الأربعاء ٩ شباط (فبراير) ٢٠١١
بقلم فلاح جاسم

تـَمرّد عاشق عربي

في مدينتي تذوب الأرصفة مساءا، وتبدو لي مقفرة، ابتعدَ الجميع، لم يروا من أتحدث عنها، ظنوها مجرد فتاة من دخان، أو ضباب، مجرد خيال، صبوة مجنون.. هؤلاء المغفلون لم يروا وطنا جميلا، ومدينة أسمها (أنتِ) ، تفوح بعطر أنثوي جذاب، لم يروا لوحة لوجه لا يشبه الوجوه، لكن الجميع ودوا لو كانوا شبهه، كل ما تمعنتُ فيك أكثر، تقرأني شفاهك بالتفصيل حرفا، حرفا، كطفل يتعلم تهجئة الحروف..

على الرغم من تجاهلك لي في بعض الأحيان، إلا عواطفي جماهير غاضبة، تحتشد بجنون..لا تنكفئ عن محاولات اقتحامك أيتها القلعة، من أين لي بمحاربين عتاة كفرسان الإغريق، (أغاممنون) أعلن استسلامه، و(أخليس)، سقط صريعا، رافعا كاحله، كناية عن موته.
لكني عنيد لدرجة الجنون، مهما أطلقتِ من كلماتك المسيلة للدموع، فلديّ الكثير من بصل العناد المضاد، الذي يجعلني قادرا على مواصلة احتجاجي السلمي، ومطالبتك بإصلاحات عشقيه عاجلة، بالطريقة التي تريدين.. مهما أطلقتِ من أعيرتك المسيلة للدم، ولِسِني العُمر، لن أخاف، حتى لو كانت دقة التصويب عندك موجهة بالليزر، وعليها ضمان الوكيل، لثقته بفتكها.. قلبي مقدام وسيموت في محراب عشقك، هاتفا بسمك، لكنه يريد سقوطك في حضني كتفاحة نيوتن، لكن تفاحة حواء ألذ طعما، وأشد جاذبية .. قلبي لن يكون جبانا، ويطلب اللجوء السلمي إلى أي مكان أخر، لأنه لكِ وحدك.. ولن يحاول الفرار، فكما قال المتنبي : "إن لم يكن من الموت بد فمن العار أن تموت جبانا"، وأنا أقول: من الأفضل أن تموت عاشقا نازفا حتى الجنون. أيتها الدكتاتورة، سأواجهك بقلبٍ عارٍ إلا من عشقي لكِ، لن ألبس شراييني دروعا مضادة للرصاص. تركتُ باب قلبي مواربا، علـّكِ تودين الرحيل، كي أجد لكِ عذرا في التسلل خارجه، لكنك أقفلتِ جميع الشرايين وتغلبتِ على قسطرة الخيانة.. أحبك يا غابة من الشفاه الوردية.

أيتها الفاتنة، القاتلة.. أغمضتُ عينيّ وشربتك جرعة واحدة، كالدواء، لكني لما أشفى منكِ، بل ازددتُ سقما، لا شفاء من الجنون والحب .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى