الثلاثاء ٢١ نيسان (أبريل) ٢٠٢٠
بقلم هاتف بشبوش

حال العرب، وصراعُ الصدفةِ والإيمان...

الطاعون الذي حصد أغلب أرواح مدينة وهران الجزائرية في الأربعينيات ونقل لنا هذه المأساة الفرنسي الشهير(ألبيركامو) في روايته الطاعون الحائزة على جائزة نوبل، نرى كيف حصل اللغط الكبير بين أهل الصدفة وأهل الإيمان، وهل الله أرسل هذا الوباء نتيجة لفساد الناس أم أنه كارثة طبيعية. واحد من أهل الإيمان وفي حوار تراجيدي يسأل الطبيب (ريو) المسؤول الأول عن مرضى الطاعون: هل أنت مؤمن بالله فتعمل هكذا ليل نهارمتناسياً نفسك، فيجيبه (ريو): من الخير لله ان لا أؤمن به لأنني لو آمنت به لتركت كل هؤلاء المصابين عليهِ وحده يتحمل شفاءهم. وفي وقتها نصحَ الأطباء باستعمال الكحول كما هو الحاصل مع كورونا للتعقيم فهرع الناس بكل مؤمنيها ومدمنيها الى البارات يشربون الخمر لتجنب العدوى والموت وعندها ثار كبار أهل الإيمان على هذه الظاهرة غير المألوفة. ويبقى هذا الصراع مادام هناك رأسمالية جشعة تغذي أساطير الجهل بين بسطاء الناس مثلما قال لي أحدهم يوم أمس بأن فيروس كورونا مذكور في نهج البلاغة للإمام علي. ولذلك نرى المستفيد الأول من هكذا لغط، أصحاب رؤوس الأموال الذين هم أساسا ينتمون الى فرقة الصدفة لكنهم يعملون على أسطرة أهل الجهل والشعوذة عند أهل الإيمان لكي يبقوهم دونما وعي وبهذا يسهل السيطرة على ثرواتهم ونهبها في كل الأوقات....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى