الخميس ٢٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٢
بقلم عبد الكريم المحمود

حكاية الورقاء

على ثرى فؤاديَ الغرير ..
تأوّهت أميرةٌ ورقاء
تئنّ من جناحها الكسير
وتستغيث بالنداء
حملتُها مكابداً عناءها الرهيب
مبادراً لأفضل الدواء ..
واجتهدتُ في العلاج واستشارة الطبيب
يقودني الرجاء ..
ومرّت الأيام والأعوام في علاجها
وبان الاعتلال في مزاجها
وما تكامل الشفاء
وظلت الورقاء في فؤاديَ المسكين
تزيد في أذاه بالنواح والأنين
اليه تلقي نظرة الأسير
كأنه عدوّها الشرّير
وصدّها جناحها المعاق ..
عن أن تفرّ أو تطير بانطلاق
فكلما تقافزت مرفرفه
تهوي على ثراه حيرى زاحفه
وتندب السماء باشتياق
ساجعة بصوتها الحزين
باكيةً لوحشة الفراق
ملتاعةً بالشوق والحنين ..
لما انطوى في الموطن البعيد ..
من عيشها الرغيد
حيث الحمى يعمّه العطاء
ويزدهي بالنور والبهاء
حتّامَ يا ورقاء تسجعين
وتكرهين بيتكِ الجديد .. ؟!
حتامَ بالنواح والنشيد
تعذبين قلبي الأمين .. ؟!
ألم يُحطكِ بالسلام والأمان .. ؟!
وكم رعاكِ حبه الشديد
وما قلاكِ في قساوة الزمان
فلا أطيقُ أن أراكِ ترحلين
وحبكِ استهام في دمي
أبعدما سكنتِ في الفؤاد تندمين .. ؟!
ولات حين مندمِ
ما زلتِ يا أميرتي حسيرة الجناح
فكيف للسماء تصعدين .. ؟!
قد غاب عنكِ طالعُ النجاح
مذ غاب ما قد كنتِ تعرفين
وأُبرم القضاء أن تعيشي في كبَدْ
وتمنحي جناحك الكسير ما فقدْ
ليكمل الشفاء
فبعد هذا اليوم يأتي يوم غدْ
ويكشف الغطاء
ومثلما هبطتِ نحو الأرض للبلاء
ودون ما اختيار ..
ستعرجين في السماء للجزاء
وما لكِ القرار
بل أمر من يدبر الوجود
ومن اليه كلنا نعود


الأعلى