الخميس ٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٧
البنوك الاسلامية

حضارة وتراث وفكر مستدام

الاخضر عزي

نظم مخبر التنمية المحلية المستدامة ومخبر الاقتصاد الكلي والمالية الدولية الملتقى العلمي الوطني الخامس حول دور البنوك الاسلامية في تعبئة الادخارات النقدية في ظل الازمة المالية الحالية بالتركيز على الجزائر واقع، وأفاق جامعة يحيى فارس- المدية- يوم الخميس الفاتح من ديسمبر 2016م

الديباجة:

"هناك وعي جلي المعالم يعبر عنه من خلال التوجه الواعي والعقلاني نحو تنويع مصادر الدخل،اعتبارا من كونه بديلا استراتيجيا حيويا ومستداما عن العوائد المالية المتأتية من صادرات قطاع المحروقات في البلدان البترولية ومنها الجزائر ،حيث ان القطاع المصرفي والقطاع الخاص لا بد ان تكون لهما المساهمة الاكبر في انشاء المشاريع التي تجعل اعتماد الدولة على موارد المحروقات ثانويا يأتي بعد موارد هذه المشاريع. لكن بقي قطاع المحروقات هو المهيمن والمساهم الاكبر في تركيبة الناتج المحلي الاجماليP.I.B ،وبانخفاض اسعار المحروقات منذ منتصف2014م ،انخفضت الموارد من العملة الصعبة بشكل سريع ومخيف وبدئ التفكير في الاستدانة الخارجية ؛مما حتم على الحكومة الاستنجاد بالمدخرات الذاتية المحلية غير الموظفة والمقدرة بحوالي40 بالمائة، من خلال استخدام اداة القرض السندي ورغم مرور اكثر من سنة على الاطلاق لم تؤت الثمار، ويعود السبب-ربما- الى تحاشي الافراد التعامل بذلك وبالفائدة البنكية، بسبب حساسية التعامل بالفائدة اخذا وعطاء، نظرا -على الاقل -غياب نوافذ ادخارية اسلامية في البنوك الجزائرية وهنا طرحت عدة اسئلة ذات الصلة، ابرزها السؤال التالي :هل يمكن الاعتماد على فتح بنوك اسلامية ام نوافذ اسلامية بالبنوك التقليدية لاستقطاب الحجم الاكبر من الادخارات النائمة-الخاملة- لدى الافراد والمؤسسات؟

هذه العبارات الجميلة هي الديباجة المختصرة لموضوع الملتقى العلمي والذي جمع باحثين من كل ربوع الجزائر، حيث قدمت 52 ورقة بحثية جمعت بين: الصيرفة والاستثمار والأسواق المالية الاسلامية ومعايير الاحتراز البنكي ومتطلبات تعبئة الموارد الادخارية المكتنزة والعناقيد الاستثمارية ومعوقات قانون القرض والنقد والبورصة الجزائرية وغير ذلك،وهذا ما لاحظناه بناء على المحاور البحثية المقترحة والمتمثلة في:

مدى مساهمة البنوك الاسلامية في الصناعة المصرفية،سبل تطوير اسواق راس المال الاسلامية،الجدوى من فتح نوافذ اسلامية في البنوك التقليدية،ادارة جودة التمويل الاسلامي،المسؤولية الاجتماعية وحوكمة التمويل الاسلامي،عرض تجارب بعض الدول في فتح نوافذ اسلامية.

والشيء المميز في هذا الملتقى هو ان الاوراق المقدمة صيغت باللغة العربية، مما اضفى جمالية على لغتنا وتفكيرنا العلمي.ولعل محاضرة الاستاذ المقتدر الدكتور عبد المجيد قدي من جامعة الجزائر(03) والتي حملت عنوان:"الاقتصاد الجزائري والحاجة الى الصيرفة الاسلامية" اعطت نفسا حضاريا للحضور خاصة لما استشهد بما جاء في بحث رصين للباحث الجزائري عبد الرزاق بلعباس باحث بمعهد الاقتصاد الاسلامي-جامعة الملك عبد العزيز بجدة- السعودية والذي عنونه:"صفحات من تاريخ المصرفية الاسلامية-مبادرة مبكرة لانشاء مصرف اسلامي في الجزائر في اواخر عشرينيات القرن الماضي."وهذه المقالة التي بنى عليها الباحث بلعباس تعود للعام 1928م حين نادى العلامة الشيخ ابراهيم عيسى حمدي ابو اليقظان(ولد في 05/11/1888م وتوفي في30/03/1973م بغرداية) الى حاجة الجزائر الى مصرف اهلي وقد نشر المقال في جريدة وادي ميزاب الصادرة بتاريخ 29/06/1928م، وهذا تصحيح لاخطاء واردة في تواريخ الوقائع الاقتصادية الجزائرية وكذا وقائع تاريخ الصيرفة الاسلامية التي لا تذكر على الاطلاق هذه المبادرة العلمية الخيرة وتكتفي بمدونات اربعينيات او سبعينيات القرن العشرين من ان سنة 1971م هي السنة التي شهدت تأسيس أول بنك إسلامي « بنك ناصر الاجتماعي» في مصر وقد نص قانون الإنشاء على هوية البنك الاجتماعية، وعلى ان معاملاته لا تخضع للقوانين المصرفية الجاري العمل بها. ثم تلاه بعد ذلك تاسيس البنك الإسلامي للتنمية في جدة.

وبالرجوع الى مقالة الباحث بلعباس سابقة الذكر والمنشورة على صفحات مجلة دراسات اقتصادية اسلامية-المجلد 19- العدد02- نجده يذكر بناء على مقال ابي اليقظان ان هذا الاخير دعا الى انشاء مصرف اسلامي يعمل في الجزائر وفق قواعد الفقه الاسلامي وقد كان لمقالة ابي اليقظان صداها في كل ربوع الجزائر لدرجة انه كانت هناك محاولة لانشاء هذا المصرف سنة1929م والذي اختير له اسم"البنك الاسلامي الجزائري" وقد تم اعداد قانونه الاساسي وجمع الراسمال الاسمي من طرف بعض كبار رجال اعمال مدينة الجزائر من المسلمين لكن قوبل المشروع بمقاومة كبيرة حالت دون بروزه لانه حسب الاستدمار الفرنسي كان سيقضي على نشاط البنوك الربوية والمرابين ذائعي الصيت ولعل ابلغ ما ورد في صدام الشيخ ابي اليقظان مع القاضي الفرنسي للتحقيق الحوار التالي:

القاضي الفرنسي مخاطبا الشيخ ابي اليقظان:"لقد كتبت فصلا في وجوب تأسيس الاهالي لبنك اهلي وذكرت في اثناء ذلك انه يجب استغلال الاهالي لبنكهم محاولا بهذا التفرقة بين الاهالي والفرنسيين" بقراءة سطحية بين سطور سؤال القاطرة او السؤال الفخ -كما يسميه اهل الصحافة- نستشف اختيار كلمات مرتبطة بالدسائس والمكر والتعالي وبشكل استفزازي للتعرف على حقائق ومرام ونوايا.

اما رد الشيخ ابي اليقظان فكان مقتضبا وواضحا:"كلا. لم احاول ذلك وانما بينت انه يجب تأسيس ذلك البنك الاهلي على القواعد الاسلامية خلاف ما عليه البنوك الحديثة ويسرنا من جهة اخرى ان يدخل الشباب المسلمون البنوك الاجنبية حتى يتعلموا النظم المالية لإدارة المصارف بفنون حديثة".......اجابة متحضرة ومتمدنة بينت مدى حاجة شباب الاسلام للاحتكاك في مجالات علوم التسيير والتدبير بدون عقدة عرقية. فالاحرى بشبابنا الباحثين التاريخ فكريا للصيرفة بهذا التاريخ1928م وما تلاه 1929 وهو تاريخ الازمة الكبرى-ازمة 1929م أي ازمة الكساد الرهيب.مع شكرنا الجزيل للبروفيسور عبد المجيد عن هذه الاحالة والشكر موصول للباحث الجزائري بلعباس على هذا البحث التنقيبي في تاريخ الجزائر الزاخر بالأمجاد والإقدام.

توالت المحاضرات والمناقشات بمشاركة كل من رئيس المؤتمر الاستاذ الدكتور سليمان بوفاسة بمحاضرة تحت عنوان :اليات فتح نوافذ اسلامية بالبنوك التقليدية في الجزائر والدكتور رمضاني لعلا من جامعة الاغواط: اثر تطبيق اتفاقية بازل03 على اداء البنوك الإسلامية، اما الاستاذ كمال رزيق فقد تناول موضوع :دور شركات التامين التكافلي في نجاح الصيرفة الاسلامية، وهو مشكور جزيل الشكر على فتح دكتوراه متخصصة بجامعة البليدة تحت مسمى: الصيرفة الاسلامية، واعتقد انها لبنة خير في التعليم الجامعي الشرعي بعد تغييب متعمد دون مبررات مقنعة، بالمال الشرعي المدخر والمستثمر ينمو والخير العميم كالشجرة الباسقة

اما ا.د محمد فرحي فقد عالج موضوع: التمويل الاسلامي كمنهج ومن جانب اخر، عالج البروفيسور محمد بن سعيد من جامعة بلعباس دراسة :تجارب دولية في فتح نوافذ وفروع اسلامية، كما تطرق الباحثان ا.د/ عزي الاخضر وهواري خيثر الى :دور ومكانة البنوك الاسلامية بابعادها التمويلية في الحد من الازمات-تحليل عام ومقاربات شرعية. كما اضاف ا.د عبد القادر خليل موضوع:الصيرفة الاسلامية ودورها في تفعيل نشاط القطاع المصرفي الجزائري التحديات والافاق

بعد يوم حافل بالنقاش الفكري الهادف، تشكلت لجنة صياغة التوصيات والتي جاءت مختزلة في النقاط التالية:

1- إيجاد إطار تنظيمي قانوني ضمن قانون النقد والقرض، يسمح بالتحرير التدريجي للخدمات المصرفية لتستجيب لمتطلبات العمل المصرفي الإسلامي، الأمر الذي يشجع إنشاء صناديق استثمارية تصبح من أهم صيغ تعبئة الإدخارات وتوظيفها -خاصة -في حالة الصدمات المالية.
السعي إلى تكوين هيئة وطنية عليا للفتوى والرقابة الشرعية للمصارف مشكلة من خبراء ومتخصصين في الفقه الإسلامي والدراسات الاقتصادية والمالية المعمقة.

تشجيع فتح تخصصات علمية اكاديمية في الصيرفة الإسلامية ضمن برامج تكوين التعليم العالي على مستوى جميع أطواره.

دعوة المصارف الإسلامية المعتمدة في الجزائر إلى تخصيص قسط هام من مواردها للترويج بدورها ومهامها كبيوت تمويل لا تتعامل مع الربا، وتهدف إلى تحقيق الأرباح المشروعة.
دعوة القائمين على تسيير المصارف التقليدية إلى فتح نوافذ وشبابيك تتعامل وفق منهجية الصيرفة الإسلامية.

ضرورة الاهتمام بالبرامج التكوينية والتدريبية المحينة القادرة على فهم متطلبات العمل المصرفي الإسلامي وتطويره وفقا لمنهجية البحث العلمي والاجتهاد الفقهي.

ضرورة تطبيق الحوكمة على جميع أطراف وآليات العمل المصرفي الإسلامي واعتماد مناهج تساهم في إرساء المسؤولية الاجتماعية من خلال تخصيص نسبة دين من النتيجة الصافية للمصارف الإسلامية.

ضرورة القيام بمقارنة أفضل أداء لتجارب الصيرفة الاسلامية في العالم من خلال تثمينها والإستفادة من تلك التجارب.

الاخضر عزي

مشاركة منتدى

  • تعليق جيد وطريف ولكن ايعقل ان يكون الشيخ بيوض هو اول من طرح فكرة الصيرفة الاسلامية في الجزائر وهي تحت نير الاستعمار الفرنسي الضروس؟ قرات مقال الدكتور بلعباس وهو فرنكو جزائري ولم اقتنع بما جاء فيه ورجعت الى موقع الشيخ بيوض ولم اجد الجريدة-جريدة ميزاب- الصادرة سنة 1929م.وكما اعلمه فان الشيخ بيوض من تيار الاباضية وليس السنة.لم اجد في الجزائر المستقلة من بادر الى اقتراح شبيها باقتراح بيوض على الاقل الا متطفلين على الاقتصاد الاسلامي لا يعترفون اصلا بوجوده ويتجمعون في حلقات مريبة ولا يخرجون الا بالتوصيات الباهتة معتقدين انهم الكل في الكل وارجو من كاتب المقال ان يتفضل علي بنسخة من الجريدة التي نشر بها المقترح ان كان يحوز نسخة واريد صراحة قراءة المقال كله.

  • *سعيدة سفاري* ايعقل ان يكون الشيخ بيوض هو اول من طرح فكرة الصيرفة الاسلامية في الجزائر وهي تحت نير الاستعمار الفرنسي الضروس؟
    نعم يعقل، وقرات المقال بام عيني من النصخة الاصلية للصحيفة، سيدتي هذه دراسات التي لمحت لما اثار استغرابك وليس قصص او خرافات٠

  • البنوك الاسلامية حضارة وتراث وفكر مستدام.هذا ما اشار اليه الباحث الاخضر عزي. نامل تقديم اقتباسات لما ورد في المداخلات عسى تنويرنا بواقع وحقيقة الصيرفة والبنوك الاسلامية. وقد عدت لموقع الشيخ بيوض ولم اجد للاسف الشديد جريدته التي حرر فيها هذا الموضوع المهم جدا. اليوم لنا اكثر من 120 جامعة ومدرسة عليا ومعهدا ومدارس متخصصة في الشؤون المالية وفي الفكر الاسلامي ؛لكننا نلحظ ونستنبط ان البحث في الصيرفة الاسلامية هزيل جدا جدا..... وما يقدم يتطاير ويتلاشى كالفقاعات الصابونية التي يتلهى بها الرضع من ابنائنا. هل من مميط للثام عن التراث الجزائري؟ ام ننتظر حتى ينتبه الملاويون والماليزيون والباكستانيون والاتراك لهذا التراث ويوظفوه للانطلاق والاقلاع الواعد؛ لبناء امصارهم واوطانهم وتشييد حضارتهم، ثم يفتخرون وينبهرون ويبهروننا بان من جاء بذلك جزائري..... اجل جزائري من بلد المليون ونصف المليون شهيد، وكاني بهم يستهزئون بنا.... وصدق من قال عن كتاب شروط النهضة لمالك بن نبي-الله يرحمه:(اننا نلحظ ان مالك بن نبي يفكر ويستقرئ ويستنبط ومهاتيرو محمد من ماليزيا ينفذ ويطبق)......ما اروع مثل هذا الكلام!!!.....اعرف البروفيسور الفاضل عبد المجيد قدي ابن ادرار الاصيلة وحافظ كتاب الله والباحث الجاد والمتميز في الاقتصاد بشتى فروعه ومراميه، وحبذا لو ينشر محاضرته التي قدمها بجامعة المدية يوم الخميس الفاتح من ديسمبر العام 2016م في ملتقى الصيرفة؛ لكوننا وصلنا متاخرين وكنا نعتقد ان الملتقى يدوم يومين،.مع ما لاقيناه من متاعب الطريق والبرد القارس والامطار التي اعتبرناها فال خير على ولاية التيطري وسكانها الكرماء الطيبين.

  • اتمنى من كاتب المقال الاخضر عزي موافاتي بالبريد الالكتروني للبحاثة الفرانكو-جزائري :"عبد الرزاق بلعباس "او بالنسخة الاصلية لمقال "الشيخ ابو اليقظان " حول الصيرفة الاسلامية. والى اين وصلت الصيرفة الاسلامية في الجزائر من الناحية العملية ،بعيدا عن التنظير العقيم(الكثير من المرددين للصيرفة الاسلامية دون فهم كنهها)، مع تحية محبة وتقدير للدكتور كمال رزيق على جهوده في فتح تخصص الصيرفة الاسلامية بجامعة البليدة، وهذا لعمري غير كاف اذا لم نعمل على فتح نفس التخصص بالمدرسة العليا للصيرفة كون المدرسة اكثر اكاديمية وعلمية وتطبيقية من الجامعة.

  • حول موضوع الصيرفة الاسلامية في الجزائر، انا الموقع غنايمي طالب دكتوراه: نقود وبنوك وصيرفة اسلامية بجامعة جزائرية واقوم في الوقت الحاضر بتحضير دكتوارة ال ام دي حول موضوع" تسويق الخدمات البنكية في البنوك الجزائرية-تطبيق على الموجود من الصيرفة الاسلامية-دراسة تنبؤية استشرافية).
    واطلب من كاتب التغطية الباحث :
    الاخضر عزي المساعدة؛فهل من سبيل للتواصل مع بلعباس في السعودية للاستشارة فقط وتزويدي بنسخة عن المقال لفضيلة الامام الاكبر ابي اليقضان الميزابي -الاباضي المذهب- حتى تكون الاحالات صداقة.

  • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
    الذي أطلق المبادرة هو الشيخ أبو اليقظان وليس الشيخ بيوض.
    لكن الفكرة في حد ذاتها قديمة ويصعب حصرها.
    في العلم لا يوجد "أول..."، إلا ما أخبر به الوحي.
    وما دخل المذهب والطائفية في العلوم الاجتماعية؟
    د. عبدالرزاق بلعباس

  • الصيرفة الاسلامية لا يبنيها المفلسون فكريا والمرددين كالببغاوات والمعروفين في الملتقيات العلمية-احتراما لكلمة ملتقى-انما الصيرفة الاسلامية يمكن انجازها من طرف اطارات البنوك الجزائرية ذووا الخبرة العملية على ان يرسكلوا في جوانب الفقه الاقتصادي والمالي والبرمجيات ذات العلاقة بتكميم عمليات الصيرفة الاسلامية. في كل الكرنفلات نجد اسماء تتكرر مثل: فارص مسدور-كمال رزيق ضرته الكبرى- محمد بوحلال الذي اصبح يتباهى بانه مكلفا بملف الصيرفة الاسلامية على مستوى المجلس الاسلامي الاعلى المكون في الاساس من اطارات لا علاقة لهم بالفقه او الشريعة او الصيرفة الاسلامية، وكذلك الدكتور حيدر صاحب بنك السلام وهو احد اقارب مسير بنك البركة الجزائري وهو يتحايل في همساته وصرخاته على امور فقهية في الميدان المصرفي..ارفعوا ايديكم عن وصاياتكم وابواتكم المفرطة لكل شيئ واتركوا الصيرفة الاسلامية لاهلها لما فيها من خير وبركة للمجتمع الجزائري المسلم.الاموال تشحن بالاكياس السوداء والكارتونات وفي العجلات المطاطية وفي الجوارب والدينار الجزائري في الحضيض وانتم ترددون ان الاسلام هو الحل فكيف يكون الحل يا كبار الافواه والمناسف في زمن الزرع والحصاد.نريد من اولي امرنا السماح للخبراء التطبيقيين واصحاب الخبرة والتجارب والمبدعين وليس اصحاب الجلسات تحت اضواء الكاميرات الخفية والمرئية. المال موجود وفرص الاستثمار موجودة والسواعد موجودة والافكار موجودة فكفوا عن تصدير عقدكم وامراضكم المزمنة.

  • الصيرفة الاسلامية -كما لاحظته- من خلال مشاركتي في بعض الملتقيات الوطنية والدولية،عبارة عن جلسات يكثر فيها التشدق لدرجة ان احد الاساتذة السوريين يحمل جنسية امريكية لما ناقشه فقيه زيتوني تنرفز وانفعل ورد بعنف على الفقيه التونسي:"يا سيدي حدد مذهبك"" ثم اخذنا غداءنا، ولاحظت سلوكات الانحطاط والاغتياب في حق اناس اصحاب كرامات وقامات علمية من بلاد كثيرة:القرويين-المغرب-الزيتونة-تونس- النجف الاشرف-العراق-مدارس الشريعة في سوريا ولبنان-كلية الاوزاعي- فهل المغتابون الفارغون كسنابل القحط الزراعي هم من يجسد الصيرفة الاسلامية على ارض الواقع؟ قليلا من التعقل يا من تنصبون انفسكم علماء للصيرفة في الجزائر، مجرد تكوين فقهي لاطارات البنوك الجزائرية يكفي للسير بالصيرفة الاسلامية ثدما وليس التشدق على فتات موائد السوء في المؤتمرات.والله من وراء القصد.

  • في فلسطين العربية المحتلة توجد الصيرفة الاسلامية وتمارس عملياتها دون عراقيل تذكر،والابحاث تجرى حول اهمية الصيرفة الاسلامية في فلسطين وفي قراها تحديدا اين يتعايش المسلمون واليهود والنصارى وتصمم النماذج الكمية الرياضية، وهي مقبولة من الجميع، اما في الجزائر المستقلة منذ حوالي ستين سنة ورغم الموارد المالية الضخمة وعدد الجامعات الذي قارب المئة ونيفا والمؤتمرات العلمية-ان صح التعبير- التي تعقد هنا وهناك دون حتى ادبيات او ادبيات وتتلى التوصيات امام الاضواء ونصفق ونمدح وننافق على اهمية الصيرفة الاسلامية في الجزائر التي اقرتها مؤخرا السلطات الجزائرية في ظل ازمتها السياسية والصحية ومنذ ايام نصبت الهيئة الشرعية بالمجلس الاسلامي الاعلى ولكن لما تعرف التشكيلة البشرية تصاب بالغثيان:نفس المتشدقين والثرثارين في القنوات التلفزية وتلك المؤتمرات التي تجتر الكلام هم اعضاء في هذه اللجنة ويتراسها ختيار كبير"بوعبد الله غلام الله" الذي ما ان يدخل قطاع حتى يزرع فيه عقده وانتهازيته ضف الى ذلك ابو المعارك السفسطائية المجنونة الخبير-مجازا-البروفيسور محمد بوجلال من جامعة سطيف، والبروفيسور البوزيدي الذي لا علاقة له بالفقه المالي واخرون متحايلون تحت لواء البنوك الاسلامية،اهكذا تقام الصيرفة الاسلامية في الجزائر يا اولي الالباب من اولي امرنا؟ للجزائر كفاءات وعباقرة في الصيرفة الاسلامية ممن مارسوا العمل المصرفي في البنوك وليس جماعة(بيضاء-بيضاء) والكل خاطئ والكل صحيح.اغيثوا بلادنا ورسخوا الصيرفة الاسلامية برجالها المخلصين التقاة وليس اصحاب العضلات اللسانية الفاشلة.رسخوا الصيرفة وضخوا الاموال الطائلة في عروق الاقتصاد الجزائري، نظفوا قنوات الاتصال بين المقرض والمقترض،رسخوا الثقافة المصرفية الاسلامية بدءا من المدارس الابتدائية حتى الجامعية وعلى مستوى كل شرائح المجتمع.دعونا من عقليات الاقصاء واتهام الصغار بالصغائر.دعموا بلادكم بالافكار النيرة.اتقوا الله في انفسكم وبلادكم.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى