الجمعة ٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٦
بقلم رولا عبد الحميد

تمثال... وسط المدينة

حجر
الغيم والريح والشجر
المواسم النيازك
السماء والقمر
وأنا تمثال وسط المدينة
عيناي ياقوتتان وقلبي مرمر
ويدي سبيكة نحاس
فيها وردتي جفت
وجهي رخام
ينأى عنه الضوء
وإذ اقترب تكسر
صحيفتي بفمي
منها الحمامات
ماتنفك تسيل
أُقرِئ المارين حماماتي
فيقهقهون
فما هم بقراء
هم حجر
••••••••••
حجر
الحب، الفرسان، الأكاليل
وأنا حجر
لا أملك من اللحم
سوى الثآليل
وأطفالي بشر
يمسكون بثوبي
والثوب جليد
يلهثون إلى صدري
والدرب صقيع
الأغنيات بين شفتي عذبة
وحينما تنداح
تكسوها الرمال وتموت
••••••••••••
حجر
النوم ،السرير ،النافذة
شعاع الشمس فوق المائدة
وأنا نصب
لامرأة نعلاها صخرتان
وشريانها
نافورة تجمد ماؤها
اتكأت على ظل الجبل
وصدح الوريد
من يأتيني بماء معين؟
•••••••••••••
أبتسم فيخرّ الجبل
فلبسمة الحجر زلزلة
وللحروف
وهي تكر وتفر في خلدي
صهيل وغمغمة ودمع وتبسم
ولتلك الزيتونة
التي تنهض في روحي
استجداء للحقل
للضوء للحب والقمر
فأنا لست حجر
••••••••••••
/رولا مصطفى عبد الحميد /


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى