الخميس ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٥
بقلم حسام صبري

جهاز إسرائيلى يعري النساء الفلسطينيات

كعادتى حين أعود إلى المنزل وبمجرد دخولى أقوم بفتح جهاز الكمبيوتر الذى يستغرق عدة دقائق كى يصبح جاهزا للانفتاح على الدنيا من خلال شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت ) أقوم خلالها بأخذ حمام سريع غالبا وتناول الغذاء سريعا ، ثم أجلس فى لهفة لأطالع رسائلى الإلكترونية والتى نادرا ما تكون رسائل خاصة من أشخاص يعرفونى تحديدا ، وإنما أغلبها تكون رسائل إعلانات عن منتجات أو مواقع أو مسابقات أو حتى عن بريد إلكترونى آخر...

و قد اشتركت فى الآونة الأخيرة بعدة مجموعات بريدية تصلنى منهم بانتظام رسائل جلها مفيد

.....جهاز إسرائيلى يعري النساء الفلسطينيات....

طالعت العنوان فاهتز جسدى كله كمن تلقى صفعة على وجهه فدخلت فورا على هذا الموقع كى أجد موضوعا قصيرا يتحدث عن جهاز تستخدمه وسائل الأمن الإسرائيلية عند معبر رفح .. يحدد صورة الجسد البشرى تحت الملابس دون الحاجة لخلعها فتظهر بسهولة أية أسلحة أو متفجرات على هيئة انبعاجات واضحة..

و أن الجهاز متعارف عليه دوليا و يستعمل فى مطارات عدة دول ..

حاولت أن أقنع نفسى أن الأمر لا يتجاوز تحديد للجسد على شاشة الجهاز و لا يعنى هذا أنه صورة ملونة مثلا لأجساد النساء ... إنما هو مجرد تحديد ..

و استرحت لهذه الفكرة .. فهم لا يجرءون على فعل فاضح لنساء فلسطين ، يمس شرف الأمة كلها ....

.. هكذا أقنعت نفسى ...

فى المساء... جاءت والدتى و أختى الصغرى لزيارتى محملين بالفطائر التى أحبها و حين نزلت بصحبتهما كى أوصلهما بسيارتى إلى المنزل الذى لا يفصله عن منزلى سوى محطة واحدة ..

استوقفنى رجل أمن بملابس مدنية بصحبة مجموعة من العساكر فى كمين صغير عند أول الشارع ..

فابتسمت له موضحا أنى ساكن بالمنطقة أقوم بتوصيل الحاجّة ..

جاوبنى بأن مدّ رأسه داخل السيارة متطلعا لأختى الجالسة بالخلف..

أحسست أن نظراته تخترق جسد أختى من فوق ملابسها الكثيفة فرفعت يدى بحركة عصبية كى أجعلها حاجزا بينهما ، ثم أوضحت فى لهجة من نفذ صبره

أن هذه أختى فهل هناك مشكلة !!

عدت إلى المنزل وحين كانت زوجتى ترتدى قميص النوم كنت أنا أفكر : ماذا لو استخدم ذلك الرجل مع أمى وأختى الجهاز الإسرائيلى إياه ؟

ثم نظرت إلى زوجتى الراقدة بجوارى ..

ماذا لو استخدموا ذلك الجهاز على زوجتى ؟

.. وجدتنى أشتعل غضبا .. ولم أملك إلا أن أميل على أذن زوجتى هامسا لها قبل أن تنام : - ادع لأخواتك فى فلسطين .

(انتهى )


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى