الجمعة ٧ أيار (مايو) ٢٠٢١
بقلم رندة زريق صباغ

حارة القبّة

شكراً لاحترام عقول المشاهدين

بعد أن أبدعت كل من العظيمة شكران مرتجى والمذهلة سلافة معمار في مسلسل "وردة شاميّة" في موسم سابق، ها هما تعيدان لنا الثقة بالممثل العربي عامة والسوري خاصة من خلال مسلسل "حارة القبّة".

قد يأخذنا الاسم للمسلسل المصري بطولة جمال سليمان ومنى زكي "أفراح القبّة" عن رواية العملاق نجيب محفوظ، اعتقدت بداية أن العمل نوع من محاكاة أو تقليد أو ربما دعوة للانتشار على حساب نجيب محفوظ، ليؤكد المسلسل أنه ذلك مجلرد تشابه أسماء.

حارة القبة عمل تاريخي اجتماعي يصنّف من أعمال البيئة الشاميّة التي فقد معظمها البوصلة والفكرة لتتحول لمجرد أحداث فارغة وأجزاء متتالية لا نفع منها وإنما ضرر اجتماعي كبير ومن هنا بات القلق من هذه الأعمال التي أصبحت موضة سورية كما كانت المسلسلات البدوي الأردنية في مرحلة سابقة.

يكفي أن القديرة الشابة رشا شربتجي هي مخرجة هذا العمل، وكانت قد عودتنا كل موسم على أعمالها الضخمة، الجريئة والمتميزة بطرح الواقع المؤلم بأسلوب يحترم المشاهد وهو ما بتّ أبحث عنه بالشمعة كما يقال، رشا ابنة المخرج المخضرم العظيم هشام شربتجي الذي أتحفنا بمسلسلات جميلة لن ننساها خاصة الكوميدية منها، بالتالي (فرخ البط عوّام) تسير رشا على بوصلة وخط والدها من حيث الخيارات والتنفيذ.
الأستاذ عباس النوري بطل حارة القبّة هو الاّخر أبدع بالأداء وهذا ليس بالغريب عنه طبعاً. كلمة حق لا بد وأن تقال عن كل طاقم الممثلين، التصوير، الاضاءة والموسيقى التصويرية، شكرا لكم جميعاً لاحترام عقولنا في هذا الزمن الدرامي الرديء.

شكران مرتجى الفنانة الحقيقيّة حتى النخاع التي تضيف ثقلاً نوعياً لكل مسلسل تشارك به فتكون هي البطلة الحقيقية بالفعل، أنا شخصياً لا زلت بانتظار مسلسل من بطولة شكران مرتجى المطلقة، فنحن نستحق عملاً من بطولة هذه العظيمة التي أدهشتنا في كل أدوارها حتى الصغيرة منها لدرجة تنسيك أنك أمام مشهد تمثيلي، نادرة هذه المقدرة وعظيمة، هي فلسطينية حاصلة على الجنسيّة السورية ولم تغادر البلد رغم الأحداث الصعبة.

سلافة معمار تلك الجميلة المذهلة التي تثلج صدرك بأدائها كل مرة من جديد بعيداً عن جمالها الأخاذ الذي لم تعتمد عليه يوماً، أم ذهب من طليقها الممثل والمخرج سيف الدين سبيعي تعتبر من القلائل اللواتي لم يفقدن بوصلة الاختيار والأداء.

كل ما أرجوه أن لا يحذو "حارة القبة" حذو "باب الحارة" من خلال كثرة الأجزاء واضمحلال الطرح والأفكار الجيّدة، فخمسة أجزاء مقررة لحد الاّن أتمنى أن لا نخذل بالمواسم القادمة فقد بنى محبو الجدية في الطرح اّمالا على هذا الطاقم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى