الخميس ١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٣

بي امرأة هاجرت من عروقي

شعـر: نبيـلة الزبيـر- اليمـن


بي امرأة هاجرت من عروقي

وأسألها أن تعود

أجمّد نصف نهار حياتي

أسألها أن تعود

أعانق أقصى تضاريس نفسي

ألملم أبعادها المستحيلة

أناول كأسي هدير الرياح

وأحفر في الطيف وجها

لمدّ انتباهي

وللذاكرة

أسماء أبنائي المقبلين

أسماء أمجادي الغابرة

وأسألها باحتقان وجودي

أسألها أن تعود

أرتشف البرق،
والمطر المتعصبَ

أسلم وجهي لسيف الرعود

أعنى بترتيلِ

أرواح أشواقنا الشائكة

***

بي امرأة قررت أن تسافر

بمدِّ السنين الصعاب

ومد الحنين

قررت أن تلد

أمة مستحيلة

أن تموت

علّها تستردّ الولادة

قررت أن تسافر..

فهل يسمع الغيث قطر المواجع..؟

هل ترجع الريح طعم التراب..؟

على أي أرض هنا نتعانق

وهذا المدى يتثاءب

بأجفان عشاقي المترفين

وأعصاب أشواقنا الخائرة

بي امرأة قررت أن تفارق

لتمضي بأزمنة الانبهار ،

مائية الصوت والاستجابة

بأحلى عيون تجيد المخاضَ

و أحلى عيون

تماطرت العشق مثل السحابة

أنبتت العشب بين المآقي

أنبتت النار بين الكتابة

***

بي امرأة ساءلتني الممات

لأني اهتممت

بأعياد ميلادي السابقات ،

وذكرى زواجي ،

وأسماء أمي ،

وما ينجب الليل من أزمات

***

بي امرأة قررت:

أن تعيد اهتمامي

بشكل عيوني

وما بعيوني من الأمم المستقيلة

و من لؤلؤ شاقّني وتوفى

وما بي من العهد قبل الوفاة

قررت أن تعيد اهتمامي

بأضحى النساء اللواتي عشقنَ

اللواتي فرغن من الصبر

متن انتماءً لتفاحة معطبة

قلن الكثير عن الشوق والانتظار

عن العشق قبل التساقط

عن أمنيات أتاها الكساد

ولازلن يأملن في
المقربة

***

قررت أن تعيد التزامي

بمدِّ البحار

وأن يصنع الغيم من راحتيَّ

تضاريس خبزٍٍ

أن تصنع الشمس من قاع رأسي

بلادا تديرُ ،

وأخرى تدار

***

بي امرأة هجرتها القصيدة

وحلم توارث

جرح توارث

ثأر سيبقى بأطلال نفسي

ينبتني امرأة من دفاتر

***

بي امرأة هاجرت من عروقي

لتلقى سماءً ودودا

وغيما ولودا

وترجع بي شهرزاد جديدة

وأسألها أن تعودَ

فكل الرسالات والأنبياء

عند وأد الحقيقة كانوا شهودا

ليس إلاّ - شهودا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى