الأحد ٢٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٨
الفنانة التشكيلية سناء شريف بدوي ت

جسد في لوحاتها روح الطبيعة

عبد المجيد رشيدي‎

انجذبت التشكيلية المغربية سناء شريف بدوي، دائما إلى الألوان الزاهي، وهو ما يعني كل شيء لها، فهو يعطيها الشعور بالطاقة والحب والسعادة والرغبة في الرسم التي يمكنها من الشعور بأنها على قيد الحياة.

سناء شريف بدوي فنانة تشكيلية، تعرف كيفية التعامل وإستخدام الأشكال والنماذج بطريقة منظمة، ازدادت بمدينة العرائش شمال المغرب، وبعد دراستها الابتدائية والثانوية، تابعت تكوينها بأكاديمية الفنون التشكيلية، لمدة ست سنوات، عشقت سناء الطبيعة كثيرا، وعشقت معها تراث وتقاليد بلدها الحبيب، كما عملت على الكثير من المشاريع التشكيلية، حيث يبقى الرسم هو مصدر إلهامها، ومنذ أن أصبحت أم أدركت مدى أهمية ومعنى أن تعلم أطفالها معني الحياة الجميلة، المفعمة بالحب والود والسلام .

بين الخيال والواقع والحب في عالم الفنّ التشكيلي ، قصة ترويها لنا التشكيلية سناء شريف بدوي في حوار شيق ومتميّز.

كفنانة تشكيلية ماذا ترسمين ولماذا؟

عندما أرسم لوحاتي أدرك أن الموضوعات التي غالبًا ما تظهر للمتلقي والمشاهد هي الطبيعة والمرأة المغربية الريفية، هذه مواضيع دائما معي وترسم في لوحاتي، كما تبقى عزيزة على قلبي لأنني أرى في المرأة عدة رموز مثل الشجاعة، وغريزة الأمومة، والفخر ، هذا ما يشدني ويلهمني.

ألوانك مبتهجة، ما السر في ذلك؟

كما قلت لكم أنني من محبي الحياة، وأحب الألوان الزهية، وأريد أن أرى كل ماهو جميل واستكشاف كل شيء رائع، والحمد لله أن الطاقة التي تنبع من لوحاتي تشهد على رغبتي في معرفة كل شيء، والتعرف على ما هو مفيد لي.

ما هو دافعك للرسم؟

كان لدي دائما اتصال مع المجتمع الفني على الرغم من أنني اتبعت مسارًا أكثر تقليديا في البداية، لطالما استمتعت بمساعدة بناتي في فنونهم البصرية، وكل ما يتعلق بالفن بصفة عامة، لكن ما دفعني إلى البدء من أجل هذا الفن الجميل هو رحيل ابنتي الكبرى إلى الخارج لدراستها، ابنتي هي أفضل صديق لي وسفرها ترك فراغا كبيرا وهذا الفراغ جعلني أعبر عن نفسي بشيء يناسب نفسيتي والحمد لله تجسد في لوحاتي.

هل أنت فنانة سعيدة أم حزينة؟

بدون أي تردد أود أن أقول أنني فنانة سعيدة على الرغم من أننا جميعا لدينا لحظات من الحزن، والعديد من الفنانين العظماء يستلهمون الفن من هذا الحزن، أود أن أقول أنه على العكس أنا أرسم عندما أكون سعيدة.

متى ترسمين وماهو إحساسك عندما تكتمل اللوحة؟

أنا غالبا ما أرسم في الصباح أو في منتصف النهار ما بعد الظهر، أحيانًا يمكنني قضاء أكثر من 7 ساعات متتالية في الرسم دون كلل أو ملل، عندما أنتهي من الرسم أحس بالفخر والسعادة تغمرني خاصة عندما أشارك هذا العمل مع عائلتي الصغيرة.

هل يحضر الحب والسلام في لوحاتك؟

الحب والسلام شيئان عظيمان كنت أؤكد عليهما دوما في تعليم أولادي، من الواضح أن هذه من العناصر المهمة في الحياة التي أسعى أيضا إلى الاعتماد عليها في لوحاتي.

الفن التشكيلي كما تعلمين فن شخصي، وما يحبه البعض لا يعجب البعض الآخر، كيف تتعاملين مع النقد السلبي؟

أنا أستمع دائما إلى آراء المهتمين بتجميع الأعمال الفنية، حول ما يعجبهم وما لا يعجبهم، ولكن كفنانة أيضا أحب الاستماع إلى قلبي ومشاعري وما أريد أن أرسم وكيفية التعبير عن نفسي، كي يكون تعبيري صحيحاً وبدون نقد سلبي.

هل لديك أي معارض قادمة؟

لقد انتهيت مؤخرا من مشاركتي في معرض كبير في المكتبة الوسائطية بالدارالبيضاء، والمعرض القادم سيكون في المركب الثقافي سيدي بليوط بالبيضاء يوم 28 من شهر دجنبر الجاري، ثم معرض دولي للفنون التشكيلية بفرنسا بداية 2019.

كلمة أخيرة؟

الفن انضباط واتزان، في الفن كما في الأخلاق، لا يحدث الإلهام بأعجوبة فجائية وإنما هو رأس مال يتجمع تدريجيا، وهذا ما سأبقى أطمح إليه، كما أتمنى التوفيق لجميع الفنانين والفنانات داخل المغرب وخارجه.

عبد المجيد رشيدي‎

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى