الأربعاء ١١ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم ذكرى لعيبي

بشارة الأحمر

تقبض على كيس صغير وتجوب أزقة المدينة، تطرد الغفوة وسكون الروح.. تُرى ماذا يحتوي هذا الكيس؟
ايُّ سحر سيغير الحياة ويجعلها امرأةً ذات كيان؟!
ماذا يعني نور الوجه الذي سيجذب الكثير من الرجال!
وأي رجال؟!
 
- تحاولين!
- متى؟
- قبل بزوغ الفجر بدقائق.
تبتلع الغصات، أكذوبة المرأة العجوز وتمسك الكيس بكل ما تملك من قوة.
تخبئه في ممر الريحان كأنه سحر صدرها خشية أن يراه أحد.
لم تكترث للعالم حين اغتصب صباحاتها.. فالصبح القادم سيكون مختلفاً.
قالت لها:
كوني قوية، فالفعل يحتاج إلى رأس ديك أسود!
اهتزت حبالها الصوتية وتهاوت الكلمات. تمتمت:
- أ لا ينفع يا حاجّة.......، (قاطعتها):
- قلت لكِ: ديكٌ أسود لم يلامس أي دجاجة! تذكري جيداً شرط أن.....
- نعم لم يلامس أية دجاجة!!
كيف لها أن تعرف ذلك؟! هل ترمز إلى ديك عذري! أو ديك عقيم -كشهريار -، العجوز ليست حكيمة مجازات ولا حكيمة زمانها التفاصيل والمسألة كلها تحتاج إلى محض السرية، كما توحي الشمطاء، كي تعطي للعمل -كما تدعوه النساء، مهابة السحر!.....
كيس الحناء؟ أم علك الماء؟ أم ذاك البخور الذي جاء من بلاد بعيدة، ربما تقصد (بخور جاوه )!
أي كيس هو رحابتها...؟ كيس العجوز، أم كيس الفرج!؟ أو كيس الفرح.. بين الفرج والفرح محض نقطة في رسم الكلمة، لكن أين الفرج بعد هذه العتم وهذا العقم المزمن وتلك العذريات القسرية؟!
ها هي تمشي صوب وحيها، أخذت قلبها بيدها...
- انتظرني!..
صرخت،كأنها تعرف أنه يستمع دقات رغبتها تبوح وتعلو.
و.........زفت بشارة الأحمر!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى