الجمعة ٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٦
بقلم فاروق مواسي

جولة لغوية

لغوي

يكرر "متفاصح" خطأه، وهو يلفظ "لَـغَويّ" (بفتح اللام) بدل لُـغَـوي (بضم اللام)، مع أنه يعرف أن النسبة هي لكلمة (لُـغَة).
صوّبته المرّة تلو الأخرى، وهيهات!

يقول : لَغوي، لَـغويون، لَغويين... حتى ضقت ذرعًا من الأستاذ- وقلت له: ذكّرتني بمُلحة سبق أن قرأتها.

ذكرتني بما قاله الذكر الحكيم: إنك لَـغَويٌّ مُبـِين – القصص 18 ومعنى الغَويّ الضال المنقاد لأهوائه.

ترى، هل سيظل على تكرار فتح اللام؟

الشيء بالشيء يُذكر:

ورد في (مجمع الأمثال) للميداني هذا المثل:

لا يَـرى لِـغَوِيٍّ غَـيًّا

يُضرب لمن لا ينكر الضلالة ولكنه يزيّنها لصاحبها.

(هل تذكرون المثل الشعبي: فــ... المليحة ما له ريحة؟)

من الشعر الذي أورد (لُـغويّ) أذكر من القديم ما قاله علي الربعيّ:

أمادحَه استيقظْ فشِعرك وافدٌ *** على لُغويٍّ شاعرٍ ناقدٍ نـحْوي

(انتبه لتسكين الحاء، فالخطأ الشائع أنهم يفتحونها، فيلفظون نحَـوي، والصواب: نَـحْـوِيّ).

ومن شعر المعاصرين قول علي الجارم:

وهو إن شئت حافظ لُغَـوِي
كلمات القاموس من كلماتهْ

أما (الغَوي)- بفتح اللام- فيحضرني فيه قول عمر بن أبي ربيعة:

أو يكن أمسى تقيًا قلبُه
فلعَمري إن قلبي لَغَـوي

(أليس هذا الوصف يذكّرنا بما قيل فيه إذ تزامن يوم ولادته ويوم وفاة الخليفة عمر الفاروق= إي حق رُفع، وأي باطل وُضع)؟

بقي تخريج واحد للفظة- لَغوي (بفتح اللام)، وهو أن ننسب الكلمة لـ (لَـغا)، واللَّـغا هو القبيح من القول، والفحش، فمن قول الراجز - العجّاج:

ورُبَّ أَسْرابِ حَجيجٍ كُظَّمِ
عن اللَّغا ورَفَثِ التَكَلُّـمِ...
وأيًّا كان الأمر في معنى الضلالة أو في معنى فحش القول في فتح اللام،

فإن الصواب هو بضم اللام، وأن نقول "لُغوي".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى