بالروح بالدم.

فرك عيونه رأى أكبر تماثيله ، تهرول نحو ضريحه الذي أعده ولم يشرّفه ، واستراح هناك مع امرأة يعرفها لاكما يعرف العذراوات، قيل أنها خبأت خلانها في جوف التمثال .رددّ بكل الأحول أفضل من أن تندثر ذريته...... لذلك قالوا مات ولم ينكّس لكن نكّسوه ...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى