الثلاثاء ٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٩
بقلم عبد المجيد رشيدي

حوار مع التشكيلية رشيدة الجوهري

يسكن الحب الممزوج بالفرح في لوحات الفنانة التشكيلية رشيدة الجوهري، فهي تمتلك مفاصل الاحتراف، حيث تبرع في تشكيل الروح الكامنة بين خطوط الفكرة، وتحثّ المتتبع على الترحال إلى عمق الرؤيا والتساؤل عن السر المقيم على مشارف الضوء والطبيعة الخلالبة ذات اللون الزاهي.

رشيدة الجوهري من الفنانات المتميّزات في المغرب، شاركت في العديد من المعارض الجماعية والمهرجانات الفنية على الصعيدين الوطني والخارجي، ترسم إحساسها من خلال الريشة والألوان لتعبّر عن موقف ويبقى للمتلقي ترجمته وفق نظرته إلى لوحاتها.

كثيرة هي المشاعر التي تضجّ فيها لوحاتها المزكرشة بألوان الطبيعة الجميلة، وعن ذلك تقول رشيدة: حين بدأت رحلتي مع الرسم كانت في داخلي صرخة وجع وألم وعشق للحياة، وشعرت أني أحتاج إلى إيصالها ولم أجد سوى الرسم للتعبير عن مشاعري، وأفرح كثيرا حين يقرأ المتلقي لوحتي كما أراها ، حيث أرى أنه يشاركني فيها ويحس ما بداخلي، خاصة أن موضوع الطبيعة يبقى الفكرة الأبرز بين نسيج اللوحة.

وتضيف الجوهري: الرسم هو توثيق للحظات عشتها وأختزلها، أنا أرسم الطبيعة والمرأة العاشقة الحالمة الممزوجة بألوان الشوق والأصالة والعنفوان، والقادرة على العطاء نحو مساحات شاسعة من الفرح والأمل، وهذه المشاعر فيها تمسك بالحياة دون الابتعاد عن العادات والتقاليد التي نعيشها.

رشيدة الجوهري تتحكم بلوحاتها ولا تنقل صورة ما، حيث إن لوحاتها تشبهها، وهي جزء من لحظات عاشتها وليست مجرد فكرة، فكل لوحة أنجزتها تحمل الكثير من الخبايا والأسرار، ويبقى التفسير للمتلقي، حيث قالت: أنا لا أفسّر لوحاتي بل أحبّ أن أسمع ما يقوله الآخرون بأنفسهم إلى ما أقدمه، لعله نوع من التواصل بين الفنان والمتلقي هناك أناس لا تقرأ اللوحة بل تنظر إليها بشكل عام، وفي المقابل هنالك من يقرأ ويتمعّن ويبحث عمّا يكمن بين الخطوط من تفاصيل.

التشكيلية رشيدة الجوهري لا تمتهن الرسم، بل ترى فيه ملاذاً جميلاً للتعبير، فتقول: أفرح حين يحب الناس لوحاتي كما أعتبر نفسي هاوية تعشق الألوان وأترك للريشة أن تعصف عما في داخلي من مشاعر، وهدفي إيصال كل ما بداخلي.

تسيطر الألوان الزاهية على معظم لوحات رشيدة الجوهري فهي ترسم بالألوان التي تختصر مختلف المشاعر وتحمل الفرح والحب والسلام، وهي ألوان عشقتها رشيدة منذ طفولتها، لذلك ترونها في كل لوحاتها حيث تجعلها مفعمة بالهدوء والسكينة.

رشيدة الجوهري رسمت أهدافها، لتحول المستحيل إلى ممكن، والأحلام إلى واقع، فنانة تملك الموهبة والطموح وتسعى إلى تحقيق أهدافها وأحلامها، حولت معاناتها إلى الأمل، شخصية متمسكة جداً بكل حلم هو جميل إلى أن تحوله لواقع، فنانة ستبقى تتحلى بالشجاعة والقوة والتحدي، ومصرة على تحقيق النجاح أكثر والاستمرار في مسيرة الفن والابداع.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى