الأربعاء ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٤
بقلم أشرف بيدس

بقايا امرأة

وصلنى. وصلنى خطابك المترهل المنتفخ بالهواء. قرأته.. لم أفهم شيئاً. أعدت قراءته مرات ومرات. فسطورك الخائفة المفزوعة المترددة تهرب من الكلمات، وحروفك البائسة الخاضعة تئن من فرط ضياعها وتشتتها، معانى تبحث عن جمل صريحة مفيدة دون جدوى. وأعذار واهية كعادتك. ومحاولات للتبرير فاشلة ومتدنية، لا تقنع طفلا.

رسالتك يا عزيزتى عاجزة ومكبلة، لا تحمل دفء الأحاسيس، ربما فقدت الإحساس والتمييز، جاءت بعد طول غياب تتسكع على رصيف توسلاتى. وتحاول أن تتسلق أسوارى بلغة ركيكة هابطة، وبأساليب رخيصة، وحكايات ملفقة، كوجهك المستعار وقلبك الاسفنجى، كنت أعتقد بأنك بارعة فى الكذب، لكنى أصبت بخيبة أمل.

كان غيابك بمثابة صدمة، كادت أن تحطمنى، حتى وصلنى نعشك، أقصد خطابك، وبعد قراءة المقدمة الطويلة المملة التى تبعث على الضجر والسأم والإشفاق، تمنيت لو لم يصلنى. كى تظل صورتك عالقة بذهنى، حتى ولو على سبيل الذكرى.

ربما تناسيت أننى من علمتك كيف تتكلمين وتشعرين؟ ولأنك غبية لم تدركى أننى أكثر الناس مقدرة على فهمك، وكشف خداعك. حاولت أن تمارسى معى تلك الألعاب الساذجة، ولم تشفع لغتك المكسورة، بل كانت دليل إدانة وقرينة اتهام على أنك أسوأ وأغبى امرأة فى التاريخ.

لا عزاء. انقضى زمانك. وأسدلت الستائر على آخر مونولوج فكاهى، لم يستطع أن يخرج ضحكاتى، بل نلت ما تستحقين من لعناتى، ربما يكون ممكنا فى ظروف أخرى، وفى زمان آخر، وفى مكان آخر، وبالتالى مع شخص آخر، بشرط أن تتخلى عما تتصفين به من سطحية وبلاهة وسوء تقدير، أما أنا فمن الصعب أن أتجرع تلك الكأس الملوثة مرة أخرى، فأنت يا عزيزتى امرأة من يصادفها فى أحلامه، لا يملك سوى الاشمئزاز والفزع منها. ولا يتمنى أن يراها فى صحوه مرة أخرى. فإذا أردت أن تقتحمى نومى مرة أخرى، فأعدك بأننى لن أنام.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى