الاثنين ٢ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم عمر حكمت الخولي

جتى الجنان!

إلـى الحـياةِ بأســرِها
إلى امرأةٍ اختصرتِ الكونَ
فكانــتْ......... أمِّـي

عَزَفَ الوُجُوْدُ عَلَى شِفَاهِكِ لَحْنَا فَتَرَاقَصَ اسْمُ الكَوْنِ قُرْبَكَ قَرْنَا
وَتَهَيَّأَ الرَّحْمَنُ قَلْبَكِ مَوْطِنَاً مَا كَانَ في آيِ السَّمَاءِ يُمَنَّى
هَلْ كَانَ حُبُّكِ يَا جَمِيْلَةُ مُجْرِمَاً حَتَّى جَمِيْعَاً في غَرَامِكِ مُتْنَا؟
أَمْ كُنْتِ سَيِّدَةً يُقَدِّسُهَا الهَوَى فَسَمَا هَوَاكِ إِلى البَعِيْدِ فَتُهْنَا؟
أَتْقَنْتُ حُبَّكِ مُذْ خُلِقْتُ، وَإِنَّنِي قَدْ كُنْتُ أَرْغَبُ عَنْ جُوَارِكِ مُضْنَى
وَعَلِمْتُ أَنَّكِ يَا جَمِيْلَةُ غَايَتِي مِنْكِ المَصِيْرُ يَوَدُّ لَوْ يُتَبَنَّى!
كَمْ كُنْتُ أَكْفُرُ بِالنَّعِيْمِ! وَكَمْ أَرَى في هَذِهِ الأَيَّامِ قُرْبَكِ مَنَّا!
مَا كُنْتُ أَعْبُدُ يَا جَمِيْلَةُ خَالِقَاً فَالكَوْنُ عِنْدِي عَالَمُ قَدْ جُنَّا
بَلْ لَمْ أَدِنْ يَوْمَاً بِدِيْنٍ لِلْهُدَى لا اللاَّتُ، لا (طَهَ) وَلا (يُوْحَنَّا)!
وَاليَوْمَ أُدْرِكُ أَنَّ مَاضِيَّ انْقَضَى وَثِمَارُ زَرْعِكِ في القَرِيْبِ سَتُجْنَى
كُلُّ القَصَائِدِ في هُيَامِكِ لُحِّنَتْ فَتَسَاءَلَتْ: "بِاللهِ كَيْفَ أُغَنَّى؟"
مَا دَامَ بَاسْمِكِ حَرْفُ عِشْقٍ وَاحِدٌ تَبْقَى الذُّنُوْبُ عَلَى صَلِيْبِكِ تَفْنَى
أمَّاهُ يَا وَطَنَ انْبِعَاثِ قَصَائِدِي إِنَّ الوُجُوْدَ عَلَى مَدَاسِكِ يَهْنَى!
أُمَّاهُ أَيَّتُهَا السَّمَاءُ تَمَجَّدِي يَا مِنْ بِلا إِحْسَانِكِ اسْتَسْلَمْنَا!
أَشْرَبْتِنِي حُبَّ الحَيَاةِ فَزِدْتِنِي طَمَعَاً بِمَجْدٍ في الخُلُوْدِ يُكَنَّى
وَزَرَعْتِ في قَلْبِي الطُّفُوْلِيِّ الهَوَى وَقَرَأْتِ لِي قِصَصَ الخَيَالِ وَفَنَّا
عَلَّمْتِنِي أَلاَّ أَذُوْدَ تَعُصُّبَاً فَاللهُ مَا حَصَرَ الكِتَابَ بِـ(مَشْنَا)!
عَلَّمْتِنِي أَلاَّ أُحِيْلَ قَصَائِدِي لِلْخَوْفِ فَالإِنْسَانُ فِيْهِ تَدَنَّى
وَطَلَبْتِ لِي غُفْرَانَ رَبِّكِ في الضُّحَى فَعَلِمْتُ أَنَّ الكَوْنَ بِاسْمِكِ يُبْنَى
أَرْجُو جِوَارَكِ في الحَيَاةِ وَإِنَّنِي يَوْمَ انْبِعَاثِي ظِلَّهُ أَتَمَنَّى!
مِنْ غَيْرِ عَطْفِكِ يَا سَنِيَّةُ عَالَمِي صَرْحٌ يُهَدَّمُ لا يُزَانُ بِمَعْنَى
لا صَحْبَ لِي، لا حُبَّ لاقَ بِصَبْوَتِي وَالصَّمْتُ في أُذُنِي عَلَيَّ تَجَنَّى
لَوْلاكِ يَا طُهْرَ المُقَدِّسِ في العُلا مَا رُمْتُ أَمْسِي أَوْ غَدَاً يَتَثَنَّى
مُسْتَقْبَلِي وَقَصَائِدِي وَمَشَاعِرِي وَأَنَا، لَكِ اخْتَرْنَا الفِدَاءَ فَدُمْنَا
وَاللهِ لَوْ قُطِعَتْ يَدِي اليُسْرَى، لَكَمْ أَرْجُوْ فِدَاءَكِ أَنْ تُتَبَّ اليُمْنَى!
أُمَّاهُ يَا وَطَنَ الفَضِيْلَةِ إِنَّنِي كَالأَرْضِ أَرْجُوْكِ السَّلامَ لأَغْنَى
أَعْلَنْتُ تَوْحِيْدِي، فَحُبُّكِ جَنَّتِي وَجَنَى الجِنَانِ كَمَا الوَرِيْدِ وَأَدْنَى!

من ديوان: عندما زرتُ القدر


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى